أثناء تواجدنا بالمسرح الجهوي سيدي بالعباس، لمعاينة التدريبات النهائية للإنتاج المسرحي الجديد "دار العجب" وفي فترة الإستراحة، إلتقينا الفنانة المتألقة جناتي سعاد للحديث عن تجربتها في المونودرام وخصوصا بعد عودتها من المهرجان الدولي لمسرح المونولوج والمونودرام، الفجيرة بالإمارات العريبة، فكان لنا معها هذا اللقاء... قبل الحديث عن المشاركة من خلال المهرجان الدولي الفجيرة، نود أن نعرف كيف خطرت لسعاد خوض تجربة المونولوج أو بالأحرى مغامرة المونولوج؟ على حد قولك هي مغامرة بأتم معنى الكلمة، لأنه لايمكن أن تخمن النجاح أوالفشل إلا بعد تجربتها، والحقيقة هي فكرة بوسهلة هشام كاتب ومخرج العرض، وقد ساعدنا تواجد السيد أحمد بن خال ضمن الفريق كثيرا لخبرته في إدارة الممثل. هل كتبت مايا وشخصتها سعاد أم كتبة مايا لسعاد؟ تستطيع القول الإثنين معا، لأن الكاتب بوسهلة هشام كانت لديه مسودات لنص مايا وعندما اتفقنا على العمل معا أعاد كتابته مع الأخذ بعين الإعتبار إمكانياتي الصوتية والجسدية. رغم تواجد كل فريق العمل بالمسرح الجهوي، إلا أنكم فضلتم إنتاجه خارج هذا الإطار.. لماذا؟ أردناها مغامرة من كل النواحي، حتى نتمكن من تجربة إنتاج عمل مسرحي خاص وخوض مغامرة البحث عن فضاءات لتوزيعه وفي ذلك لم نجد أي صعوبة من ناحية الإنتاج، رغم أننا تقدمنا بطلب لوزارة الثقافة لمساعدتنا على ذلك ولكن...؟ فاضطررنا لفعل ذلك بأنفسنا، التدريبات زاولناها من خلال فضاءات المسرح الجهوي ونحن نشكر إدارت المسرح على ذلك، أما التوزيع فقد ساهم كون العمل المسرحي من نوع المونولوج كثيرا على توزيعه. خلال التوزيع إذا رحلت مايا من سيدي بلعباس إلى..؟ تقريبا كل ولايات الغرب الجزائري وبعض ولايات الشرق إلى جانب ولايات الجنوب، ومن خلال ذلك تطور العرض بشكل كبير وحتى من الجانب الشخصي إزدادت ثقتي بنفسي كثيرا على الخشبة، الأمر الذي دفع بفريق العمل محاولة المشاركة من خلال مهرجانات وطنية ودولية وقد كانت هذه المشاركات إيجابية، بحيث تحصلنا على جائزة العمل المتكامل في مهرجان المسرح النسوي بعنابة السنة الماضية، إلى جانب جائزة الإخراج المسرحي وأحسن ممثلة بمهرجان الأغواط ونفس الجوائز تحصلنا عليها من خلال مهرجان مراكش بالمغرب، وكانت آخر المحطات المشاركة ضمن فعاليات المهرجان الدولي لمسرح المونولوج الفجيرة بالإمارات العربية. كيف تقيمون هذه المشاركة؟ مما لا شك فيه، هي إيجابية من كل النواحي، فقد استفدنا كثيرا من العروض المشاركة والتي كانت ذات مستوى عالي جدا إلى جانب ذلك كانت الورشات التكوينية المبرمجة والمحاضرات مفيدة بشكل كبير، أما بالنسبة للعرض فقد لاقا استحسان الجميع، حيث أجمع المشاركون على جديته واحترافيته وقد لمسنا ذلك خلال مناقشة العرض. ماذا يمكنك القول عن سعاد بعد مايا؟ أفادتني تجربة المونولوج كثيرا، وكما قلت أعطتني ثقة أكبر وأكدت لي أن لا شيء مستحيل على الخشبة كما أعطتني دافعا لإعادتها مرة أخرى. شكرا جزيلا لك ونتمنى لك التوفيق في أعمالك القادمة إن شاء الله