في جولة استطلاعية قادتنا أمس إلى بعض المؤسسات التربوية بالجزائر العاصمة التابعة لمديرية التربية غرب، بكل من الشراڤة ودرارية، وقفنا على استجابة متفاوتة للإضراب، حيث كانت المدارس خاوية على عروشها. ففي الصباح الباكر تنقل التلاميذ للمدارس وفي ظل تواصل الإضراب والأحوال الجوية المتقلبة استغل التلاميذ الفرصة وعادوا أدراجهم لبيوتهم. فعلى مقربة من ثانوية منتوري بشير بالشراڤة، التقينا ببعض التلاميذ يعدون على الأصابع، والذين أعربوا عن استيائهم الكبير من الإضراب المتواصل في أسبوعه الثالث وسط "تذمر شديد" للتلاميذ وأوليائهم بسبب قلقهم حول مستقبلهم الدراسي. من جانبه عبر تلامذة آخرون عن قلقهم من الإضراب الذي سيتحمل نتائجه التلاميذ بالدرجة الأولى، مضيفين أن "الأساتذة بمجرد استئناف الدراسة يكون همهم الوحيد إتمام البرنامج الدراسي دون مراعاة قدرة استيعاب التلاميذ لها أولا وبالخصوص ما تعلق منها بالمواد العلمية كالرياضيات والفيزياء". وبثانوية ولد قابلية بدرارية، ذكر ولي تلميذة التي تدرس في السنة الثالثة ثانوي أنه يعيش في "توتر مستمر" و«تذمر شديد" جراء هذا الإضراب الذي "يرهن مستقبل ابنته والذي كلفه التغيب عن عمله". وفي السياق نفسه، أبدت والدة تلميذ آخر تخوفها من هذا الإضراب الذي يضطرها إلى اللجوء إلى "الدروس الخصوصية من أجل استدراك ما فاته رغم تيقنها بأن دروس الدعم لا يمكن أن تحل محل مزاولة الدراسة في القسم". من جانبه ندد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، خالد أحمد، بالإضراب الذي اعتبره "مرفوضا من حيث الشكل والموضوع، وأشار إلى أن هذا الإضراب يعتبر كما قال "بمثابة هضم لحق التلاميذ في التعليم والذي يكفله الدستور في مادته 53. هذا وتواصل أمس إضراب عمال التربية لليوم الثاني من الأسبوع الثالث على التوالي، مسجلين بذلك نسبة استجابة ملحوظة حسب النقابات وصلت إلى 85 بالمائة عبر مختلف ولايات الوطن، والتي أكدت أن الوضع في قطاع التربية يتأزم يوما بعد يوم. "السناباست" تثير قضية التلاميذ المصابين ب "القمل والجرب" أثارت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، "السناباست"، قضية التلاميذ المصابين ب "القمل والجرب"، ودعت وزارة التربية والسلطات العمومية لضبط حساباتها جيدا لأن أي خطوة استفزازية وتعسفية تقبل عليها لاحقا، وهددتها بتحمل التبعات والعواقب كاملة، داعية إلى تجسيد حوار جاد وفعال وعلى الطاولة وليس على صفحات الجرائد وعبر القنوات، وأن تجعل من النقابة شريكا اجتماعيا مكملا ومساهما في تحقيق أهداف وغايات المنظومة التربوية "وليس خصما تشهّر به وتنعته بشتى النعوت" من أجل إيجاد الحلول الكافية للمطالب المرفوعة من قبل أساتذة التقني الذين يذكّرون بمطالبهم ويرفضون إدراجهم ضمن الآيلين للزوال. وذكّرت اللجنة الوطنية لأساتذة التعليم التقني، بمطالبها المرفوعة، رافضة تصنيفهم ضمن الفئات الآيلة للزوال، مشددة على ضرورة إدماج هذه الفئة من الأساتذة في الرتبة القاعدية لأستاذ التعليم الثانوي، دون شرط أو قيد، مع ترقيتهم آليا في الرتب المستحدثة، وهي أستاذ رئيسي وأستاذ مكون. وأكدت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست"، إن الوضع في قطاع التربية يتأزم يوما بعد آخر، وهو الوضع الذي حذرت منه النقابات مرارا تقول النقابة بسبب تعنت