مايزال عدد كبير من الجزائريين والجزائريات يرون في لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، تلك الشخصية السياسية الشجاعة التي سرقت الأضواء خلال فترة التسعينيات لكن مع فارق أنها أصبحت، وفق البعض، أكثر مهادنة للسلطة منذ مجيئ الرئيس بوتفليقة إلى السلطة. أما بخصوص ترشحها لمنصب رئيس الجمهورية فتلك قصة أخرى بالنسبة لمن تحدثت إليهم "الجزائر نيوز" وذلك بين من يعتقد أن بإمكانها منافسة المرشحين الآخرين والوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية وبين من يعتقد أنها لا تستطيع المنافسة بسهولة ولا تستطيع الحكم بسلاسة في مجتمع "ذكوري" وبلد "مليئ بالتناقضات" مثلما هو الحال في الجزائر. يرى "محمد. ل" صاحب ال32 ربيعا وهو يعمل سائقا في مؤسسة عمومية، أنه لن يصوت عليها على خلفية ترشحها لرئاسة الجمهورية. وبالنسبة لذات المتحدث، فإن هذا نابع من كون "لويزة لم تبقى تلك المعارضة الشرسة" مثلما كان عليه الأمر في السابق، حيث أصبحت وفقه "متذبذبة المواقف وقد عبّرت عن مساندتها للسلطة ولمواقف بوتفليقة ميكانيكيا أكثر من مرة" وفق التعبير الذي استعمله هذا الشاب الجزائري. ويؤكد "عبد القادر. م"، وهو موظف لدى هيئة عمومية يبلغ من العمر 36 سنة، أن "الفكر التروتسكي" الذي ماتزال لويزة تسير وفقه لن يمكنها من الحصول على أصوات الناخبين والفوز بمنصب رئاسة الجمهورية، وحتى إن نجحت، يقول ذات المتحدث، فهي لن تستطيع تطبيق أفكارها في الواقع على اعتبار أن "هذه الأفكار أكل عليها الدهر وشرب". ويربط "مصطفى. س"، عامل في مخبزة يبلغ من العمر 30 عاما، مسألة ترشح لويزة حنون إلى منصب رئيس الجمهورية من باب الضغط الذي يمارسه المجتمع في مسألة دعمها وهو "المجتمع الذكوري بامتياز"، مضيفا بأنها "حتى ولو فازت بالمنصب فإنها لن تستطيع الحكم بسهولة بالنظر إلى ثقل المنصب ولا سيما في بلد مليئ بالتناقضات الاجتماعية مثلما هو عليه الحال بالنسبة للمجتمع الجزائري"، وفق ذات المتحدث الذي يؤكد أيضا على كون المواقف السياسية للويزة حنون "كانت متذبذبة بين مساندة السلطة وبين التموقع في المعارضة خلال العشرية الأخيرة". ويؤكد "اسماعيل. ر"، وهو إطار موارد بشرية في مؤسسة عمومية، يبلغ من العمر 50 عاما، أن لويزة حنون "قادرة على تحمل المسؤولية فيما لو أصبحت رئيسة للجمهورية" وذلك بالنظر، كما قال إلى "نضالها الطويل ومعرفتها بدواليب السلطة" ومن منظور هذا الإطار التجاري، فإن الدليل على قدرة لويزة حنون في تولي الحكم يتمثل في كون "السلطة عرضت عليها مناصب مسؤولية لكنها رفضت" وهو الدليل الذي يستعمله ذات المتحدث للتدليل أيضا على أن لويزة حنون هي "مناضلة متجردة وبعيدة عن الطموحات الضيقة". ويرى ذات المتحدث أن الخطاب السياسي للويزة حنون هو "خطاب مقنع رغم أنه خطاب يساري بامتياز". أما بخصوص ميلها إلى السلطة، فإن ذات المتحدث يقول إنه لم يكن أبدا "واضحا بشكل مطلق"، مضيفا بأن لويزة حنون "تدعم أحيانا بعض مواقف بوتفليقة من باب الصالح العام مثلما حدث مع آخر قانون للمحروقات والقرارات التي اتخذتها السلطات العمومية لصالح المؤسسات الاقتصادية العمومية وعموما فإن "لديها حظوظ في منافستها المترشحين الآخرين للرئاسيات". كما أكد ذات المتحدث أن لويزة حنون "لا تعارض من أجل المعارضة مثلما يفعل البعض الذين يعارضون قرارات السلطة حتى عندما تكون في صالح المجتمع وفضلا عن ذلك فإن لويزة حنون لا تستهلك الدفاع عن قضايا المرأة من أجل دعم موقعها في الخارطة السياسية". وتشير "سهيلة. م«، وهي سكرتيرة في مؤسسة خاصة تبلغ من العمر 28 عاما، إلى أنها لا ترى نفسها تنتخب على لويزة حنون في الرئاسيات، مشيرة إلى أنه سوف تمنح صوتها "لمترشح بدلا من مترشحة" على اعتبار أن "الرجل قادر أكثر على أعباء منصب كهذا". أما "منيرة. ل«، وهي عاملة مكتبية في مؤسسة خاصة أيضا تبلغ من العمر 23 عاما، فهي ترى بخصوص فرضية أن تصبح لويزة حنون رئيسة جمهورية أنها "لا تحبذ وصول امرأة إلى منصب الرئاسة في بلادنا بالنظر إلى أنه يفترض في المرأة أن تمارس مهاما عادية لا تفرض عليها اتخاذ قرارات صعبة على نحو قد يتعارض مع رقتها وأنوثتها" وهو الأمر الذي قد يحدث فعلا، وفقها، إذا ما وجدت المرأة نفسها "في منصب رئيس الجمهورية" وذلك بالرغم من "كونها - تقصد لويزة حنون - شجاعة وتحب التحدي ومواجهة الصعاب غير أنني أعتقد أنه لو ترشحت لمنصب رئيس الجمهورية فلن يكون لها حظ في منافسة المترشحين الرجال" وفق تعبيرها دائما.