وصلت العروض المشاركة في الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر للسينما المغاربية إلى نهايتها، حيث تم مساء أول أمس، عرض آخر الأعمال المشاركة في غمار المنافسة، "باب الفلة" للمخرج التونسي "مصلح كريم"، وفيلم "يما" للمغربي "رشيد الوالي"، وسط جمهور معتبر بقاعة الموقار. بعد أسبوع سينمائي غني بالعروض القصيرة، الطويلة والأفلام الوثائقية التي قدمت إلى العاصمة من مختلف دول المغرب العربي (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، وموريتانيا)، بهدف المشاركة في فعاليات الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر للسينما المغاربية، الذي امتد من ال 04 جوان إلى غاية الحادي عشر من الشهر نفسه، هاهو المهرجان يطفئ عدسته معلنا نهاية الرحلة السينمائية الممتعة التي دامت سبعة أيام، التقى فيها ممثلون ومخرجون من جنسيات مختلفة، ليتعارفوا ويتبادلوا تجاربهم السينمائية، عبر 38 عرضا تنوعت مواضيعها وأشكالها لتبرز الامتداد العالمي لأصحابها. حيث كان مساء أول أمس الثلاثاء، آخر أيام المنافسة وقد قدم لجمهوره عروضا عديدة آخرها فيلما "باب الفلة" للمخرج التونسي "مصلح كريم" و«يما" للمغربي "رشيد الوالي". باب الفلة... استحضار سينما التسعينيات الفيلم التونسي "باب الفلة" من إخراج "مصلح كريم"، جمع بين الكوميديا الشعبية، الدراما السينمائية، وتشويق المسلسلات. رغم طول مدته التي استمرت 123 دقيقة إلا أنه تمكن من جذب المشاهدين وإرغامهم على عيش قصته حتى النهاية. تدور أحداثه في أحد الأحياء الشعبية المسمى "المدينة"، يروي قصص شخصيات عديدة متناقضة تختلف خلفياتها ويجمعها المصير المشترك الواحد في حي المدينة أو كما يسميها البعض "باب الفلة".«جيفاني" إيطالي تونسي يملك صالة سينما، يعرض فيها أفلاما عربية وعالمية يتعرض دائما لرقابة إمام المنطقة، الذي يشرف على الأعمال المعروضة للجمهور القليل في القاعة... "سليم" شاب في مقتبل العمر تتبعه المتاعب أينما يذهب، يأويه جيفاني عنده ويشغله معه في صالة العرض، ليكتشف أفكاره المتنوعة التي تؤدي إلى ازدهار عمل صالة السينما، كل ما يطمح إليه هو الزواج بحبيبته "عزه" وتوفير حياة طيبة لها... "جانيت" امرأة أنهكها الزمن تملك بيت هوى وحياتها كلها تتمحور حول "جياني" الذي لا يبادلها الحب القوي نفسه وهذا ما يدفعها إلى التصرف بجنون قاتل... "تنتوشة" شقيق جانيت المختل الذي يقتل النساء ويخبئ جثثهن في سرداب البيت.. وأخيرا "طارق" الصحفي الشاب الذي يبحث عن خبايا قصة "جياني" فلولا إصراره وعناده لما استذكر البطل الحكاية وكشف ملابسات الجرائم الشنيعة التي مست عديد الشخصيات. لم يغلب الطابع الدرامي على العرض بل كان موازيا لنظيره الكوميدي، الذي جسدته بساطة سكان الحي الشعبي وكيفية استجابتهم للأحداث التي تدور في مجتمعهم، حيث أبدع الممثلون في تقمص أدوارهم، مثل الممثلة المغربية نفيسة بن شهيدة في دور "جانيت"، "قابيل السياري" في دور سليم، علي بنور في دور "جياني" و«تنتوشة" الذي لبس دوره يونس فرحي.وخلال مدة 123 دقيقة يجمع فيلم "باب الفلة" بين الثنائيات أو النتاقضات، حيث يجسد الخيانة والوفاء، الحب والكره، المحافظة والانحراف، الدراما والكوميديا... لينقل مشاهده إلى سينما التسعينيات مستحضرا أعمالا سينمائية تركت بصمتها في تاريخ الفن السابع وسببت صدى كبيرا بين النقاد، مثل "عصفور السطح" لفريد بوغدير، و«يا سلطان المدينة" لمنصف ذويب كتكريم لهذه المبادرات الفنية التي نهضت بالفن السابع وشكلت عمادا له في تونس.