الوصاية والسلطات العمومية وإصرارها على دفع الأمور إلى التعفن من خلال تصريحاتها وتعليماتها التهديدية والتي لم تجد نفعا ولم تفلح في ثني الأساتذة عن مواصلة إضرابهم، مشيرة إلى أن الأساتذة يلتحقون أكثر يوما بعد آخر بموجة الإضراب، عكس ماتروج له الوصاية من تقزيم لنسبة المشاركة. كما أوضحت "السناباست" أن سبب ارتفاع المشاركة في الحركة الاحتجاجية، يعود إلى التهديدات والاستفزازات عبر وسائل الإعلام للأطراف المأجورة حسب النقابة، والتي ألفناها في مثل هذه الوضعيات ظنا منها أنها ستُركع المضربين وتخيفهم ، فالمضربون قبل أن يكونوا أساتذة ومربين هم أولياء لتلاميذ، بل وتمثل أسرة التربية لوحدها أكثر من ربع أولياء التلاميذ على المستوى الوطني وهم أدرى وأحرص على مصلحة التلاميذ أكثر من غيرهم، متسائلة عن ما أسمته بالأبواق وموقفها من التلاميذ المصابين بالقمل والجرب ومختلف الأوبئة في غياب الطب المدرسي، مشاكل نقل التلاميذ، سوء التغذية، العنف في الوسط المدرسي ، ظروف التمرس وغيرها. وأشارت "السناباست" إلى صمت السلطات على تلاميذ الجنوب الذين حُرموا من الدراسة لمدة سبعة أسابيع كاملة خلال الموسم الفارط بسبب الإضراب، "أم أنّ هؤلاء من أبناء الجزائر من الدرجة الثانية في تصنيفهم". وعبرت اللجنة في بيان لها عن استيائها من المعالجة العرجاء لملفهم من قبل الوزارة الوصية، مضيفة أن قضيتهم لم تُفهم ولم تُطرح بالشكل الصحيح، حيث لم يتم التطرق لوضعيتهم على حدة وأدرجوا مع الآيلين للزوال رغم اختلافهما شكلا ومضموناً، وهو تجاهل لحقوقهم كعمال بقطاع التربية ولم يتم تطبيقها ولم تحترم حقوق الموظف التي أقرها القانون الأساسي للوظيفة العمومية منذ تاريخ التوظيف إلى يومنا هذا. النقابات جعلت من التلميذ رهينة لتحقيق مصالحها انتقد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، قرار مواصلة الإضراب الذي اتخذته نقابات التربية والتي تجعل التلميذ رهينة في يدها، مطالبا كافة الشركاء الاجتماعيين بالعدول عن هذا القرار مراعاة للمصلحة العامة. وقال خالد أحمد إنّ فشل الوزير بابا أحمد في إخماد غضب شركائه الاجتماعيين بعد سلسلة اللقاءات التي عقدها مع النقابات، يعني أنّ هذه الأخيرة ستُنفذ تهديداتها بشأن شل المؤسسات التربوية. وفي السياق ذاته دعا المتحدث، كافة النقابات إلى ضرورة العدول عن قرار الإضراب، خاصة وأن الوقت غير مناسب لذلك، وأن المطالب المرفوعة غير مهمة، كونها لا تتعلق بمشكل الأجور أو السكن وإنما تتعلق بتعديل بعض بنود القانون الأساسي، معتبرا أنّ هذا المطلب يُعد مستحيلا في الوقت الحالي لأن مجلس الحكومة صادق عليه مؤخرا، إلا أنّ هذه النقطة يُمكن استدراكها خلال السنوات المقبلة. كما تساءل رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ عن الوقت الذي ستنتهي فيه هذه الصراعات التي هزّت المنظومة التربوية، مؤكدا في هذا الصدد أنّه ليس من أخلاقيات الأستاذ والمربي أن يجعل من الإضراب وسيلة للضغط على الحكومة من أجل تعديل نقاط تافهة في القانون الأساسي، مضيفا أنّ هذه النقابات تجعل التلميذ رهينة في يدها وهذا الأمر لا يقبله أحد. وأشار خالد أحمد إلى أنّ الوزارة قد استجابت لمعظم مطالب عمال القطاع، خاصة تلك المتعلقة برفع الأجور، مطالبا مقابل ذلك كافة الأساتذة بضرورة رفع المستوى وتحسين معدلات التلاميذ.