فنّدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أمس، أنها منعت الوزير السابق للتربية علي بن محمد من إلقاء محاضرة بمناسة يوم الطالب بمعسكر، متهمة أطرافا بمحاولة خلق الفوضى والبلبلة في القطاع. كما دعت المسؤولة بن محمد إلى المشاركة في مراجعة إصلاحات المنظومة التربوية للنهوض بالقطاع وترقيته. نفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس، أن تكون قد منعت الوزير السابق للتربية الوطنية علي بن محمد من إلقاء محاضرة بمناسبة يوم الطالب بولاية معسكر "مثلما روّج له"، واعتبرت أن "هناك أطرافا تحاول خلق البلبلة والفوضى"، حيث أكد بيان الوزارة أمس "المحاضرة لم يتم منعها وإنما تقرر إعادة برمجتها لتاريخ لاحق بالاتفاق مع السلطات المحلية للولاية"، مضيفا أن "الوزيرة لا دخل لها بقضية إعادة برمجة المحاضرة مثلما تم الترويج له". وأضاف البيان أن بن غبريط "تحترم كثيرا الشخصيات المدافعة عن القضايا المهمة دون استثناء خاصة إذا تعلق الأمر بشخصية كانت مسؤولة على قطاع التربية الوطنية في وقت سابق"، وأكدت أنها "تركز كثيرا على الحوار الذي يعد أهم ركيزة لتطوير قطاع حساس واستراتيجي مثل قطاع التربية الوطنية"، وأضاف البيان ذاته، أن الوزارة "تسعى لمراجعة المنظومة التربوية من خلال التركيز على الإصلاحات البيداغوجية وكذا كيفية تدريس اللغة العربية، علما أنها تعد من الأوليات في الخطة التي رسمتها الوزيرة والتي سيتم تطبيقها مع الشركاء دون استثناء". ودعت الوزيرة بن غبريط الوزير السابق علي بن محمد إلى المشاركة في إصلاح القطاع رفقة جميع الشخصيات التي لديها طموحات حقيقية لتطوير مستوى المتمدرسين وتحسين مردود النظام التربوي، داعية الجميع إلى العمل بيد واحدة طالما أن الهدف واحد ومشترك. من جانب آخر، عبر قرابة 90 شخصية من إعلاميين وإطارات وأكاديميين ومثقفين وأساتذة عن تفاجئهم بقرار منع محاضرة كان من المزمع أن يلقيها وزير التربية الأسبق علي بن محمد بإحدى ثانويات ولاية معسكر حول واقع تعليم اللغة العربية أثناء الاحتلال الفرنسي، وهي المحاضرة التي تمت برمجتها منذ مدة ليستفيد منها تلاميذ الثانوية ويحضرها عدد من الشخصيات الوطنية والثقافية يوم السبت الماضي بمناسبة عيد الطالب، واعتبر هؤلاء في العريضة التي حملت توقيعاتهم أن ما تعرض له علي بن محمد من منع لمحاضرته لا يمسه شخصيا، بل يمس كل الجزائريين، خاصة أن موضوع المحاضرة هو اللغة العربية. وندد هؤلاء حسب الرسالة بمثل هذه الأشكال على غرار التضييق والمنع وممارسة الرقابة على حرية الرأي والفكر ضد ما يرمز الى الهوية الوطنية وأكدوا أن ما حدث مع محاضرة اللغة العربية يعتبر "جريمة لا تغتفر"، ودعوا وزيرة التربية بن غبريط نورية لتحمل مسؤولياتها تجاه ما يربط الشعب الجزائري بهويته وشخصيته، مذكرين إياها بأن اللغة العربية خط أحمر، "يجب احترامها والتفاني في خدمتها وتلقينها كما يجب للأجيال".