قالت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ''فتح''، إن إسرائيل فتحت على نفسها أبواب الجحيم باغتيالها ثلاثة ناشطين من الكتائب بالضفة الغربية وثلاثة مدنيين بقطاع غزة، بينما دعت السلطة لعدم الانجرار إلى العنف والفوضى· توعّدت كتائب الأقصى على لسان أبو محمود قائد مجموعات ياسر عرفات بالضفة، إسرائيل بعقاب سريع، وبخروج الاستشهاديين إليها من كل مكان· كما أكدت التزامها بالمقاومة خيارا وحيدا في مواجهة الاحتلال· أما السلطة الفلسطينية فدعت على لسان رئيس حكومة تصريف الأعمال، سلام فياض، لعدم الانجرار إلى العنف والفوضى· ورأى فياض في التصعيد الإسرائيلي استهدافا لما وصفها بحالة الاستقرار التي حقّقتها السلطة· من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة في بيان رسمي، إن الجريمة تأتي في إطار مساعي الحكومة الإسرائيلية للتهرب من عملية السلام عبر إعادة المنطقة إلى مربع العنف، ثم التذرع بعدم وجود شريك فلسطيني يمكن الجلوس معه على طاولة المفاوضات· في المقابل، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' في بيان رسمي على لسان المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، تل أبيب والسلطة الفلسطينية، المسؤولية المشتركة عن العملية الإسرائيلية بنابلس· وردد مشيعو الشهداء في نابلس هتافات منددة بالاعتداءات الإسرائيلية وطالبوا بالانتقام والثأر للشهداء، في حين أُعلن الحداد وأغلقت المحال التجارية بكافة أنحاء المدينة بدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي الفلسطيني· ونقلت مصادر إعلامية بنابلس عن مصادر طبية قولها إن الشهداء الثلاثة: عنان أبو شرخ، رائد السركجي وعنان صبح، استشهدوا إثر دهم قوات الاحتلال عددا من المنازل في حي رأس العين والبلدة القديمة بنابلس الساعات الأولى من فجر أول أمس السبت· وتعتبر الاغتيالات التي نفّذها الاحتلال بالضفة أول اعتداء بهذا الحجم منذ أشهر، وزعمت إسرائيل أن عمليتها في نابلس أسفرت عن تصفية الخلية التي قتلت مستوطناً قرب طولكرم قبل يومين· وكانت كتائب الأقصى ''مجموعات عماد مغنية'' قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم· وفي قطاع غزة وعشية الذكرى الأولى للحرب، استشهد ثلاثة فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية، وبينما قالت تل أبيب إن الثلاثة اقتربوا من الحدود شمال القطاع، أكدت مصادر فلسطينية أنّهم كانوا عمالاً يجمعون الخردة ولم يكونوا مسلحين· وقالت مصادر إعلامية إن الشهداء الثلاثة الذين لم يتم تسليم جثامينهم بعد هم ''محمد جمعة الشراتحة، هاني سليمان أبو غزال وبشير سليمان أبو دحيل''· للإشارة، فإن الشهداء الثلاثة ومعهم فلسطيني رابع كانوا يحاولون التسلل قرب المعبر شمال القطاع، إلا أن قوة إسرائيلية اكتشفت أمرهم فأطلقت النار عليهم وقتلتهم، بينما تمكن الرابع من النجاة والفرار من المكان دون أن يصاب بأذى·