رغم الهم والغم الذين يعيشون فيهما ورغم القرف و''التمارة''، إلا أنهم ما زالوا ينهشون لحمنا ويسبون تاريخنا ويتطاولون على رموزنا و··· قاطعني، حماري غاضبا·· دعك من كل هذا الكلام، فهم يدركون في قرارة أنفسهم أننا شعب لا يُقهر ·· و''ماتباتش الضربة في ظهرنا'' كما يقال·· لذلك أصابهم داء الكلب، وصاروا ينبحون نُباحا متواصلا·· لا تنفع معه الحقن ولا الأدوية·· أصابهم الهذيان ·· والحمى والجذام والجرب وكل أنواع اللعنة التي نعرفها والتي لا نعرفها·· قلت له، بعد أن تنهدت تنهيدة عميقة·· نارهم أكلت الأخضر واليابس·· ونارنا باردة برودة الشتاء·· عويلهم ولطمهم المتواصل أضحك شعوب العالم عليهم ·· فصاروا مثل ''الندّابات'' اللواتي ينتقلن من مأتم إلى آخر، ولا عمل لهن سوى البكاء عند رأس الميت ·· قهقه حماري عاليا·· رأس الميت·· نعم هذا هو بيت القصيد؟؟ أين هو ميتهم··؟؟ ''المندبة كبيرة والميت فار''·· ندبوا على حظهم التعيس·· وقالو أننا أخرجنا لهم سيوفنا·· آه·· لم يَرَوْ بعد سيف الجزائر··!! قلت له يا حماري العزيز·· يكفيهم عارا أنهم يأخذون إسرائيل بالأحضان ويبوسون أيديها صباحا ومساء·· أما نحن، فصغيرنا قبل كبيرنا ·· لا يزال وفيا لعهد الشهداء، ولم نلوث تاريخنا باليهود ولا بغيرهم··