بالرغم من مجهودات السلطات المحلية بقسنطينة في محاولة لتوفير المزيد من مياه السقي، من خلال انجاز 13 سدا ترابيا او ما يعرف بالحواجز المائية، كشفت تقارير مقدمة مؤخرا حول الري الفلاحي، أن الولاية لا تزال تعاني نقصا فادحا في الموارد المائية، وقد قدرت الاحتياجات الحالية لمياه السقي، بأكثر من 24 مليون متر مكعب حسب ذات التقرير، في حين أن المياه المتوفرة حاليا لا تمثل سوى 1،2 مليون متر مكعب أي 9 من حجم الاحتياجات الفعلية لمياه الري، وبذلك يبقى اكثر من 21 مليون متر مكعب اي ما يعادل 91 كعجز مسجل في مياه السقي. قسنطينة ومن أجل تغطية النقص المسجل في احتياجات مياه السقي، عمدت إلى الاستفادة من العديد من السدود المائية، أولها سد بني هارون المتواجد على مستوى ولاية ميلة، في محاولة لتغطية النقص في هذه المادة الحيوية، ضف الى ذلك إنشاء 05 حواجز مائية أخرى على مستوى بلديات الولاية كبلدية زيغود يوسف وعين السمارة، وكذا بلدية الخروب، والموجهة أساسا للسقي الفلاحي، غير انه وبعد إنجاز هذه الاخيرة لم تتمكن الولاية بعد من توفير الكمية اللازمة وتعبئة الموارد المائية، خاصة وأن جل هذه السدود المنجزة وحسب تقارير لجنة الفلاحة والتنمية الريفية، تعرف العديد من المشاكل، أولها ظاهرة التوحل التي أدت الى انسداد قنوات ضخ المياه في معظمها، لأنه لم يتم تحديد أبعاد قادرة على صرف المياه، وخير مثال على ذلك، حسب تقرير اللجنة المكلفة، »منبع الحامة«، الذي لم تعد قناته تستوعب كمية المياه الكبيرة، خاصة عند تساقط الامطار، الشيء الذي يؤدي في غالب الاحيان الى فيضان السد، وبالتالي إتلاف كل المحاصيل الزراعية المجاورة له، ضف الى ذلك مشكل مكاتب الدراسات التي لم تأخذ بعين الاعتبار العوائق الاساسية كموقع ارضية ارتكاز السد وكذا منطقة التموين وغيرها، اضافة الى غياب الدراسات الحقيقية بسبب عدم توفر تقنيين ومهندسين أكفاء مختصين في هذا الميدان. مشكل آخر أشار إليه التقرير، والمتمثل في غياب التجهيزات الهيدرومناخية التي توفر الملاحظات الكاملة. كل هذه المشاكل ادت الى انخفاض مساحة الاراضي الفلاحية المسقية بالولاية، فبعد ان كانت 3000 هكتار انخفضت الى 2000 هكتار، حيث ان 7.1 فقط من المساحة الصالحة للفلاحة مسقية، وهو ما أثر سلبا حسب تقرير لجنة الفلاحة والتنمية الريفية على تحقيق نتائج ايجابية تسمح بزيادة المنتوج الزراعي. من جهة أخرى، كشفت التقارير ان الولاية تزخر بحوالي 19 منبعا مائيا ذات صبيب اجمالي قدر بأكثر من 40 لترا في الثانية وأهمها يتواجد على مستوى بلدية حامة بوزيان، كما أشار تقرير لجنة الفلاحة والتنمية الريفية الى أن المساحة الزراعية المسقية بهذه الينابيع وصلت الى أكثر من 770 هكتار، هذا ويتواجد على مستوى الولاية حوالي 211 بئر مخصصة لاستعمالات فلاحية ذات صبيب اجمالي بلغ 170 لتر في الثانية. تجدر الإشارة الى ان مجموع مساحات الاراضي الصالحة للزراعة بقسنطينة، بلغ ال 131944 هكتار اي ما يعادل 33.60 من مساحة الولاية، أما الاراضي المسقية فقدرت مساحتها ب 2151 هكتار من مساحة الاراضي الصالحة للزراعة والتي وصل إنتاجها الى 69710 قنطار خلال السنة الفارطة.