"سوف تشربون الماء في الأسبوع الأول من سبتمبر 2016" كانت هذه هي اجابة رئيس دائرة الشارف لممثلين عن قرية "التوازي" عندما استقبلهم مؤخرا. ورغم أن ذات المطلب قائم منذ سنوات وقطع السكان من أجله الطريق في سبتمبر 2012، فقد قام سكان القرية بغلق نفس الطريق اليوم الأربعاء 28 سبتمبر على مستوى مفترق طرق "الحمام" بسبب "العطش" المفروض عليهم، على حد تعبير بعضهم. وقد اشتكى سكان "التوازي" من أزمة مياه الشرب ومياه السقي التي جعلت حياتهم جحيما بين جلب ماء الشرب من مناطق بعيدة وتهديد الفلاحة بالموت على مساحة تزيد عن 4000 هكتار من أخصب الأراضي. علما أن السلطات قد أقرّت مشروعين لحفر بئرين بالمنطقة سنة 2009 حيث تم حفر البئر الأولى غرب قرية "التوازي" بمسافة 02 كلم وتم تزويدها بالكهرباء دون ربطها بالقرية. أما البئر الثانية فتقع شمال غرب القرية بمسافة 04 كلم ولكن دون تزويدها بالكهرباء الى غاية اليوم ودون ربطها بالقرية أيضا.هذا الوضع المأساوي لقضية مياه الشرب دفع سكان "التوازي" الى الاحتجاج بقطع الطريق الوطني رقم 46 في سبتمبر 2012 ثم في سبتمبر 2016. حكاية سكان قرية "التوازي" مع اخلاف الوعود ليست جديدة، فقد فعلها قبل ذلك الوالي "أبوبكر بوستة" الذي ذهب الى ولاية الشلف بلقب "مخلف وعد". فقد وعد هو الآخر السكان في ديسمبر 2012 بتزويدها بغاز المدينة من الأنبوب المار بالقرب منها وأعلنت شركة سونلغاز أنه قد تم برمجة المشروع للتنفيذ هذا العام رفقة مناطق المرحمة (تعظميت)، عبد المجيد (عمورة)، الصفيات (تعظميت) ... غير أن لا شيئ من ذلك حدث ب "التوازي" الى غاية كتابة هذه الأسطر!! بل إن أنباء غير رسمية تتحدث عن تجميد استفادة "التوازي" من غاز المدينة. وتشكل أراضي "التوازي" أهم سهل بالمنطقة الغربية الوسطى لولاية الجلفة كونه يتربع على مساحة تفوق 4000 هكتار والفلاحة فيه مهددة بالموت البطيء لأن الدولة لم تبرمج مشروعا لتهيئة وتجديد أنظمة الري المرتبطة بحاجز "وادي الحاجية" الذي يتغذّى من مياه الحمام المعدني. اضافة الى أن ذات الحاجز يحتاج الى ترميم كونه مبني منذ عهد الإحتلال الفرنسي. وهو الموضوع الذي سبق ل "الجلفة إنفو" التطرق اليه في تحقيق صحفي سابق في أوت 2014. وبالنسبة لباقي المشاكل التي يعاني منها سكان القرية فهي تتراوح ما بين عدم وجود طبيب بقاعة العلاج وانعدام شاحنة لرفع القمامة والحاجة الى برنامج للتهيئة الحضرية. أما بالنسبة للكهرباء فهناك انخفاض كبير في شدة التيار الكهربائي حيث يطالب السكان بتنصيب محول كهربائي جديد. ويجدر بالتذكير أن الوالي كان قد أمر في زيارته الى التوازي في ديسمبر 2014 بمنح حصة معتبرة من السكنات الريفية قوامها 100 سكن ولكن لا شيء من ذلك تحقق. كما أن قرية "التوازي" بحاجة الى تفعيل مشروع تجديد قنوات الصرف الصحي الذي أعلنت بلدية الشارف عن عدم تأهيله.