فرقة من مجاهدي المنطقة الثالثة في مركز ثوري تمر علينا هذه الأيام الذكرى ال 56 لمعركة "النسافة" التي جرت أطوارها بجبل بودرين بعرش أولاد سليمان، والتي أعطت درسا للمستدمر الفرنسي الذي خرج منكسرا في هذه المعركة، وذلك بفضل ثلة من المجاهدين الأشاوس الذين استطاعوا أن يبرزوا بسالتهم و استماتتهم في هذه المعركة، حيث بقيت معالمها التاريخية شاهدة على ذلك، وقد ارتأت "الجلفة انفو" تزامنا و ذكرى المعركة أن تتذكر المجاهدين الأبطال الذين سجلوا أسمائهم من ذهب في سجل من خلدوا ثورة التحرير الوطني. تعد هذه المعركة من بين أهم معارك المنطقة الثالثة بالولاية السادسة التاريخية والتي وقعت بجبال بودرين بأولاد سليمان، والتي قادها مجموعة من الضباط العسكريين والسياسيين وعلى رأسهم قائد الولاية السادسة "محمد شعباني" ومسؤول المنطقة الثانية الضابط "سليماني سليمان" الذي استدعي من طرف قيادة الولاية السادسة، وقد تمت مرافقته مع عديد المجاهدين واتجهوا من منطقة مناعة مشيا على الأقدام يوم العاشر من شهر نوفمبر 1960 قاصدين مقر الولاية مرورا بجبل اللبة وجبل امساعد الى جبل المحارقة، ثم ليتجهوا بعدها إلى جبل بودرين باولاد سليمان، اين التقوا بالضابط محمد شعباني، مكثوا هناك يومين وحضروا الاجتماع ليلتقوا بالضابط "فكاني لعموري" المدعو الحاج العائد من الولاية الثالثة والذي عين في هذا اليوم ضابطا سياسيا بالمنطقة الثانية. دامت معركة "النسافة" يوما كاملا، شارك فيها محمد شعباني قائد الولاية السادسة بالوكالة، وحضور معظم إطارات المنطقتين الثانية والثالثة من بينهم مخلوف بن قسيم، عبد الجبار بن المداني، عبد القادر ذبيح قائد المنطقة الثانية، سليماني سليمان، عريف الجيلالي، رمضان حسوني، عمار معاليم، عمار حاجي، ابرهيم بن يطو، عثماني محمد، طويري رابح. ففي صبيحة 18 نوفمبر 1960 كان الضابطان الشهيدان "فكاني لعموري" و "عبد القادر ذبيح" في مهمة لتفقد الجيش، فوجدا العديد من المجاهدين متمركزين بالجبل، فطلبوا منهم مرافقتهم إلى غاية نقطة المراقبة بالجهة الشرقية على مقربة من حافة الجبل، حيث هناك عدد آخر من الجنود والممرضين، ليتبادلوا أطراف الحديث فيما بينهم عن أحوال الثورة ومجاهدي المنطقة، وبينما هم كذلك، فاجأهم العدو بإعداد كبيرة من القوات معززة بقوات الحلف الأطلسي، تدعمهم الدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة في عمليات تمشيط واسعة ومسح للمنطقة. و خلال ذلك أعطى مسؤول الناحية أمرا لجنوده بالثبات في أماكنهم كي لا ينكشف أمرهم، لتنطلق المعركة وتبدأ المواجهة المباشرة بينهم وبين العدو الفرنسي، فتسلل مسؤول الناحية "عبد القادر ذبيح" بين الصفوف لإعطاء الأوامر والتعليمات والتوجيهات للجيش، فأصيب بطلقة من إحدى دبابات العدو المقابلة لهم فسقط شهيدا. في هذه المعركة التحم جنود جيش التحرير مع القوات الفرنسية التي لم تكن متكافئة في العدة والعدد، لكن رغم ذلك استطاع المجاهدون إسقاط طائرتين وإصابات متعددة في صفوف العدو، هذا وقد فاز بالشهادة 23 مجاهدا من بينهم مسؤول الناحية "عبد القادر ذبيح" والضابط "فكاني لعموري". عقب انتهاء المعركة عند غروب الشمس، لم تستطع القيادة رفقة عناصر جيش التحرير الخروج إلى غاية مطلع اليوم الموالي، حيث قررت القيادة توزيع الجنود على مجموعتين، مجموعة بقيادة محمد شعباني والتي انسحبت من ناحية الغرب والمجموعة الثانية خرجت من جهة الشرق وكانت تحت قيادة سليماني سليمان والضابط رمضان حسوني، وقد كان انسحاب المجموعتين تحت حصار شديد لدبابات العدو من كل الاتجاهات. للموضوع مصادر ومراجع