نبدأ بالردود الإيجابية للجمهور الذي تابعا اليوم مسرحيتك الجديدة "ليلة إعدام"؟ نحن نعمل للجمهور، ننتظر كثيرا رد فعله، وما سيقوله في الكواليس، التفاعل مع المسرحية أثناء عرضها وبعد انتهائه مهم جدا بالنسبة للممثل أو المخرج، فهي علاقة متعدية، يمكن أن تساعد المؤدي على العطاء أكثر وتشعره بالإطمئنان في حال حسن التجاوب طبعا. ليست في تجربتك الأولى في الإخراج والتأليف، لكن هذا العمل يبدو مختلفا عما سبق، لأنك تترك شخوصك في حالة تعري و تطهر من ذنوبها؟ يعد هذا النص سادس عمل كتبته في الميدان المسرحي، أما في الإخراج فهي المرة الخامسة أمارس دوري في هذا التخصص. موضوع المسرحية، هو عبارة عن قصة بسيطة تحدث في أي مكان وزمان، لكن ما يحمله النص من معاني ودلالات هو الذي يثير في المتلقى رغبة في التعرف على المنطوق وما خلفه من غير المنطوق، ثمة أطروحات فلسفية الموت والقصاص ونظرة الفرد للنهاية، وتعامله مع الحياة هي مواقف نعيشها يوميا، لكن لكل واحد منا أسلوبه في تفسيرها، وهو ما حاولت كتابته في مسرحيتي هذه. وضعت السجين والسجان في مكان واحد لمدة زمنية معتبرة، وحملتهما أبعاد عدة، ودفعت بهما إلى الإستماع لبعضهما البعض، هل مسرحيتك تدعو إلى الحوار بين الفرقاء حيثما وجدوا؟ وهو كذلك، أردت أن أترك الطرفان يتخليان عن أحكامهما المسبقة، لتكسير جدار الصمت بينهما، ففي المسرحية كما لاحظتي، يقوم السجان بفك أحد الخيوط المشكلة للقضبان، ويطلب من السجين الخروج بحرية ودون مراقبة، بعد أن اكتشف أن ذلك الشاب يكتنز على روح تتوق للفن والإبداع. الصراعات التي يعيشها العالم اليوم، هي نتاج إمتناعنا عن الإصغاء للآخر، نحن لا نتقن فن الإستماع، لا نتسامح، نميل إلى إلغاء الآخر. إلتزمت شكلا من الحياد من مجرى القصة، لكنك كنت حاضرا تردد بعض ما جاء في النص أو تضيف له بالغناء والحركة، أي صوت كنت تريد ترجمته بظهورك في ذلك الشكل؟ أنا المسكوت عنه، أنا الذي لم يقله الرجلان، كما كان دوري التأكيد على بعض المواقف بكلمات أو عبارات أو أصوات أو حركات.. ما هو برنامج عروض "ليلة إعدام" مستقبلا؟ إبتداء من 3 فيفري، سنكون في المسرح الجهوي بجاية، ثم دار الثقافة سطيف، بعدها في المركب الجواري ببرج بوعريريج المجدوب، في 6 فيفري دائما سنحط رحالنا بڤالمة وبعدها باتنة.