وجه العشرات من الميزابيين أمس بالعاصمة، "صرخة" إلى السلطات العمومية من أجل إنقاذ ولاية غرداية من العنف الذي طال أغلب أحيائها، وطالبوا بالتدخل العاجل والجدي للحكومة لإخماد نار الفتنة، مؤكدين أنهم يريدون الأمن، وليس تقسيم غرداية، فيما استمرت أمس المواجهات بين الطرفين في غرداية. اعتصم العشرات من الميزابيين أمام مقر دار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، معبرين عن استنكارهم مما يحدث بولاية غرداية، من حرق وتخريب وقتل، حيث أكد أحد كبار الميزابيين أبو شكيب أحمد أن هذا الاعتصام هو احتجاج ضد ما يجري بولاية غرداية، متسائلا عن وعود وزير الداخلية والجماعات المحلية حول ايقاف نزيف العنف. وأشار أبو شكيب أن بعد عودة الهدوء الى الولاية وبدأ الناس في الاطمئنان تجددت المواجهات والاعتداءات منذ يوم الثلاثاء في ظل النقص الكبير في قوات الأمن، ودعا المتحدث السلطات العمومية الى توفير الأمن للأشخاص والممتلكات، وطالب بتدخل الحكومة بطرقة جدية من أجل معالجة جذرية للأزمة، قائلا "كفانا ترقيعا للمشكل بدل حله" خاصة أن هناك أرواحا راحت ضحية هذه الأزمة. ووجه المعتصمون الذي فاق عددهم 50 شخصا نداء و"صرخة" كما أسموها الى الحكومة ورئيس الجمهورية من أجل إيقاف هذه الأزمة، وأكدوا أنهم يطالبون بالأمن، وليس تقسيم الولاية، خاصة وأنهم لقرون عاشوا في سلام مع المالكيين. وحمل المعتصمون شعارات تطالب بالأمن، "لا لتقسيم غرداية، لا لتقسيم الجزائر" و"وحدة الوطن لن نساوم فيها، هذه عقيدتنا" وغيرها من الشعارات التي حملها المحتجون. من ناحية أخرى، تجددت المواجهات بين الاباضيين والمالكيين بولاية غرداية أمس، حيث أسفر عن تسجيل العديد من الاصابات بين الطرفين، إضافة الى حرق العشرات من المحلات التجارية في عدة أحياء بالولاية وكذا تخريب بعض المنازل، خاصة في أحياء مليكة والحاج مسعود، حيث أكد مصدر محلي بالولاية، أن أغلب أحياء الولاية تشهد فوضى كبيرة، على إثر تجدد المواجهات بين مجموعات من الشباب الإباضيين والمالكيين على مستوى حي مليكة وحي الحاج مسعود، حيث أقدم كل من الطرفين على حرق بعض المحلات التجارية وتخريب بعض المنازل في ساحة السوق وسط المدينة، حسب المصدر ذاته، كما أشار الى أن عددا من العائلات من الطرف المالكي هجروا منازلهم خوفا من الاعتداءات، في ظل نقص قوات الأمن بالمنطقة. وأشار مصدرنا أنه تم تجنيد عناصر من الدرك الوطني لوقف المشادات وتأمين مختلف أحياء مدينة غرداية، إلا أن الفوضى ما تزال قائمة، وامتدت المواجهات الى عدة أحياء لاسيما مفترق الطرق "مراكشي" والحدود الإدارية بين بلدية غرداية وبنورة، حيث تم تسجيل اشتباكات متفرقة.