حذرت النقابات الثلاثة المضربة أمس وزارة التربية الوطنية أن تفصل أي موظف مضرب، ودعتها الى ضبط حساباتها جيدا، مؤكدة أن أي خطوة استفزازية وتعسفية تقبل عليها ستتحمل تبعاتها وعواقبها كاملة، على غرار تنظيم مسيرات بالعاصمة، وهذا على إثر انتهاء المهلة القانونية التي منحتها الوصاية للمضربين للعودة الى العمل بعد إرسال الإعذارات فيما تمسك المربون بالإضراب، ودعوا الوصاية الى تلبية المطالب بدل اللجوء الى التهديدات. ينتظر أن يكون اليوم هو الحاسم في مصير الخلاف القائم بين وزارة التربية الوطنية والنقابات المستقلة الثلاثة المضربة منذ قرابة ثلاثة أسابيع، حيث من المنتظر أن تباشر اليوم الوصاية إجراءات الفصل النهائية من المناصب للأساتذة والمعلمين والإداريين المضربين عن العمل، ورفضهم العودة على الرغم من قرار العدالة القاضي بعدم شرعية إضرابهم من جهة، وهو الأمر الذي يؤدي حسب النقابات الى انفجار حقيقي في القطاع الذي يشهد أزمة حادة بين الوصاية والشركاء الاجتماعيين، وقد حذرت النقابات المضربة وزارة بابا أحمد من القيام بأي خطوة استفزازية وتعسفية تقبل عليها تتحمل تبعاتها وعواقبها كاملة، وفي هذا الإطار، كشف المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني " الكناباست" المسعود بوديبة، أن المجلس قرر استشارة قواعده العمالية من أجل تحديد الحركة المرافقة للإضراب، ولم يستبعد بوديبة أن يقرروا تنظيم مسيرات ولائية ومسيرة وطنية بالعاصمة في أقرب وقت، مؤكدا أن الأساتذة مصرين على مواصلة الإضراب بعد استفزازات الوزير بابا أحمد ورئيس ديوانه عبد المجيد هدواس أول أمس، كاشفا أن الفصل لن يثني من عزيمة المضربين بل سيزيدهم إصرارا على المواصلة حتى تحقيق المطالب، وفي هذا السياق أيضا، حذر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الانباف" الوصاية من مغبة التعسف في استعمال السلطة وعدم احترام القانون الذي يحكم علاقات العمل وينظم حق الإضراب خاصة القانون 90/02 وأكد للوصاية من خلال بيان له بأنهم مضربين وليسوا غائبين عن مناصبهم حتى توجه إليهم الإعذارات ، وتوقيف أي موظف هو دفع لتعفين الوضع ومساهمة في إطالة عمر الأزمة، خاصة وأن هذه الاستفزازات زادت في تأجيج موظفي وعمال القطاع والتحاق غير المضربين في مختلف ولايات الوطن بزملائهم، وطالب الاتحاد رسميا تدخل الوزير الأول لتعيينه طرف ثالث لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه مع وزارة التربية لاهتزاز الثقة معها نتيجة عدم التزامها بالمحاضر المشتركة المتعددة، من جهتها كشفت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني " السناباست" أن الوضع يتأزم في القطاع يوما بعد يوم ، بسبب تعنت الوصاية والسلطات العمومية وإصرارها على دفع الأمور إلى التعفن من خلال تصريحاتها وتعليماتها التهديدية والتي لم تجد نفعا ولم تفلح في ثني الأساتذة عن مواصلة إضرابهم ، فيوم بعد يوم يلتحق الأساتذة بموجة الإضراب عكس ما تروج له الوصاية من تقزيم لنسبة المشاركة، وأكدت في بيان لها أنه تم تسجيل أمس ارتفاعا ملحوظا لنسبة المشاركة العامة في الطور الثانوي والتي قفزت إلى 71,68 % ، وتجاوزت النسب أكثر من 85 % في كثير من الولايات على غرار وهران ، تيبازة ، مستغانم ، تمنراست ، البيّض ، أدرار ، تيارت ، بشار...وكشفت أن سبب ارتفاع المشاركة هي تهديدات الوزارة بتصريحات واستفزازات ظنا منها أنها ستركع المضربين وتخيفهم حسب النقابة فالمضربون قبل أن يكونوا أساتذة ومربين هم أولياء لتلاميذ بل وتمثل أسرة التربية لوحدها أكثر من ربع أولياء التلاميذ على المستوى الوطني وهم أدرى وأحرص بمصلحة التلاميذ أكثر من غيرهم، وأكدت النقابات إن المربين واعون بمسؤولياتهم، ودعت الوزارة الوصية والسلطات العمومية إلى تجسيد حوار جاد وفعال وعلى الطاولة ، وليس على صفحات الجرائد وعبر القنوات التلفزيونية، وأن تجعل من النقابة شريكا اجتماعيا مكملا ومساهما في تحقيق أهداف وغايات المنظومة التربوية وليس خصما لها من أجل إيجاد الحلول الكافية للمطالب المرفوعة، ودعت النقابة أنه في ظل عدم وجود أي بوادر للانفراج من طرف وزارة التربية الوطنية، جميع الأساتذة إلى عقد جمعيات عامة خلال اليومين المواليين ، لتحديد مصير الإضراب خلال الأسبوع المقبل .