يشكل الصالون الوطني للتصوير الفوتوغرافي للتراث بتلمسان، فرصة لاكتشاف شساعة وتنوع وثراء التراث الوطني، كما أكد مشاركون في هذه التظاهرة الثقافية. وأبرز أصغر مشارك في هذا الصالون رضا بونجار، من الجزائر العاصمة ، (25 سنة)، أن "جمال وثراء التراث الوطني جعلني أستمتع كثيرا بتصوير المواقع الرومانية لشرشال". وأعرب رضا بنوجار، الذي يشارك للمرة الأولى في هذا النوع من التظاهرات عن إعجابه وانبهاره بصور التراث المعروضة من قبل نظرائه "الذين عرفوا جيدا كيف يثمنوا هذا الموروث التراثي". وقد سلط الفنانون المصورون الضوء على المواقع التاريخية والأثرية من جميع مناطق الجزائر مثل حمام الباي بقسنطينة مرورا بقصبة الجزائر العاصمة ومغارات ابن خلدون بفرندة (تيارت) والمواقع التاريخية لعاصمة الزيانيين التي تعود إلى مختلف الحضارات والعصور إلى جانب اللباس النسوي القبائلي والترقي. كما تم إبراز جمال التراث الحرفي الوطني أيضا من خلال نحاس قسنطينة والنسيج لسعيدة وحرفي الفخار لمنطقة بيدر (تلمسان)، حيث أجمع المصورون على أن الجزائر تزخر علاوة على الموارد الطبيعية بكنز تراثي يتشكل من الحرف والمواقع الأثرية الكفيلة بأن تصبح قطبا للجذب السياحي ذو أهمية كبيرة. وتشكل هذه التظاهرة التي جمعت للمرة الأولى بتلمسان ثلة من المصورين الموهوبين أمثال هدى آمال عرفي من بشار وشداد الهواري من وهران ومحمد بن دلة من تلمسان ونوارة داداش من بجاية وسامية فيلالي من قسنطينة ووضاحي ناصر من تيارت وأمين رقية من سعيدة ومحمد بيسكر من الجزائر العاصمة فرصة سانحة لتأسيس مهرجان كبير للتصوير الفوتوغرافي للتراث، الذي من شأنه المساهمة في تطوير فن التصوير وتثمين وترقية التراث الوطني، كما أشير إليه. وقد أبهرت الرؤى المتقاطعة لهؤلاء الفنانين المصورين يعكسها جمال أعمالهم الزوار الذين رحلوا عبر أنحاء متفرقة من البلاد واكتشفوا الكنوز التي تزخر بها الجزائر. وقد سمح هذا اللقاء الحميمي بين المصورين أيضا بالقيام بتبادلات مثمرة في تقنيات التصوير خاصة من خلال ورشات التصوير الليلي وأخرى حول برامج حاسوب لمعالجة الصور على غرار الفتوشوب. وقد كان هذا الصالون الوطني للتصوير الفوتوغرافي للتراث ناجحا، حسب المشاركين والزائرين والمسؤولين المحليين لقطاع الثقافة.