احتضنت حظيرة المعارض الواقعة ببورت دو فرساي جنوب شرق باريس من الواحد والعشرين حتى غاية الرابعة والعشرين من الشهر الجاري الدورة الرابعة والثلاثين من صالون باريس الدولي، وكان التكريم الشرفي هذه المرة من نصيب الأرجنتين باعتبارها إحدى القلاع الأدبية العالمية الشهيرة. ويصادف هذا التكريم إحياء الذكرى المائوية لميلاد الروائي الشهير الراحل خوليو كورتازار أيقونة الأدب الأرجنتيتي في النصف الثاني من القرن العشرين وصاحب رائعة "ماريل" الذي عاش مدة طويلة في باريس، ومن المعروف أن الصالون يستقطب سنويا منذ 33 عاما جمهورا من كل الأعمار يقدر بحوالي 200 ألف(أنظر الصالون في أرقام). وتضمن البرنامج العام للتظاهرة الثقافية الفرنسية الشهيرة محاور التعريف بمدينة شنغهاي التي أصبحت أهم مدينة صينية فكرية وأدبية (شنغهايالمدينة المستضافة) ومعرفة ومعارف وهو المحور الجديد الذي يهدف إلى مناقشة قضايا وتحديات راهنة بحضور مفكرين في كل الاختصاصات وكان "للجزائر نيوز" وهي تتجول عبر أرجاء الأجنحة مساء يوم الأحد شرف حضور الندوة التي شارك فيها الكاتب الجزائري مالك شبل الذي زودنا بنسخة من مجلته الرئعة "نور" التي أرادها قنطرة فكرية بين الشرق والغرب. محورا الآداب النسائية و«الكتاب الذي غير حياتي" برمجا أيضا في ركن المحاورالمرافقة لمحور تكريم الاأرجنتين الرئيسي، وتحدث في إطارهما مبدعات عن تجاربهن ومثقفون وناشرون وفنانون عن نوعية علاقاتهم وحميمياتهم بالكتاب من منظور تربوي وفكري وعاطفي ومهني بهدف الحث على القراءة وإبراز أهمية الكتاب في حياة الإنسان. وكتب فانسان مونتاني رئيس النقابة الوطنية للنشر ورئيس الصالون متحدثا في افتتاحية الملف الصحفي عن خصوصية صالون باريس للكتاب قائلا: "يمثل صالون باريس للكتاب أحد الصالونات العالمية أرضية استراتيجية تجمع كل مهنيي الكتاب وحدثا ثقافيا جماهيريا بأتم معنى الكلمة". استقبل صالون الكتاب نظريا 46 أدبيا أرجنتينيا ولدوا ما بين أعوام 1933 و1980 وكتبوا في شتى الأجناس الأدبية (أنظر كتاب الأرجنتين) وبعض الأدباء الذين رحلوا تاركين زادا إباعيا فذا قبل الجيل المولود بين التاريخين المذكورين ومن بينهم خوليو كارتازار 1914 1984 الذي نظم له معرض بكامله معزز بشريط وثائقي عن حياته، ويجدر الذكر أن رئيسة الجمهورية الأرجنتينية كريستينا كيرشنر قد حضرت حفل افتتاح صالون باريس الدولي للكتاب إلى جانب وزير الخارجية رفقة وزير العلاقات الخارجية والشؤون الدينية وطافت جناح بلدها وتوقفت طويلا عند معرض خوليو كارتازار، وستكون لنا عودة مستفيضة في وقفة لاحقة للأدب الأرجتيني للتعريف به كأحد أهم التجارب الأدبية في العالم ماضيا وحاضرا. ولم يقتصر الوفد الأدبي الأرجنتيني على الشعراء والروائيين والقصاصين والرسامين وشمل أيضا مجموعة كبيرة من السينمائيين في مجالي الكتابة والإخراج والنقاد والصحفيين الثقافيين والنقاد المتخصصين الأمر الذي أعطى صورة شاملة عن الحركة الإبداعية الأرجنتينية بشتى مظاهرها رغم غياب بعض الأدباء الكبار من أمثال الروائيين سيزار إيرا وروديريغو فريسان وألان بولس وريكاردو بيغليا لأسباب شخصية قاهرة كما علمنا من أحد مسؤولي الجناح الأرجتنيني. غياب الروائيين المذكورين لم يكن مؤثرا بالقدر الكافي بسبب حضور أسماء مبدعة هامة أخرى مثل سلفا ألمادا وليبولدو بريزويلا ولوسيا بوينزو وبابلو دو سانتيس ودميان تاباروفسكي ومارتان كوهان وأنا ماريا شووا وكينو وجوزيه مينوس وكل هؤلاء وغيرهم من مبدعي الكلمة في مختلف الضروب الأدبية والذين شكلوا خصوصية كتاب "كرونوبيوس" الذي قام بتأليفه المصور الشهير دنيال موردنسكي ونشره في الدار الفرنسية "لوميتاييه". وكان جمهور صالون باريس الدولي للكتاب على موعد مع نخبة من الكتاب الصينين الذين يعيشون ويبدعون في شنغهاي في إطار محور"المدينة المستضافة"، وحضرت نخبة المدينةالصينية العملاقة من خلال 17 كاتبا وكاتبة مثلوا بعض الرموز العالمية والأخرى التي برزت في الأعوام الأخيرة وأعطت نفسا جديدا للأدب الصيني في وقت قصير، وتمثل الوفد الصيني في كل من بي فييو وشان دنيان وهوانغ بيجا وجين يوشانغ ولير إر وليو نيي وكين وانجون وسان غانلو وتنغ كسايولالنغ وكسيا وباي وزاهو ليهونغ وزهو جيانييغ ووهو كسايولان. وكما تم مع المبدعين الأرجنتيين، التقى جمهور الصالون مع كل أدباء شنغهاي من خلال ندوات ومحاضرات ومع باحثين فرنسيين متخصصين في الصين مثل ان شنغ وماري نمييه وفليب كوديل. *غدا المشاركة الفرنسية (كاترين كامو تتألق) والجزائرية (نجمان في الجناح الجزائري زهرة ظريف وعلي هارون). الصالون في أرقام عدد الزوار: 200 ألف الطلبة: 12000 طالب التلاميذ: 35000 ألف المهنيون: 30000 ألف العارضون: 1200 الأجنحة: 500 جناح ممثلو المكتبات: 3500 ممثل الكتاب: 3000 كاتب لقاءات التوقيعات: 3500 لقاء الندوات والمحاضرات: 500 ندوة ومحاضرة يوم الافتتاح: 20 ألف زائر عدد البلدان المشاركة: 50 عدد البلدان العربية والإسلامية 11 (الجزائر، المغرب، تونس، لبنان، سلطنةعمان، السعودية، قطر، إيران، الإمارات العربية، موريطانيا، تركيا).