تشكل قلة الموارد المائية على مستوى ولاية قسنطينة، مشكلا مقارنة مع الاحتياجات الحالية لمياه السقي المقدرة بحوالي 24 مليون متر مكعب، خاصة وأن مجموع المساحات الصالحة للزراعة يقدر ب 131944 هكتار أي ما يعادل 33, 60% من مساحة الولاية، كما تقدر مساحة الأراضي المسقية ب 2151 هكتار من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة· وإن كانت الاحتياجات الحالية لمياه الري تقدر ب 24 مليون متر مكعب، فإن المياه المجندة لا تمثل سوى 1, 2مليون متر مكعب أي ما يعادل نسبة 9% من حجم الاحتياجات الفعلية لمياه الري ما يجعل توفير أكثر من 21 مليون متر مكعب ضرورة حتمية، وهو ما يقابل نسبة 91% من الاحتياجات· وإن كان الفلاح يلجأ إلى اتباع عدة تقنيات للسقي اعتمادا على مياه السدود والينابيع، فإن استغلاله لمياه الوديان والمجاري المائية لسقي محاصيله شكل خطرا ظاهرا في ظل التلوث الكبير الذي تعرفه هذه الأودية، خاصة وأن المساحة المسقية من خلال الأودية تقدر ب 680 هكتار أي ما نسبته 30% من مجموع الأراضي المروية· وعن السدود التي تمثل مصدرا مهما لاستغلال الموارد المائية، فكثير منها يعرف حالة من التقهقر والتراجع بسبب ظاهرة التوحل وانسداد مفرغ الفيضان، خاصة وأنه لم يتم تأهيل السدود لعملية صرف المياه كمنبع الحامة الذي لم تعد قناته الرئيسية تستوعب كمية الأمطار الكبيرة المتهاطلة نظرا لقدمها، ما يرفع احتمالات حدوث فيضان يأتي على المحاصيل الزراعية المحاذية للمنبع· ويرجع الخلل في أحيان كثيرة -حسب لجنة الفلاحة والتنمية الريفية بالمجلس الشعبي الولائي- إلى عدم إجراء دراسات دقيقة ومسبقة لعدم توفر تقنيين ومهندسين أكفاء متخصصين في ميدان السدود، إضافة إلى عدم اهتمام السلطات المحلية بمتابعة إنجاز المشروع، كما أن بعض الأحواض لم تجر بشأنها دراسة خاصة في ما يتعلق بمفرغ الفيضان، حيث لم تعد قادرة على تحويل أو صرف المياه التي تغمر الحاجز، ما يؤدي إلى حدوث تهديم جزئي أو كلي له· مسألة صيانة ومتابعة الحواجز المتعرضة للتصدعات والتشققات، شكلت هي الأخرى عاملا بارزا في تدهور وضعية السدود بالولاية التي تعتبر القلب النابض للفلاحة في الجزائر، خاصة وأن الأرقام المسجلة تشير إلى انخفاض المساحة المسقية من 3 آلاف هكتار إلى ألفين هكتار أي أن 17% فقط من المساحة الصالحة للفلاحة مسقية، وتمثل 2151 هكتار، وهو ما يعكسه خطر تسرب كميات هائلة من المياه في أهم المجاري المتواجدة عبر الولاية وهي الرمال، بومرزوق، وسمندو، حيث تختلط بالمياه الملوثة عبر هذه المجاري الرئيسية ما يستدعي وضع برنامج استعجالي-حسب لجنة الفلاحة والتنمية- من أجل إيقاف ضياع المياه الجارية باتجاه الأودية الملوثة مع زيادة المساحة المسقية لتثبيت السكان بتقديم نشاطات تنموية للتهيئة العمرانية وكذا إعطاه الأولوية لإيجاد مصدر لمياه الري بالقرب من المواقع المستصلحة عن طريق الامتياز كمنطقة مسعود بوجريو··· وغيرها، سيما وأنها مناطق فلاحية لها مستقبل زراعي من شأنه أن يرفع من نسبة الإنتاج الفلاحي بالولاية، إضافة إلى استخدام طرق الري الحديثة لتحقيق أكبر استفادة من المياه، ووضع برنامج لإنشاء سدود جديدة بالولاية لحجز المياه السطحية، خاصة وأن قسنطينة تتوفر على موارد مائية معتبرة·