فرقة "كاميليون" من أنجح الفرق الشابة في عالم الموسيقى اليوم، حصدت كما كبيرا من المعجبين من داخل الجزائر وخارجها، تعتبر من مؤسسي الموجة الموسيقية الجديدة وتتميز بتنوع جمهورها من ناحية الأعمار والأذواق الموسيقية. وفي حوار جمع "الجزائر نيوز" بقائد الفرقة "حسن أقران"، يتحدث مؤلف الأغاني عن تجربة الألبوم الجديد والجو الذي يعيشه أعضاء الفرقة. كيف التقى أعضاء "كاميليون"؟ وكيف تصف العلاقة التي تجمعكم؟ في البداية كان هناك عضوان فقط "حسن" و"حسين أقران"، اكتشفنا الناس عبر الانترنت والراديو عبر أغنية لله التي أطلقت العنان لفرقتنا. وشيئا فشيئا بدأت معالم المجموعة تظهر بانضمام "فخار حسين" (على آلة السانتي)، "رضا"(على الباص) و"أنيس" (على القيتار الكهربائي)، شقيقي "حسين" (يعزف على الباتري) وأنا المغني ومؤلف المقاطع. وفي سنة 2011 خرج ألبومنا "كاميليون 1" الذي عرفنا عبره الناس، مع مرور الأيام تعودنا على بعضنا البعض ووجدنا التفاهم الموسيقي والشخصي لنتحول بعدها الى أصدقاء مقربين. "كاميليون" تعني الحرباء، ولكنكم اخترتم رمز الحمامة لفرقتكم. لماذا مزجتم بين الاثنين؟ اخترنا هذا الاسم نسبة إلى التنوع الذي تحمله موسيقانا، حيث تجد فيها ألحانا مغربية جزائرية غربية وشرقية. موسيقانا ليست محددة ولا يمكن تصنيفها في نوع واحد. تتمتع بحرية واستقلال موسيقي لا حدود لهما ولهذا السبب اخترنا هذا الاسم، أما فيما يخص رمز الحمامة فهي تعني الحرية. الحرباء حرة في اختيار اللون الذي يناسبها والحمامة حرة في الطيران إلى المكان الذي تريد. ونحن نريد أن نكون أحرارا في اختيار الموسيقى التي نحس بها. أغنية "لله" كانت نقطة تحول في حياتكم المهنية، وعتبة شهرتكم. هل ترون أن الفرقة لاتزال تعيش تحت ظلها؟ "لله" هي الأغنية التي اكتشفنا بها جمهورنا، وعبرها وصلنا إليه، كل فرقة أو فنان يسجل حضوره بأغنية ناجحة، وما يميزها عن غيرها هو أنها تتمتع بروح تبقيها حية لدى الجمهور الذي لم ينسها. الألبوم الأول عرف صدى كبيرا عند الجمهور، نظمتم حفلات داخل الجزائر وخارجها... في رأيكم إلى ما يعود هذا النجاح؟ الألبوم الأول عرف صدى لدى الجمهور، وهذا أسعدنا كثيرا. قمنا بحفلات كثيرة داخل الجزائر وخارجها مما جعلنا نشعر أن موسيقانا سافرت بين القارات لتصل إلى الناس باختلافاتهم. وفي رأيي سر نجاحنا هو التميز. فأغانينا مختلفة عن الآخرين حتى لو كانت مواضيعها مستهلكة من قبل، وأعتقد أن الناس لاحظوا هذا، مما جعلهم يتعلقون بما نقدمه. وهدفنا هو التميز الموسيقي عن باقي الفرق الأخرى. أنت من يكتب أغاني الفرقة، هل هي نتاج تجارب شخصية ؟ عندما يكتب الفنان فهو يستعين بتجاربه الشخصية، ويتناول في مقاطعه وما يراه وما يعايشه. وكوني محاطا بأشخاص كثيرين يقاسمونني همومهم فإنني أكتب تجاربهم وتجاربي وأدخل ما أحس به في المقاطع الموسيقية. معظم الأغاني التي تقدمونها تمس موضوع الحب، لماذا دائما هذه النقطة؟ ألم تتخوفوا من الوقوع في مصيدة التكرار؟ مواضيع أغانينا تناقش الحب وهو أول شعور غنى عنه الانسان، كما هو الموضوع الأكثر استهلاكا في الموسيقى. وهنا تأتي صعوبة التميز، كيف ستلفت انتباه الناس بأغنية متميزة عن كل ما سبقها؟ هنا يكمن التحدي، يجب أن ترى الأمور بطريقة مغايرة، يجب أن تبحث وتتعب لاختيار الكلمات المناسبة والزاوية الصحيحة لتناول موضوع الأغنية، ومازال الطريق طويلا أمامنا لإيصال موسيقانا إلى الناس وجعلهم يحسون بما نشعر به. من أين تستمد فرقة "cameleon" إلهامها؟ مصدر إلهامنا هو الموسيقى الجزائرية، لأنها الموسيقى التي كبرنا عليها وتربينا على ألحانها. ثم مزجتها مع أنواع موسيقية أخرى مثل الروك، البوب روك، البلوز، الريغي... حفلاتكم يحضرها جمهور غفير ومتنوع، حيث نجد الكبار، الصغار، الشباب باختلاف أذواقهم الموسيقية. كيف تجمع موسيقاكم بين هذه التناقضات؟ جمهورنا متنوع من ناحية السن والذوق وهذا أمر نفتخر به، فتنوع موسيقانا جعل جمهورنا منوعا، وكل أغنية لديها شخصيتها التي تميزها عن سابقتها. تعتبرون من مؤسسي الموجة الموسيقية الشابة الجديدة في الجزائر، حدثونا عن التجربة وتأثيرها عليكم؟ أردنا من عملنا أن يترك بصمته في الموسيقى الجزائرية، أردنا إنشاء موسيقى متميزة ونقية يستطيع الفرد سماعها بين الناس دون أن يشعر بالخجل، موسيقانا تتميز ببساطة كلماتها وصدقها، نحن جلبنا "هوى" جديدا أعجب به الناس وتبناه الكثيرون. يجب على الفنان أن يبث الحياة في مجاله بجلب الجديد دائما. أصدرتم مؤخرا ألبومكم الثاني، حدثونا عن التجربة؟ وعن الأغاني فيه؟ ألبومنا الثاني "كاميليون 2" يتكون من 9 مقاطع، نذكر منها "كنت نقول" وهي أغنية حزينة تتحدث عن خيبة الأمل، "كلام الغرام" نتحدث فيها عن الحب بطريقة فلسفية، "المسألة" ندعو فيها إلى سؤال الله دون غيره ووجوب الاعتماد على النفس، "يوم الحرب" نصها قديم جدا كتبه "محمد بن عمر"، أضفنا إليه موسيقانا ولمستنا الخاصة. أما أغنية "ظنيت ننساك" كتبها أخي في سنة 1986، اعتدت سماعها وجعلناها في ألبومنا تكريما له. في رأيك ما الذي يميز فرقتكم عن غيرها؟ أعضاء فرقتنا يتقاسمون حبهم لأنواع موسيقية معينة، وربما هذا ما جعلنا نتفاهم وننسق بين أذواقنا. تأثر كل فرد بنوع خاص أضفى هذا التنوع والتميز على مقاطعنا الموسيقية. ف"أنيس" متأثر بموسيقى الروك، "حسين" يحب نوعي "الروك" و"البوب روك" ومثلي يعشق "الريغي"، رضا يميل إلى نوع "الافروبيت"، أما "حسين فخار" فهو متأثر بالموسيقى الكلاسيكية، البلوز، والجاز. كلمة أخيرة؟ أشكر معجبي فرقة "كاميليون" وكل من ساندنا ودفعنا للنجاح، نسعى للتميز وترك بصمتنا على الموسيقى الجزائرية ومازال الطريق أمامنا، كونوا في الموعد في الحفلات التي سنقدمها قريبا، وسلامي للجميع.