تناقضات هذا البلد تصيبك بالدهشة والحيرة حتى تشعر - مهما كان ذكاؤك- أنك غبي وعاجز عن استيعاب ما يدور حولك، اليوم (الجمعة)، تذكرت حوارا أجرته منذ أشهر جريدة "الجزائر نيوز" مع الأستاذ جيلالي حجاج بعدما وصف ب "نجاح التسجيلات الإلكترونية لمكتتبي وكالة عدل"، وقتها أعلن أحد الوزراء أن الحكومة تدرس مشروع تأسيس حكومة إلكترونية، وردا على الأمر قال "حجاج" إن هذه الحكومة لا تزال غير قادرة بعد على تحقيق مشروع الجيل الثالث من الأنترنت المعتمد اليوم في أفقر وأغنى دول العالم، ولن يتم الالتزام بالمواعيد المحددة له بسبب غياب الإرادة السياسية وعجزنا عن التخطيط الحقيقي لأي مشروع! نعم لم يخب كلام الرجل، وأكثر من ذلك، ساعات قبل الموعد المحدد لانطلاق العمل بهذه التقنية، تخرج وزيرة القطاع لتقول إن الجيل الثالث لا يمكن انطلاقه والسبب ليس عدم الجاهزية التقنية - لأن متعاملي الهاتف النقال جميعهم أكدوا استعدادهم التام للشروع في العمل بهذه التقنية وقاموا بعملية تجريبها-، ولكن حسب الوزيرة فإن المرسوم التنفيذي المتعلق بمنح الرخصة للمتعاملين لم يتم توقيعه بعد؟ الحقيقة لا أعرف الكثير في القانون - فأنا مجرد صاحب رأي بسيط - لكن المنطق يقول إن هذه العملية من المفروض أن تسبق أي خطوة لأنها ستؤسس للمشروع وتضع التفاصيل التي تسيره، وليس لتكون حجة "تافهة" ليقال للشعب "أخبط راسك فالحيط فأنت آخر ما يعنينا"، ولما لا يقال له أكثر، فقطاع فاطمة الزهراء دردوري، منذ أشهر - أو أكثر- يبيع للمواطنين خطوطا هاتفية تعمل بتقنية الألياف البصرية، وبعد اقتنائها يكتشفون بأنها لا تعمل؟