يوشك قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، بإخضاع الجزائرييبن للتفتيش الدقيق أكثر من غيرهم بين أمم العالم أن يدخل أسبوعه الأول، وهو القرار الذي أثار حساسية كبيرة وسط الفعاليات السياسية والجماهيرية في البلاد الإسلامية منها والوطنية، وكان من أبرز الغاضبين على واشنطن، حزب الوزير الأول أحمد أويحيى المحسوب على التيار الوطني، يليه على مستوى التيار الإسلامي الحزب ''المفاجأة''، وهو حركة النهضة التي ربطت مباشرة القرار بحرب الولاياتالمتحدةالامريكية على الإسلام والمسلمين تحت غطاء الإرهاب، وأنه مساس بالحريات من ''دولة الحريات''· حزب النهضة يستحق وصف المفاجأة في هذا السياق، كون المنطق السياسي في الجزائر، يقول أن حركة مثل حركة مجتمع السلم بوزنها السياسي وتقديمها لنفسها القوة الإسلامية السياسية الأولى في البلاد التي ستتربع على العرش ابتداء من ,2012 يفترض أن لا يسبقها أحد في التنديد بمثل هذا التصرف الذي يرمي الى استهداف المسلمين وعقيدتهم في نظر ''الشقيقة الصغرى''، حركة النهضة، التي ذهبت الى غاية القول بأن ما تقترفه الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد المسلمين بهذه الإجراءات، إنما هو سبب مباشر في إنماء وإذكاء العداء تجاهها· هل لتأخر حركة مجتمع السلم عن تنديدها بما سيخضع له الجزائريون من إهانات في كامل مطارات الولايالت المتحدةالأمريكية، علاقة بمراعاة الروابط التي يملكها رجل ''حمس القوي''، عبد الرزاق مقري، بمنظمة فريدم هاوس الأمريكية في الجزائر، والتي كان له دور كبير في إنجاح ندوة ترعاها حول ''الإصلاح السياسي في العالم العربي'' مؤخرا، ووضع لها أسماء أكاديمية وغير أكاديمية تنشط الندوة؟ وهي المهمة التي أسالت الكثير من الحبر ألحقت ضررا بإلغا بصورة حركة مجتمع السلم وتوجهها الإخواني، اضطرت مسؤولي الحركة الى التبرؤ مما قام به والجهر بالفصل بين مقري ''الحمسي'' ومقري ''الفريدم هاوسي الأمريكي''··· وإن كانت ''اللعبة'' تختلف تماما عن نظيرتها في الجزائر إن استطعنا وصفها باللعبة ''أصلا''، لكن في ''علاقة'' أحد أهم رجال أكبر حركة إسلامية سياسية في البلاد، بمنظمة من حجم ''فريدم هاوس''، تكون رسالة الغزل بين الطرفين قد وصلت الى مبتغاها وفهم منها الأمريكيون أن ما لم يلقوه لدى الإخوان في مصر من تفتح لقوه لدى الإخوان في الجزائر، وبالتالي البديل السياسي كفكرة على الأقل موجود، ولو أنه يفتقد إلى الرمزية والتأثير التاريخي الذي يملكه إخوان مصر· يقول مقري أن لا علاقة له ب''الأمريكيين الهاوسيين'' عضوية كانت أو تنظيمية وأن من طلب خدماته هو مدير المنظمة في المنطقة العربية وهو عربي مسلم، لينطبق على مقري المثل القائلة ''رب عذر أقبح من ذنب''، فكيف ''يكلف مقري بمهمة أمريكية دون علاقة عضوية أو تنظيمية وعلى أي أساس، وإذا سلمنا جدلا بعربية وإسلام مدير المنطقة، فهل نسلم أيضا بأن هذا الأخير يعمل لصالح القضية العربية والإسلامية عن طرق ''فريدم هاوس الأمريكية''؟ لقد أشار أبو جرة في افتتاحه ملتقى الهياكل أمس الى الإجراءات الأمريكية، وتقول المصادر أن النقاش جار حول ما إذا كان البيان الختامي سيتضمن إشارة إلى ذلك؟!