تجددت الاشتباكات، أول أمس الجمعة، في نجع حمادي بصعيد مصر بين متظاهرين مسلمين وأقباط وسط استمرار حالة التوتر في أعقاب الهجوم المسلح الذي أودى بحياة ستة أقباط وشرطي مسلم الأربعاء الماضي· وصرحت مصادر صحفية ل ''بي بي سي'' بأن مئات المتظاهرين من الجانبين اشتبكوا في قرية بهجورة التي تقع على مسافة نحو خمسة كيلومترات شمال نجع حمادي قبل أن تتدخل قوات الأمن وتستعيد زمام السيطرة على الأمور، واعتقلت قوات الأمن عددا من المتظاهرين· وأحرق متظاهرون مسلمون عددا من المنازل المملوكة لمسيحيين إلا أن أحدا لم يُصب بأذى لأنه سبق لأصحاب هذه المنازل إخلاؤها· وكان متظاهرون مسيحيون قد أتلفوا بعض المنشآت العامة في مدينة نجع حمادي احتجاجا على مقتل الأقباط الستة· وكانت الشرطة قد فرقت الجمعة مظاهرة قبطية بجوار مطرانية نجع حمادي طالبت بإقالة محافظ قنا اللواء مجدي أيوب على خلفية إطلاق النار· وقال موفد'' بي بي سي'' إلى نجع حمادي عمرو عبد الحميد، إن القيادات المسيحية حاولت احتواء الموقف وتهدئة المتظاهرين الذين لم يستجيبوا بينما زاد عددهم، ثم تدخلت قوات الأمن لفض المظاهرة بينما حدثت احتكاكات بين المتظاهرين المسيحيين وبعض المسلمين في الشوارع المحيطة بالمطرانية، مؤكدا أن أجهزة الأمن دفعت بتعزيزات إلى منطقة المطرانية، وقال إن حالة الاستياء ومشاعر الاحتقان تسود لدى الأقباط تجاه ما اعتبروه تقصيرا من أجهزة الأمن في حمايتهم· وجاء ذلك بعدما أعلنت الشرطة المصرية أنها اعتقلت أول أمس الجمعة ثلاثة أشخاص يشتبه أنهم متورطون في إطلاق النار· وأكدت مصادر أمنية مصرية أن الثلاثة اعتقلوا بعد اختبائهم بحقول قصب السكر بين بلدتي فرشوط ونجع حمادي· وقد كشفت المصادر المصرية عن أسماء المتهمين الذين أطلقوا النار على الكنيسة بعد خروج المسيحيين عقب أداء صلاة أعياد الميلاد التي يحتفل بها مسيحيو الشرق في السابع من جانفي· وقالت المصادر المصرية إن التحريات أكدت أن مرتكبي الواقعة هم محمد أحمد الكموني وهنداوي محمد سيد وآخر يدعي قرشي أبوالحجاج، وأن المذكورين لهم سوابق جنائية· وقد شكل النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود، فرقا من النيابة العامة للتحقيق في الحادث، وقام بزيارة نجع حمادي شخصيا للإشراف على التحقيقات· وتشهد مصر بين الفينة والأخرى أحداث عنف ذات طابع طائفي بين مواطنين من المسلمين والأقباط· وتشير بعض الإحصائيات إلى أن الأقباط يمثلون نحو عشرة بالمائة من سكان مصر الذين تجاوز عددهم 80 مليون نسمة·