تعجبت كل العجب و أنا أسمع تعالي أصوات الشماتة -من أمثالي طبعا- و هي تشمت في شخص سعدان الرجل الهادئ صاحب السعد و صاحب "الوجه البكًاء" بعد أن استقال و لم يقال طبعا لأنه في بلدنا كل من يفشل و يكرر الفشل يترك له الحبل على الغارب و ليس بمزحزحه من منصبه أحد، و هذا دليل على أن سعدان استقال و لم يقال و دليل على أنه ناجح و قائد عظيم من القرون الوسطى، فالمفسد و الفاشل في هذا البلد لا يعاقب و لا يحاسب و لا يقال و كل من يستقيل دليل على أنه يتمتع بوعي كامل و حس كبير بالمسؤولية و الدليل إقالة الشاذلي بن جديد و استقالة اليامين زروال و إقالة بن فليس و استقالة بن بيتور. المشترك بين المستقيلين و المقالين بالجزائر ان لا أحد منهم يجرأ على ذكر الأسباب الحقيقية وراء الإخلال بمنصبه، فحينما تستمع لسعدان بالندوة الصحفية قبيل لقاء "تاوزار-يا" عفوا تانزانيا تجده يدعي التحكم في تعداده و يتحدث بمنطق القوي باستعماله لمفاهيم لا أدري من أين تشبع بها مثل "ندقدقوها" و "قلت للاعبة دوروا البلوطة طاق طاق طاق.." نحن لا يهمنا كيفية حديثه بقدر ما يهمنا أن يشرح لنا أسباب إستقالته في هذا الوقت الحرج بالذات، فهل الخطأ فيه-و هذا ما لا أشك فيه أنا-؟ أم أن الخطأ في اللاعبين؟؟ أم أنه في الإتحادية التي لم توفر له الأموال و لم تجلب له اللاعبين من أوربا و لم يغير رئيسها عدة قوانين بالفيفا و الكاف من أجل عيونه ؟؟؟. سعدان استعمل التفسير الخرافي كعادته في تبرير الهزيمة بملعب 5 جويلية الذي يسميه العارفون بالكرة "بدار الشرع" و قال "البليدة فال خير علينا"، فهرب من دار الشرع فسقط في "الشرع لحمر" و كان الثمن رأسه و سماعه من السب و الشتائم و "تطياح القدر" ما لا تعزيه فيه أموال العالم كله فما بالك بضع مليارات أخذها مآلها الزوال و الفناء. و أعتقد أن من بين أكبر الأسباب التي عجلت بذهاب سعدان و مهدت الطريق لرحيله ليست النتائج الهزيلة التي ما فتئ يحققها بل نتيجة شبيبة القبائل مع الأهلي -خاصة الحركة التي قام بها "تجار" بعد تسجيله للهدف حينما طلب من الجمهور إسماعه هتافاته-... و لنا أن نقارن بين لاعبي سعدان بالقاهرة و لاعبي الشبيبة الذين أكملوا اللقاء بعشرة لاعبين فالكل بشر لكن الفارق في التحضير النفسي و البسيكولوجي و أثر المدرب.