تنتظر كل وكالات الأسفار والسياحة نتائج القرعة المتعلقة بنهائيات كأس العالم في البرازيل، التي ستجرى - أي القرعة - يوم السادس ديسمبر المقبل، من أجل وضع الترتيبات والخطط المناسبة لنقل أنصار "الخضر" إلى البرازيل، ويبدو الأمر معقدا نوعا ما بالنظر إلى بعد المسافة بين الجزائر وبين هذا البلد الذي يقع في أمريكا الجنوبية على اعتبار أنه لا يوجد خط طيران مباشر بين البلدين فضلا عن كون البرازيل بلد شاسع والمقابلات التي ستجرى فيه تحسبا لهذه المنافسة الرياضية الكبرى قد تتم، على الأرجح، في مدن متباعدة سواء بالنسبة للفريق الجزائري أو بالنسبة للفرق الأخرى. وتشكل القرعة، التي ستجرى بالبرازيل يوم السادس ديسمبر القادم، كل هذه الأهمية بالنسبة للوكالات السياحية الخاصة والعمومية معا ليس فقط لكون نتائجها سوف تبين مكان لعب وتواجد الفريق الوطني لكرة القدم، وبالتالي أماكن تواجد الأنصار، و«خارطة" نقلهم إلى هذه الأماكن، ولكن هذه الأهمية تكمن أيضا في كون نتائج القرعة سوف تشكل، بالنسبة لهذه الوكالات، مرحلة ما قبل توزيع التذاكر الخاصة بالملاعب علما أن الإتحادية الدولية لكرة القدم "فيفا" طرحت أكثر من ثلاثة ملايين تذكرة ملعب كعدد إجمالي، وهي التذاكر التي ينتظر أن يحصل الأنصار الجزائريون على جزء منها باعتبار تأهل الفريق الجزائري إلى هذه المناسبة الكروية الكبرى. ويؤكد تومي صلاح الدين، المدير العام لمجموعة "ماجيستيك" للأسفار، أن "مسائل اللوجستيك الخاصة بتنقل الأنصار إلى البرازيل لا تخيفنا، ولكننا ننتظر القرعة من أجل تثبيت مسألة تذاكر دخول الملاعب على اعتبار أنه دون تذكرة ملعب فإنه لا يمكن فعل أي شيئ ، وحتى تكون الرحلات وتنقل الأنصار إلى البرازيل هي مسائل خالية من التلاعب من طرف منتهزي الفرص من أصحاب الوكالات السياحية الخاصة". وفي الواقع فإن هذا الطرح الذي يقدمه مدير عام المجموعة المشار إليها يتوافق كثيرا مع ما سبق وأن أعلن عنه مؤخرا السفير البرازيلي في الجزائر لإحدى القنوات التليفزيونية الخاصة من ناحية أن كل التسهيلات، ولا سيما من حيث التأشيرة، سوف تقدم إلى الأنصار الجزائريين من أجل التنقل إلى بلاد "السامبا" والتمتع ب "الفرجة" التي سوف يصنعها الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم هناك، ولكن هذا الديبلوماسي البرازيلي ربط ذلك استثنائيا بالحصول على تذاكر الملعب. ولم تحدد بعد الآلية التي سوف يتم من خلالها توزيع هذه التذاكر على الأنصار الجزائريين، لكن الأكيد أن "الفيفا" هي من ستقوم بمنح هذه التذاكر إلى الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم "الفاف" التي سوف تتكفل بالعملية في الجزائر، وهنا يقول تومي صلاح الدين المدير العام لمجموعة "ماجستيك" للأسفار "سوف تقوم بالاتصال بهم - يعني الفاف - من أجل معرفة هذه الآلية" على وجه التحديد. بغض النظر عن هذه المسائل المهمة والمتعلقة بتذاكر الملاعب، فإن أصحاب ومسيري الوكالات السياحية الخاصة يولون أهمية قصوى للدعم المحتمل الذي قد توفره السلطات العمومية لتنقل الأنصار إلى البرازيل.. تماما مثلما فعلته في مقابلات سابقة خاضها الفريق الوطني الجزائري في "أم درمان" بالسودان وفي "واغادوغو" ببوركينافاسو فضلا عن مقابلة المنتخب الجزائري ضد نظيره المصري في نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم 2010 في أنغولا، وفي الواقع فإن الدعم الذي قد توفره السلطات العمومية لتنقل الأنصار إلى البرازيل سوف يكون متصلا بتذاكر النقل الجوي نظرا لارتفاع كلفته في السوق الدولية مع العلم أن الجزائر لا تملك في الوقت الحالي خطا مباشرا للطيران يربط بينها وبين البرازيل الموجودة على الطرف الآخر من الكرة الأرضية على مسافة آلاف الكيلومترات. هذا على الأقل ما تؤكده كروب كلثوم، المديرة التقنية في مجموعة "بالماريوم" المختصة في الفندقة والسياحة، التي تضيف بأنه "لو قامت الجزائر بإرساء خط جوي بينها وبين البرازيل"، فإن السعر، حسبها، لن يكون كبيرا على اعتبار أن "تذكرة رحلة ذهاب وإياب بين الجزائر وموسكو صالحة لمدة شهر كامل" مثلا يمكن الحصول عليها ابتداء من 55 ألف دينار وفق ذات المتحدثة التي تؤكد أيضا أن "السر في كون الرحلات التي توفرها الخطوط الجوية الجزائرية لزبائنها تبقى أسعارها في المتناول يكمن في قلة الكلفة المرتبطة بوقود الطائرات" في الجزائر. وتشير المتحدثة ذاتها أيضا إلى أنه "دون دعم السلطات العمومية، فإن القلائل فقط هم من يستطيعون الذهاب إلى البرازيل بسبب غلاء تذاكر الطيران نحو هذا البلد الذي يعتبر بعيدا جدا جغرافيا"، حيث تضيف أيضا بقولها "من دون دعم السلطات العمومية، فإن عشرة أيام إقامة بالبرازيل بسعر باقة خدمات متوسط وسعر رحلة متوسط، سوف تكلف حوالي 250 ألف دينار" للشخص الواحد طبعا. ويبدو هذا السعر مرتفعا بالنسبة لمناصر جزائري يعيش على أجر متوسط يصل إلى عشرة آلاف دينار شهريا، وبالنظر أيضا إلى أعباء الحياة التي يتكبدها الجزائريون يوميا ما يؤثر على قدراتهم الادخارية، وهذا ما يجعل أصحاب ومسيري وكالات سياحية خاصة تحدثنا إليهم يؤكدون على حيوية دعم السلطات العمومية لتنقل الأنصار إلى البرازيل إلى درجة أن صلاح الدين تومي المدير العام لمجموعة "ماجستيك" للأسفار يرجحه بقوة، أما عن الأسباب التي يسوقها لتفسير حيوية هذا الدعم فهو يحصرها في مسألة أن "هناك بعد مسافة كبير بين الجزائروالبرازيل وأتوقع أن تذاكر الطائرات نحو هذا البلد سوف ترتفع أثمانها مع اقتراب موعد حلول نهائيات كأس العالم وفقا لمعادلة العرض والطلب، وهنا سوف تتدخل السلطات العمومية من أجل تسقيف أسعار تذاكر الطائرات بالتنسيق مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والشركاء المعتمدين في مثل هذه الأمور". ولئن كان ذات المصدر يرجح دعم السلطات العمومية للعملية للأسباب التي طرحها، فإنه يؤكد أيضا أنه "لو حدث دعم من جانب السلطات العمومية في هذا الإطار، فينبغي إرساء خط نقل جوي بين الجزائروالبرازيل" على اعتبار أن الدعم سيكون موجها للاستفادة من النقل الجوي إلى هذا البلد وذلك قبل أن يستطرد بقوله "المناصرون سوف يشترون التذاكر مهما حدث حتى لو تطلب ذلك اللجوء إلى خطوط الطيران الأجنبية". ويبدو أن أصحاب ومسيري الوكالات السياحية يتهيأون أيضا لكل الاحتمالات، من ناحية إمكانية ألا تقوم السلطات العمومية بدعم العملية وعلى النحو الذي تستفيد منه أيضا وكالات