أقدمت مجموعة من الشباب ليلة الاربعاء إلى الخميس، على اقتحام الإقامة الجامعية للبنات "ديدوش مراد" وسط مدينة تيزي وزو باستعمال الاسلحة البيضاء، الوضعية التي اسفرت على اصابة عونا امن بالحي الجامعي اضافة إلى اصابة شرطي بجروح خطيرة تم على اثرها نقله إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى تيزي وزو، فضلا عن أن الطالبات أجبرن على قضاء ليلة بيضاء لحالة الرعب والخوف التي خلفتها الحادثة في نفوسهن. عادت ظاهرة اللا أمن في الاقامات الجامعية بتيزي وزو لتطرح نفسها من جديد وبشدة خطورة أكثر، وذلك بعد عجز القائمين على تسيير شؤونها في تسوية هذه الظاهرة التي كانت ولا تزال هاجسا يؤرق طبلة جامعة مولود معمري عامة وتشكل أحد أهم محاور مطالبهم لدى دخول كل موسم جامعي جديد. فبعد ما شهدته سابقا الاقامة الجامعية للذكور بوخالفة وكذا القطب الجامعي "تامدة" من اعتداءات نفذها غرباء في حق الطلبة، جاء الدور هذه المرة للإقامة الجامعية للبنات "ديدوش مراد" ليلة الاربعاء إلى الخميس، حيث تحولت إلى مسرح لمواجهات عنيفة بين أعوان الأمن المكلفين بحراسة الإقامة والعشرات من الغرباء الذين حاولوا اقتحام الحي الجامعي باستعمال الاسلحة البيضاء. وحسب ما علمته "الجزائرنيوز" من مصادر بداخل الحي الجامعي، فإن العشرات من الغرباء حاولوا في بداية الامر الدخول إلى الحرم الجامعي باستخدام القوة قصد حضور حفلة متواضعة أقيمت على شرف عمال الإقامة عشية احياء اليوم العالمي لعيد العمال، وامام معارضة أعوان الامن للأمر، شهدت الاوضاع تصعيدا أكثر وبالضبط بعد إلحاح هؤلاء على اقتحام الجامعة ووصول العشرات من المجهولين إلى المدخل الرئيسي للإقامة ومحاولة البعض منهم الدخول عبر الناحية الجنوبية للإقامة التي لا تتوفر على جدار وإنما على سياج فقط. وأضافت مصادرنا، أن شدة الوضع تفاقمت أكثر بنشوب مواجهات بين أعوان الامن والمجهولين الذين استعملوا مختلف انواع الاسلحة البيضاء من سكاكين وقضبان حديدية مع الرشق بالحجارة. هذا وقد استدعى الامر وبعد عدم قدرة أعوان الامن السيطرة على الاوضاع تدخل مصالح الامن وبعد اخطارهم من طرف مسيري الاقامة. الاخيرة تنقلت إلى عين المكان، إلا انها عجزت على احتواء المشكل بسرعة خصوصا في ظل انضمام العشرات من المجهولين إلى المواجهات. في سياق متصل، ذكرت مصادرنا، أن المواجهات التي دامت إلى ساعة متأخرة من ليلة الاربعاء إلى الخميس، اسفرت على اصابة ما لا يقل عن عوني امن بجروح متفاوتة الخطورة، إضافة إلى شرطي الذي تعرض إلى جروح بليغة بسكين على مستوى اليد استدعت حالته الصحية الخطيرة اجراء له عملية جراحية صبيحة أول أمس بالمستشفى الجامعي محمد نذير. ناهيك عن حالة الخوف والذعر التي خلفتها الواقعة في نفوس الطالبات التي اجبرن على قضاء ليلة بيضاء وغلق على انفسهن بداخل غرف الاقامة خوفا من تعرضهن إلى أي خطر قد يهدد سلامة حياتهن. من جهة أخرى، مصادر امنية مؤكدة، بأن مصالح أمن ولاية تيزي وزو، قامت بفتح تحقيق لتحديد هوية مرتكبي الاعتداء وبهدف توقيفهم. احتج طلبة الإقامة الجامعية للذكور "بوخالفة"، بغلق مقر إدارة الاقامة وتنظيم وقفة احتجاجية بداخل الاقامة للتنديد بالقرار المعتمد من طرف إدارة الحي الجامعي المتمثل في منع أحد الطلبة من دخول الاقامة بحجة عدم حيازته على بطاقة ترخص له ذلك. وحسبما أكده اعضاء اللجنة المستقلة للحي، فإن مدير الاقامة أعطى تعليمة لأعوان الامن يوم الاحد المنقضي، بمنع الطالب المدعو "كامور عميروش" من دخول الاقامة. الوضع الذي اثار سخط وغضب الطلبة الذين نددوا بالقرار غير العادل المتخذ وقاموا بغلق مقر الادارة بعد الجمعية العامة التي عقدوها للنظر في الامر. الطالب الضحية في اتصاله ب "الجزائرنيوز"، أكد أنه ضحية سياسة "اللاعدل"، مضيفا أن المدير الاسبق للإقامة رفض تجديد له بطاقة الاقامة، كما رفض تسليم له إشعار بإيداع ملف طلب الاستفادة من غرفة بالحي الجامعي لحجج غير مؤسسة " القرار ذاته تم اعتماده من طرف المدير الحالي قبل التصعيد من شدته بإصدار قرار منعي الدخول إلى الاقامة وذلك بتواطؤ مدير الخدمات الجامعية مدوحة وسط رغم عدم وجود أي نص قانوني واضح يثبت شرعية عدم تجديد لي بطاقة الاقامة التي استفدت منها في السنوات الماضية". هذا وأكدت اللجنة المستقلة في محضر اجتماعها على انتهاجها لغة الشارع ابتداء من يوم غد الاحد للتنديد بهذه الممارسات التي "لا تشرف مؤسسات الدولة".