اللاعب السوفياتي إيغور بيلانوف هو أحد أفراد المنتخب الناري الذي فرض احترامه على العالم أجمع في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الغابر، وهو الوحيد الذي سجل الهاتريك في نهائيات كأس العالم وأحد ثلاثة لاعبين سجلوا الهاتريك مونديالياً وخرج منتخبهم خاسراً. وعندما حان موعد رد الاعتبار وزعامة القارة على الأراضي الألمانية عام 1988 أهدر بيلانوف نفسه ركلة جزاء في توقيت مهم أمام طواحين هولندا في المباراة النهائية التي انتهت بهدفين هولنديين، فكتب لذاك الجيل الخلود في الذاكرة سمعة عطرة دون ألقاب. وُلد إيغور إيفانوفيتش بيلانوف وهذا اسمه الكامل في الخامس والعشرين من سبتمبر عام 1960 وقضى السنوات الأولى مع نادي تشورنوموريتس أوديسا بين 1973 و1978 ثم بدأ المشوار الفعلي مع نادي ska أوديسا عامي 1979 و1980 فلعب له 68 مباراة وسجل 16 هدفاً. تعاقد مع نادي دينامو كييف الذي قدمه لعالم النجومية في عام 1985 وسجل له عشرة أهداف في أول موسم له خلال 31 مباراة في الدوري، وجاء الحصاد مع الألقاب التي سعى إليها وانتقل من أجلها سريعاً من خلال ثنائية الدوري والكأس، وفي الموسم كلّه سجل 13 هدفاً في 39 مباراة. وفي العام التالي فاز مجدداً بالدوري (سجل 10 أهداف في 22 مباراة) وبكأس الكؤوس الأوروبية متصدراً قائمة هدّافيها إلى جانب زميليه بلوخين وزافاروف ولاعب دينامو دريسدن الألماني الشرقي فرانك ليبمان برصيد خمسة أهداف، وفي الموسم كلّه سجل 14 هدفاً في 32 مباراة، فكان ذلك جواز سفر تتويجه بالكرة الذهبية فقال للمصوتين الذين انتخبوه: أشكركم وأشكر فرنسا، لقد شرفتموني بهذه الجائزة، ينتابني شعور لا يوصف، وبقدر ما هو شرف وتكريم هو مسؤولية. كان بيلانوف يحلم بالانتقال إلى فرنسا وليس ألمانيا بعمر تسعة وعشرين عاماً، حيث كانت الوجهة لنادي بوروسيا مونشنغلادباخ، والاتفاق على الشروط المالية تم بين الوزارة السوفيتية والنادي الألماني حسب طبيعة قوانين الاحتراف في الاتحاد السوفياتي، ومع ذلك فتح له النادي الألماني حساباً سرياً في مصارف النادي كي يدّخر شيئاً، وهذا لم يحدث. انتقل إلى نادي اينتراخت براونشفايغ في النصف الثاني لموسم 1990/1991 فلعب له تسع مباريات وسجل ثلاثة أهداف، وفي الموسم التالي 1991/1992 لعب 30 مباراة وسجل 11 هدفاً منها 10 في الدوري خلال 29 مباراة، ومن سوء حظه أن النادي عانى الهبوط موسم 1992/1993 دون أن يلعب بسبب الإصابة، ولكنه استمر معه لنهاية موسم 1993/1994 فلعب 34 مباراة وسجل 8 أهداف جميعها في الدوري خلال 29 مباراة. في عام 1995 عاد إلى بيته تشورنوموريتس لموسم واحد لعب خلاله ثلاث مباريات وسجل هدفاً، وتقاعد بعمر 37 عاماً تقريباً بعد فترة مع نادي ماريوبول. كُتب لبيلانوف المشاركة في مونديال المكسيك 1986 فلعب 69 دقيقة أمام المجر في المباراة التي انتهت سوفييتية بسداسية وسجل هدفاً من علامة الجزاء وصنع ثلاثة، ولعب 90 دقيقة ضد فرنسا وصنع هدف فريقه في المباراة التي انتهت 1/1 ونزل بديلاً في الدقيقة 57 ضد كندا وصنع هدفي المباراة، ولعب الدقائق ال120 في مباراة دور الستة عشر، وسجل الهاتريك ضد بلجيكا التي فازت بأربعة أهداف لثلاثة، وتلك النتيجة اعتبرت من المفاجآت الصارخة للمونديال. سجل أربعة أهداف في مشوار فريقه بتصفيات أورو 1988 أحدها بمرمى فرنسا لتكون أهدافه الدولية الثمانية بمسابقات رسمية، وفي النهائيات لعب كامل الدقائق في الفوز على هولندا افتتاحاً بهدف، ثم في التعادل الصعب مع جمهورية إيرلندا بهدف لمثله، وكذلك في الفوز الصريح على إنجلترا 3/1 وغاب عن نصف النهائي ضد إيطاليا في المباراة التي انتهت سوفياتية 2/صفر وعاد في النهائي ليلعب كامل الدقائق ولكنه أخفق في تسجيل اسمه بين مسجلي الأهداف، بل سجل اسمه باتجاه معاكس لكونه أول من يهدر ركلة جزاء في المباريات النهائية، بل الوحيد الذي يهدر ركلة في النهائيات الأوروبية الخمسة عشر. عرف بيلانوف بالسرعة الفائقة القريبة من سرعة العدائين، والمرونة الملحوظة، واللياقة البدنية العالية، حيث ابتسم له القدر باختياره فارس أوروبا الأول عام 1986 في واحدة من مفاجآت الكرة الذهبية الصارخة، فكان ذلك مواساة له وللمنتخب الذي كان يستحق الوصول لنقطة أبعد في مونديال المكسيك الثاني، ليكون ثالث سوفياتي يحرز الكرة بعد ياشين وبلوخين وجاء بعدهم الأوكراني شيفشينكو. تحول إلى رجل أعمال بعد الانتهاء من مشواره مع كرة القدم، وعاد إلى الواجهة عندما أصبح المساهم الأكبر في نادي fc wil 1900 السويسري في 2003 ولكن قراراته اتصفت بالتخبط، فعلى سبيل المثال عيّن زميله زافاروف مدرباً رغم أنه لا يملك الرخصة الأوروبية فاضطر لتغييره، وهو يمتلك مدرسة لكرة القدم في أوديسا، التي حملت اسمه.