في مبادرة تلقائية، بعيدة عن البروتوكولات الإدارية والأطماع السياسية، نظم قدماء سكان حي بن جرمة بالجلفة لقاء بمنطقة "الحوض" بتقرسان غرب عاصمة الولاية، وقد اختاروا يوم 31 من ديسمبر 2016، والمفارقة العجيبة، أن الجو في هذا اليوم كان على غير العادة، في مثل هذا الفصل، حيث كان الجو صحوا يشبه أيام الربيع... وقد توافدت جموع القدماء على منطقة "الحوض" منذ الساعات الأولى، الفرحة كانت بادية على الجميع، كيف لا وهم يلتقون بعد سنوات طوال، فمنهم من رحل عن الحي، ومنهم من غيّبته الظروف، اختزلوا المسافات و الزمن، وكأن هذا اللقاء كان رحلة في الزمن... الكل عادت بهم الذاكرة إلى أيام الصبا، أيام اللعب النظيف وتقاسم الرغيف الواحد، والابتسامة العريضة، التقوا و لكنهم برؤوس بيضاء كساها الشيب ووجوه أتت عليها تجاعيد الزمن، لكن حيويتهم المعروفة بثت في أجسادهم مرة أخرى...نصبت لهم خيمتين حمراوتين، زادتا لحميمية اللقاء بهجة و دفء، وتم تحضير القهوة "لمخلطة" والروينة على نار حطب " الكروش"... كما كانت "الملة" حاضرة تقاسم بعض الحاضرين حبات البطاطا، وهم يسترجعون ماضيهم معها ومع " الكانون"... حضر عمي "بن حامد بن عيسى" أول شرطي بالجلفة، وهو من سكان الحي رغم تقدمه في السن، كما كان حاضرا في حكايات السكان وهم يتحدثون عن خصاله، ومواقفه تجاه سكان الحي، وكانت الصور التذكارية و "السيلفي" حاضرة مع المغربي، ورغم أن العدد هائل، إلا أن المنظمين لم يجدوا صعوبة في إطعام الوافدين بوجبة "الكسكس" بلحم الضأن مع الفاكهة والمشروبات... وبعد نصف يوم حافل، الكثير أجمع على نجاح اللقاء وأمل العودة مرة أخرى، قبل فراق الدنيا... واختتم اللقاء بدعاء للحاضرين والقائمين بالصحة والعافية وللوطن بالأمن و الأمان، راجين من المولى تكرار لقاءات الأحبة، وداعين بقية الأحياء الأخرى للإقتداء بهذه المبادرة وشاكرين المنظمين على هذه المبادرة.