المفروض أن المجاهدين والمجاهدات لهم كلمة في المجتمع لا تكون اعتباطية وإنما لها عمق، تعبّر عن الخطر المحدّق بالبلد الذي ضحّى من أجله الملايين من الجزائريين والتهديد الذي يمّس وحدة الأمة، لاسيما أنه بعد 50 سنة من الاستقلال عشنا 40 سنة من العبث ومن الطبيعي أن تشعر المجاهدة جميلة بوحيرد بأن الجزائر في خطر حتى وإن كان رمزيا ما عبّرت عنه فأنا أساندها قلبا وقالبا. في الحقيقة جيل المجاهدين مبدئيا انتهى عمره السياسي لكن مازال حضوره رمزيا، كما أن أغلبهم من المساندين للعهدة الرابعة، أنا من أنصار تحديد عهدات الرئيس بعهدتين وكنت دائما ضد العهدة الثالثة والرابعة كذلك ومن المفيد جدا في الحياة السياسية أن نحدد العهدات لكي نصحح الأخطاء في الوقت المناسب حتى لا نستمر في أخطائنا. لكل جيل زعماؤه ومن المفروض أن يفرز الجيل الحالي قادته الذين يشرفون على تأطيره. أنا شخصيا أعتقد بأن الزعامة مثل العمر الطبيعي، ولا يكون الشخص نافذا طول عمره، ولكل جيل رموز خاصة به لا يفهمها الجيل الآخر، من المفروض أن تشجع الشباب المعني بمصير البلاد وإذا أردنا القيام بعمل جدي لابد من التأطير وتفادي العمل المناسباتي. كما أن 60 حزبا سياسيا اليوم عاجزة عن حشد 60 نفرا بسبب غياب الجدية، والسياسيون الجديون المرتبطون بالجماهير قادرون على تخويف السلطة. أما في حالنا هذا فإن النظام القائم مطمئن بأن هذه الأحزاب لا تشكل تهديدا بالنسبة له.