السياحة والأسفار الخاصة باعتبار أن الدعم في هذا الإطار استفاد منه الأنصار بالنسبة لمقابلة "الخضر" في العاصمة البوركينابية "واغادوغو" الذين تنقلوا إلى هناك من خلال وكالة السياحة والأسفار التابعة للنادي السياحي الجزائري وهو مؤسسة عمومية.. وبالنسبة لمدير عام مجموعة "ماجستيك" للأسفار، فإنه يطرح أيضا هذا الاحتمال بقوله "إذا لم يكن هناك دعم فنحن نتفاوض مع شركاء أجانب من أجل تحقيق نوعية في الخدمة على اعتبار أن التكاليف التي سوف يدفعها المتنقلون إلى البرازيل سوف تكون، في هذه الحالة، مرتفعة ما يتطلب منا توفير خدمات نوعية تتوافق مع هذه التكاليف". بقي على الأنصار الجزائريين أن يعرفوا أنه حتى في حالة قيام السلطات العمومية بدعم تذاكر الطيران إلى البرازيل، فإن الرحلة في حد ذاتها تتضمن، إلى جانب تذكرة الطائرة، باقة من الخدمات تعرف في لغة وكالات السياحة والأسفار باسم "باكاج"، وإذا أخذنا مثلا الباقة الموجودة في رحلات الاحتفالات بحلول العام الميلادي الجديد في الخارج لدى هذه الوكالات، فإنها تتضمن كلا من التأشيرة وتذكرة الطيران وعددا من ليالي المبيت، فضلا عن عدد معين من الجولات في البلد المستهدف مع بعض الخدمات الأخرى المتفرقة التي قد تشمل مثلا عشاءً في مكان مميز، ولذلك فإن دعم السلطات العمومية لن يغطي كل التكاليف الخاصة بالتنقل إلى البرازيل حتى ولو أنه، في حالة إقراره، سوف يغطي على جزء مهم جدا من التكاليف التي يتطلبها التنقل إلى بلاد "السامبا" من أجل مناصرة رفقاء "الماجيك" وسفيان فيغولي. لا تختلف هيئات السياحة والأسفار العمومية عن نظيرتها الخاصة من حيث ترقبها لنتائج القرعة التي ستجرى في مقاطعة "باهيا" في البرازيل، ومدير وكالة السياحة والأسفار العمومية، أحد فروع النادي السياحي الجزائري التي سبق لها نقل مناصري "الخضر" إلى "واغادوغو"، أكد مؤخرا أن تحديد إجراءات تنقل أنصار الفريق الوطني إلى البرازيل سوف يتم بعد إجراء هذه القرعة يوم السادس ديسمبر المقبل. وبالنسبة لذات المصدر، فإن دعم السلطات العمومية سوف يكون حاضرا في السفرية إلى البرازيل، وقد سبق لذات الوكالة العمومية أن نظمت عدة تنقلات لأنصار "الخضر" كان آخرها بمناسبة المقابلة التي أجراها الفريق الوطني لكرة القادم يوم 12 أكتوبر المنصرم في العاصمة البوركينابية "واغادوغو"، وذلك برسم الجولة الأولى من مباراة السد التي انهزم فيها "الخضر" أمام "الخيول" البوركينابية بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين اثنين. وأكد ذات المصدر أيضا أن المناصرين الجزائريين المهتمين بالسفر إلى البرازيل سوف يحصلون على المعلومات الخاصة بإجراءات السفر يوم 10 أو 12 ديسمبر المقبل، مشيرا إلى كون المبالغ التي أعلنت عنها بعض الصحف، بخصوص السفر إلى البرازيل لمناصرة "الخضر"، تنم عن معلومات لا أساس لها من الصحة وفق مدير الوكالة العمومية المشار إليها الذي أضاف أيضا بأن التكلفة الخاصة بالتنقل إلى البرازيل تختلف من مدينة أخرى في بلاد "السامبا"، حيث ضرب مثلا بمدينة "ريودي جانيرو" التي قال عنها إنه إذا لعب المنتخب الوطني فيها، فإن التكلفة ستكون أغلى لأن "هذه المدينة معروفة بغلاء المعيشة فيها".