منذ البدء أصررت على أن تكون الانطلاقة الأولى من الجزائر، وقد وفقنا في خيارنا، واليوم من مدينة برج منايل، أوجه تحية إلى ناسها الطيبين الذين استطاعوا أن يخلقوا الدهشة في هذا الحفل، حيث سلمت الشعلة إلى تونس التي ستحتضن لقاءنا المقبل شهر أفريل 2014. الرحلة مشروع نشتغل عليه منذ مدة، هي لقاءات بيت المبدع المغاربية، شارك فيها فرع تونس برئاسة زكية الجريدي، واسماعيل غربي الذي سيشرف على فرع الجزائر. تعذر حضور رؤساء بيت المبدع بكل من ليبيا ممثلة في الفتوري الصادق وموريتانيا في شخص ابراهيم ولد السمير ولامية العمراوي رئيسة فرع فرنسا، ومن جاءوا هذه المرة يتقاسمون طموحنا في تمديد وعينا بالاشتغال على الدبلوماسية الثقافية وفك الحصار الرابض على الفكر العربي والمغاربي بصفة خاصة. حتى نُحلق ونعبر الحدود ثقافيا وإبداعيا. الأكيد أن الدورة الثانية لجولاتنا بالجزائر ستسجل باقة ملونة من الشخصيات. حققت رحلة الجزائر المفارقة، لأنها استطاعت أن تدمج بين الأنشطة الثقافية من ندوات وأمسيات شعرية وفنية، وزيارات سياحية أعطاها خصوصية لملقاتنا. كان هناك تكامل بين الأنشطة، وهي رؤية جديدة نسعى إليها، بحيث نخرج عن روتين الملتقيات والندوات، وتسليط الضوء على المآثر السياحية التي هي الأخرى جزء من الإبداع الإنساني في أي مكان. المدينة هي محيط للإبداع في رأينا، وعلى المثقف العربي أن يتعرف على روح هذه المدن، على ما يشغلها من اهتمام وقضايا وما تخفيه من جمال. خصوصية الجزائر كانطلاقة أولى، هي أنه لا يوجد فرع بيت المبدع بصفة رسمية، هناك فقط لجنة تنظيمية، نسقت مع الجميعة الجزائرية للأدب الشعبي التي لها الصبغة القانونية، ونسقت مع الجمعية الأم في المغرب، لتنظيم هذه اللقاءات التي تعد بالنسبة إلينا بداية تمسكنا بها رغم الإمكانيات المتواضعة التي حُصرت لاستقبال الوفد، لهذا حرصت على أن يكون عدد الوافدين إلى الجزائر قليل رغم أن فروعنا كثيرة بالمغرب والكل كان يريد زيارة الجزائر من فنانين تشكيليين، قصاصين مطربين... سيكون ذلك شهر أفريل المقبل، وسأشرف شخصيا على تأسيس الفرع بوادي سوف وتنصيب الرئيس، اسماعيل غربي، لأسافر إلى تونس حيث ملتقى للموروث الثقافي الذي سيستقبلنا كضيوف وسيسمح لنا بالتأسيس رسميا أيضا لفرعنا هناك.