قدّم، الوزير الأول، عبد المالك سلال أمس، ما يُشبه برنامجا رئاسيا جديدا شعاره "الاستقرار"، قائلا بوضوح "نعمل على التوجه نحو قطاعي الإنتاج والخدمات وسنعتمد في ذلك على الاستقرار والذي أصبح شيئا نادرا وغاليا عبر العالم"، ما يعني أن جني ثمار إنجازات الرئيس، ستكون بالاستقرار. الجديد في مداخلة الوزير الأول، بالأمس، توظيفه لمصطلح الاستقرار في سياق يوحي بأن الحكومة تكون اختارت شعارها للمرحلة المقبلة الموسومة برئاسيات 2014، الذي يمثل العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في حال ترشحه. وبدأ الوزير الأول يلمح إلى استعمال ورقة الاستقرار كهدف أساسي على حكومته أن تبلغه حينما قال في الفقرة الثانية من خطابه "لقد لفت انتباهي منذ أيام أن دفعة المترشحين لامتحانات البكالوريا من مواليد 97 و98 أي أنهم لم يعيشوا العشرية السوداء بدموعها وآلامها ولم يعرفوا سوى جزائر الأمن والاستقرار"، وهي إيحالة واضحة للفترة التي أقبل فيها عبد العزيز بوتفليقة على الحكم. وبقي سلال متشبثا بسياق الاستقرار في مداخلته حينما زاد على ذلك "خشيت أن يُنسينا ما ننعم به من طمأنينة مدى خطورة الفرقة والحقد بين أبناء الشعب الواحد، فكم كان الثمن غاليا حين تساهلنا مع المتلاعبين بالثوابت الوطنية ومقومات الهوية الوطنية". وفي شبه عرض لحصيلة الرئيس، يقول سلال "إن إنجازات مخططات التنمية واقع ملموس في كل الولايات ولا ينكرها إلا جاحد ويبقى علينا الآن تدعيمها والاستفادة منها لتحقيق تحول اقتصادي نحو قطاعي الإنتاج والخدمات"، وهنا اشترط سلال لتحقيق ذلك "استقرار البلد الذي أصبح اليوم شيئا نادرا وغاليا عبر العالم". ليتوجه مباشرة عبر ذلك للشباب "صاحب الطاقات الهائلة والإبداع الكبير"، موضحا أنه لا ينبغي الخجل أو الإحساس بالذنب عند الاستفادة من الاستفادة من ثرواتنا الطبيعية، بل نشكر الله على نعمه ونعمل بإخلاص لتعميم فائدتها على شعبنا". واستعمل سلال خطابا جديدا أيضا على صعيد توزيع الثروة وقال بوضوح "إن تقدم وطننا لن يكون إلا إذا عرفت كل جهات الوطن وولاياته نموا متجانسا ومنسجما وتمكن الجزائريون من الخدمات نفسها إداريا وتربويا وصحيا وغيرها مهما كانت وضعياتهم الاجتماعية أو مقرات سكنهم وهذا ما تعمل الحكومة على تحقيقه يوميا"، وهو اعتراف ضمني بأن توزيع الخدمات والثروة ليس عادلا بين الجزائريين في المرحلة الحالية بشكل تام. عين تيموشنت /عبد اللطيف بلقايم