يرى الجنرال المتقاعد، محند الطاهر يعلى، المنسحب من سباق رئاسيات 17 أفريل المقبل، أن الوضع الذي تعيشه الجزائر اليوم خطير، وإذا استمر أكثر من هذا سينتهي إلى حالة الفوضى بشكل حتمي، داعيا إلى ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار بغاية التغيير الذي من شأنه خلق نظام جديد يقوم على قيم حقيقية، يجعل الشعب صاحب السيادة الحقيقي، كما أكد يعلى أنه سيخرج لمساندة المجاهدة جميلة بوحيرد إذا قررت النزول إلى الشارع. حاليا، نعيش تاريخا هاما جدا بالنسبة للجزائر، هو تاريخ الانتخابات الرئاسية التي من المفروض أن تكون فرصة لتغيير جذري للنظام مع رجال جدد ونظام جديد يصلح كل شيء متوقف بالبلاد. لأننا نعيش حالة عدم ثقة وتعميم لثقافة الرشوة... وغيرها من الأمور السلبية التي أصبحت تميز يوميات المواطن، لذلك لا بد من التخطيط للتنمية من أجل النهوض بالبلاد على المدى البعيد، علينا التفكير فيما سنفعله لتكون كلمة الجزائر ذات قيمة في الخارج، وماذا يجب أن نقدم لنزرع الأمل في شبابنا، لكن للأسف نلاحظ أن الانتخابات القادمة ستقوم على التزوير، فرغم أن الأغلبية تطالب بتغيير سياسي واقتصادي شامل، إلا أن جناح في السلطة متمسك بالبقاء ولو بشكل غير شرعي . أقصد الجناح الذي أوصل بلادنا لتكون مصنفة ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم، الجناح الذي قسم الجزائريين لغاية في نفسه، حتى أصبح العسكر قسم هذا وذاك، وحاول تقسيم الجيش ومصالح الأمن، وهم ليسوا كثر، لكن لأنهم سيروا البلاد في العشرة سنوات الأخيرة خائفون من الحساب، وقد قلت سابقا أن جناح الفساد أوجناح الجمهورية الصغيرة يجعل حتى من الرئيس رهينة له، لأنه مريض وعاجز ومع ذلك هم يسعون لاستمراره في الحكم. أنا عندما طالبت بالمقاطعة، كنت أقصد توقيف المسار الانتخابي، لأنه من المحال الاعتراف برئاسيات مبنية على التزوير، والجميع يعرف ذلك، في السابق كان التزوير مخفي لكن الآن أصبح علني، والدليل استمارات الترشح، كيف يعقل أن ترتفع بمليون استمارة في اليوم، وجمع 5 ملايين استمارة، هل وجدوهم على قارعة الطريق؟ لدينا علاقات ونعرف كيف سارت الأمور وكيف ستسير، لذلك طالبت بتوقيف الانتخابات، فكما يقال "الرشام حميدة واللعاب حميدة في قهوة حميدة". كما أن كل النقاشات حول العهدة الرابعة وما يقسم المجتمع الجزائري، ولا وجود لنقاشات تطرح حلولا لمشاكل الجزائر وعودة الثقة إلى الشعب. أبارك كل المبادرات بطريقة مباشرة أوغير مباشرة، سواء كنت معهم أولا، وأنا متفائل بحركة "بركات" الشبابية، لأنهم يمثلون الجيل الجديد من الشباب ويملكون حس لما قد يضر مجتمعنا، ووقفوا بكل قوة وأنا معهم وأدعمهم. وهنا أشير إلى أن هناك أيضا امرأة معروفة في التاريخ الجزائري، هي السيدة جميلة بوحيرد، كلامها خارج من عروق الثورة، لم تقبل ما هو غير مقبول . لدي تحفظ على المقاطعة، المقاطعة ليست لها فعالية، فأنا لم التق بهم ولم أعرف أهدافهم، وعلى أي حال أنا معهم إذا كان في ذلك فائدة و"يخلعوا حميدة ويخلعوا الرشام". إذا خرجت المجاهدة جميلة بوحيرد للشارع سأساندها. إذا مرت الانتخابات على هذا الحال -أي مغلقة- فإن الجزائر ستبقى مغلقة و"ياكلوها"، فالحرب القائمة اليوم هي بين الجناح الذي يريد الاستيلاء على السلطة علنية وبين أناس واعين في هذا البلد من أبناء الشعب. هل الرئيس هو من كتب الرسالة ؟ أنا أشبه تلك الرسالة بمحاولة العودة إلى الوسط بعد حدوث زلزال، أي بعدما أطلق سعيداني هجمته جاءت رسالة أخرى تحمل معنى "أسكت علينا"، إنها استراتيجية إعلامية لإعادة ذلك الجناح إلى الوسط ويمسك مكانه، لما قرأت تلك الرسالة لم أجد روح الرئيس بوتفليقة فيها، هذا تخطيط إعلامي واتصالي. جناح الرئيس المقرب منه، من الذين هم خائفون من العقاب ومقربيهم. تناقشت مع بعض الزملاء، وقلت لهم إن سعيداني من المستحيل أن يفكر ويتبع تفكيره، أي بمعنى أنه لا يستطيع أن يقدم جملة واحدة ومفيدة، فكيف يقوم بحملة، من المستحيل أن يكون سعيداني هو من كتب تلك التصريحات، كلام سعيداني لم يكن في وقته المناسب، ونحن في مرحلة انتخابات رئاسية، وهو ليس وقت الفرقة، من خلال استهداف ركيزة الدولة وهو جهاز المخابرات الذي يحافظ على الاستقرار، ولا توجد دولة في العالم تتهم فيها المخابرات مثلنا، فهل هي يا ترى همزة من الخارج؟ خصوصا بالنظر إلى تزامنها مع قضية قدوم القاضي الفرنسي والتحقيق في قضية تبحيرين، لأن تصريحات سعيداني لا يمكن أخذها بأي شكل من الأشكال في صالح الجزائر، خصوصا وأنه ركز على قضية تيبحيرين وتيقنتورين، وهذا يتوافق مع المصالح الفرنسية. بالعكس، فبقاء الأمور على هذا الحال هو ما سيجر البلاد إلى الفوضى، لأن حركة "بركات" شباب غيورون على بلادهم، يناضلون بطريقة سلمية، والبلاد ستتجه نحو الفوضى إذا بقيت بين أيدي الباحثين عن العهدة الرابعة، لأن حصيلتهم أرجعتنا إلى الرشوة وعدم الثقة، وسيأخذوننا الى الهاوية بحصيلتهم السوداء. لذلك لا بد من توافق تاريخي، ويجلس الملتحي والعلماني على طاولة واحدة لحماية سيادة الشعب وأن يتم تنظيف البلاد من هذا الوسخ، لا بد من الحوار قبل الدخول في متاهات عميقة، لأننا في وضع حرج، كيف سنوفر العمل لما يقارب المليون ونصف طالب متخرج، بعدما أصبح شبابنا اليوم يهرب في البواخر ويحرق نفسه، لأن الوضع إذا بقي على ما هو عليه يجعل الجزائر عرضة للتفتت والدخول في إطار النظام العالمي الجديد، ولتفادي ذلك لا بد من الدخول في مرحلة انتقالية تجمع كل الشخصيات الجزائرية التاريخية والأحزاب و... لإنقاذ البلاد وفق قاعدة مبنية على توافق تاريخي وقاسم مشترك، ويقدم كل واحد بعض التنازلات من أجل ذلك. لأنه ناجح بالتزوير، أعتقد إذا سارت الأمور بطريقة شفافة فلن يحصل بوتفليقة سوى على 10 بالمائة. هؤلاء يخيفون الشعب، فالنظام يريد تخويف الناس بما يحدث في سوريا وليبيا، في الجزائر لا بد من تغيير جدري للنظام، فالتغيير الجذري ضروري من أجل خلق نظام جديد يقوم على قيم حقيقية، مثل الشفافية في تسيير أمور البلاد، والتي هي الوسيلة الوحيدة لفرض سلطة المواطن، لأن السيادة دائما تبقى للشعب. نتمنى من مولود حمروش أن يتكلم مرة أخرى ويتابع في توضيح الأمور، ونتمنى أن يتدخل أكثر في المشهد السياسي الجزائري. بن فليس لديه طريقه الذي مشا فيه، ودخل الانتخابات حرا، شخصيا أجد أن ما قام به علي بن فليس في المجلس الدستوري ومن خلال كلامه، قد قدم نداء للشعب الجزائري كي لا يترك المجال مفتوحا أمام التزوير، فلا بد من الفعل وتوعية كل الجزائريين، لهذا أنا أتفق مع بن فليس في هذا الطرح كي تكون الانتخابات نزيهة، لكن لا أظن أن الانتخابات ستكون منصفة، لأنهم متعودون على التزوير.