أكد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن اعتبار مصر لجماعة الاخوان المسلمين تنظيما ارهابيا يدخل ضمن المناكفة السياسية والصراع على السلطة الذي ينتهجه النظام الانقلابي المصري ولا علاقة له بالواقع. واعتبر أن استقبال وزير الخارجية المصري قرار لا يشرف الجزائر وهو أمر دفعه إلى الدعوة لتنظيم حملة عبر المواقع الالكترونية للتعبير عن رفض ذلك. هذا الموقف غير شرعي من حكومة غير شرعية، والجامعة العربية تتحكم فيها حكومات الثورة المضادة، وهذه الحكومات هي صانعة الإرهاب، والحركات الاسلامية المعتدلة وفي قلبها جماعة الإخوان المسلمين لأنها هي التي ساهمت في معالجة هذه الظاهرة التي تستعملها القوى الدولية والأنظمة العربية من أجل قمع الشعوب ومنع الحريات. لن تفلح هذه المحاولة لأنها دعوة لإدخال المنطقة في صراعات سياسية لا نهاية لها، الحركات الإسلامية متجذرة في العالم العربي وهي طرف أساسي في المشهد السياسي ولها دور كبير في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال وكثير من الحكومات العربية تعرف ذلك ولا يمكنها أن تنجر وراء غرائز شخصيات مصرية متعطشة للسلطة ولو بالدماء وضرب استقرار المنطقة. نحن حزب عريق وله شبكة علاقات ممتدة في العالم بأسره مع مختلف التيارات والأحزاب والجماعات والجمعيات، ونحن نعرف جماعة الإخوان المسلمين ونعرف تضحياتهم من أجل ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في العالم بأسره، وهذا التصنيف يدخل ضمن المناكفة السياسية والصراع على السلطة الذي ينتهجه النظام الانقلابي المصري ولا علاقة له بالواقع، وهذا المسعى الإجرامي سيسقط ويسقط أصحابه ويبقى الإخوان المسلمون، فقد حارب الإنجليز والملك فاروق وجمال عبد الناصر والسادات ومبارك لكنهم سقطوا جميعا وبقي تنظيم الإخوان وسيسقط السيسي ويبقى الإخوان وتبقى فكرتهم، قد يستفيدون من هذه المحنة فيغيرون بعض مقارباتهم وأنماطهم وأساليبهم وتصبح لصالحهم في الأخير. نحن نرحب بعدم اعتراف وزير الخارجية بهذا التصنيف، ولكن برمجة استقبال وزير خارجية الحكومة الانقلابية المصرية لا يخدم هذا الموقف، لأنه مخالف لموقف الاتحاد الافريقي ويمثل ثغرة كبيرة وما كان للجزائر أن تتورط في ذلك. الحكومة المصرية الحالية حكومة انقلابية متورطة في الدماء وهي تمثل خطرا على مصر كدولة عربية شقيقة لها وزن كبير في العالم العربي، هذه الحكومة تعرض مصر إلى التفكك والتبعية المطلقة للصهاينة والقوى الاستعمارية، وصدر في حقها موقف واضح من الاتحاد الافريقي وكانت الجزائر من الدول التي رسخت سياسة عدم الاعتراف بالحكومات المنبثقة من الانقلابات. كما أن أغلب دول العالم لا تعترف بهذه الحكومة. فكيف تتسبب الجزائر في إضعاف هذا الموقف الدولي. إن قرار استقبال وزير الخارجية المصري لا يشرفنا ولا بد من إظهار رفضنا له، حفاظا على سمعة بلدنا ومن باب القيام بالواجب.