أحصت مؤسسة الجزائرية للمياه بتيزي وزو تذبذبا فادحا في عملية توزيع المياه الصالحة للشرب وذلك على مستوى 11 بلدية صنفت من بين أكثر المناطق معاناة من أزمة العطش عبر إقليم الولاية، ولذلك أسباب متفرقة تكمن أهمها في قدم شبكة قنوات نقل المياه، نقص في خزانات المياه إضافة إلى الضعف المسجل في عمليات الضخ لبعد المسافة بين بعض القرى ومصدر تموينها بهذا المورد. وحسب تقرير المؤسسة عن وضعية القطاع بولاية تيزي وزو، فإن مشكلة نقص المياه الصالحة للشرب في بعض بلديات الولاية لا يزال من بين التحديات الكبرى التي تواجهها السلطات بعدما عجزت عن احتوائها بالشكل الذي يتوافق مع تطلعات سكان 11 بلدية بالولاية، وذلك لأسباب متفرقة كالمتعلقة بقدم شبكة قنوات نقل المياه المتواجدة على مستوى البلديات التالية، بني زمنزار، معاثقة ايث عبد المومن، جراء التصدعات العديدة ما جعل كميات هائلة من المياه تهدر في الطبيعة دون الاستفادة منها، ورغم الأشغال التي باشرتها السلطات لتجديد 1000 متر من الشبكة إلا أن المشكل لا يزال مستمرا. الهاجس نفس سجلته بلدية آيت يحيى موسى أين تعرض شطر من شبكة قنوات نقل المياه إلى كسور وتخريب بعد القصف المتجدد للمنطقة من طرف قوات الجيش، حيث أن أشغال تجديد الشبكة مستمرة من طرف مقاول خاص رغم أن المشروع تم برمجته منذ بداية 2013، نظرا للوضع الأمني المتدهور بالمنطقة، كما سجلت البلدية ذاتها مشكلا آخر متمثلا في تعرض المحول الكهربائي بمنطقة علالة إلى تخريب ولم يتم تجديده من طرف الجهات المعنية ما تسبب في اضطراب فادح في عملية توزيع المياه بالمنطقة. مشكل آخر سجل ببلدية سيدي نعمان التي تعرضت بعض تجهيزات ضخ المياه بها إلى السرقة، مما حال دون وصول هذا المورد الحيوي إلى بعض قرى البلدية. وفي سياق متصل، تسبب ضعف التيار الكهربائي وانقطاعه المتكرر ببلدية تيزي غنيف في التأثير سلبا على عملية توزيع المياه ببلدية مكيرة التي يتم ربطها بالمياه انطلاقا من خزان المياه المتواجد بوسط مدينة تيزي غنيف. في حين أن بلدية بوزقان التي يتم إيصالها بالمياه الصالحة للشرب من 3 آبار متواجدة بمنطقة أدردادر تعاني أزمة عطش حادة ابتداء من شهر أوت وذلك لانخفاض منسوب المياه وهو المشكل الذي من المرتقب حله حسب التقرير ذاته منتصف شهر رمضان بإدخال 3 آبار إضافية حيز الاستغلال مع تجديد شبكة نقل المياه بالمنطقة وإحصاء مصادر المياه الطبيعية من ينابيع واستغلالها وتدعيم عمليات الضخ بنسب إضافية انطلاقا من واد بوبهير في انتظار إنجاز سد سيدي خلفية الذي سيتكفل بتموين دائرة بوزقان بالمياه. كما سجلت بلدية تيقزيرت -مركز- وكذا قريتي القلعة والتعاونية العقارية شرق، تذبذبا فادحا في عملية توزيع المياه بسبب تعرض شبكة قنواتها إلى كسور وتصدعات، ومن المنتظر حل المشكل قريبا مع إطلاق أشغال مشروع خصص لهذا الغرض. كما أن بلدية ماكودة التي تحصي سنويا العديد من الاحتجاجات من طرف سكانها تنديدا بأزمة العطش التي كان آخرها المنظمة يوم 16 جوان الجاري، شملها تقرير مؤسسة الجزائرية للمياه، التي أرجعت السبب الرئيسي في الأزمة المطروحة إلى انفجار شبكة قنوات نقل المياه المتواجدة بين محطة رقم 01 بين مركز البلدية وقرية "ستيتة".