تم، أمس، ترحيل 35 عائلة كانت تقطن بسكنات هشة إلى سكنات جديدة الواقعة بمنطقة وادي فالي ببلدية تيزي وزو، المتعلقة بصيغة السكن الاجتماعي الإيجاري التابعة للديوان الوطني للترقية والتسيير العقاري. حيث أن 28 منها تعد من بين العائلات المتضررة من زلزال 2003، في حين أن السبعة الأخرى تعتبر من العائلات التي كانت تقطن الحي القصديري المسمى "أوكالبتوس" بعاصمة الولاية. عملية الترحيل التي أشرف عليها والي الولاية عبد القادر بوعزغي، عرفت انطلاقتها في الساعات الأولى من صبيحة نهار أمس وبالضبط في حدود الساعة السادسة صباحا، وذلك وسط أجواء خاصة سادتها فرحة العائلات التي استفادت وبعد طول انتظار من سكنات جديدة من صنف 3 غرف "F3"، لتضع بذلك حدا نهائيا للمعاناة التي تكبدتها على مستوى سكناتها الهشة القديمة التي كانت تقطنها سابقا على مستوى كل من المنطقة المسماة "أونيام" بمنطقة وادي عيسي إضافة إلى الحي القصديري المسمى "أوكالبتوس" بوسط مدينة تيزي وزو، الذي يعود تاريخ تواجده إلى بداية الثمانينيات من القرن الماضي. وتندرج هذه العملية ضمن البرنامج التنموي المسطر من طرف السلطات الولائية الذي يهدف في طياته إلى القضاء على السكن الهش عبر بلديات إقليمها. من جهة أخرى، وقبل الشروع في عملية الترحيل هذه، شهد مقر الديوان الوطني للترقية والتسيير العقاري، صبيحة أول أمس، هو الآخر، أجواء غير عادية صنعتها فرحة العائلات المستفيدة من 35 وحدة سكنية جديدة، حيث تجمع العديد من المواطنين أمام مقر الديوان لساعات عدة تزامنا مع عملية تسليم مفاتيح الشقق للعائلات المعنية. وفي هذا السياق، أكدت بعض العائلات ل "الجزائر نيوز"، أن استفادتهم من هذه السكنات جاء متأخرا نظرا لما عانوه من مشاكل عسيرة حولت حياتهم اليومية إلى جحيم منذ 2003، إلا أنها تعد بمثابة حلم طالما انتظروه لسنوات طويلة من شأنه أن يجعل ظروفهم المعيشية تتحسن أكثر خصوصا أن هذه السكنات تم تدعيمها من طرف السلطات بكافة الضروريات من ماء وغاز وكذا كهرباء. وفي الصدد ذاته، قال مواطن آخر من الحي القصديري "أوكالبتوس" وهو أب لثلاثة أبناء، إن عائلته عانت على مستوى الكوخ القصديري الذي تقطنه سابقا لأزيد من 20 سنة، مشيرا إلى أنه قام بإيداع العديد من الطلبات لدى السلطات المعنية قصد الاستفادة من مسكن لائق ومنذ سنة 1986، إلا أن لا حياة لمن تنادي "حتى اليوم أشعر فعلا بأنني مواطن جزائري". على صعيد آخر، حدد الديوان المبلغ الرمزي الذي خصصته كقيمة مالية الملزم دفعها من طرف المستفيدين والمقدرة ب 56835.78 دج ، وهو المبلغ الذي لقي استحسانا من طرف العائلات وذلك - حسبها مقارنة بالأسعار الباهضة والخيالية التي يشهدها سوق العقار بالولاية.