المتابع للصراع الحاصل بجبهة التحرير الوطني بالجلفة يصل بكل بساطة و دون عناء إلى البون الشاسع بين الجناحين المتنازعين، فالجناح المنتفض يتحرك باستراتيجية واضحة و تكيتك عال المستوى، و دليل ذلك الأرشيف الذي يمتلكه، و عدد البيانات السياسية التي أصدرها و التي فاقت أكثر من 15 بيانا خلال مدة 6 أشهر الأخيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر تجمع شهر جويلية بمقر المحافظة بحضور أمين القسمة أين تمت صياغة و قراءة البيان و المصادقة عليه من طرف المناضلين، ثم إحتجاج مناضلي ولاية الجلفة بالجامعة الصيفية بمستغانم و لقائهم بالسيد الأمين العام الذي استمع لشرح واف عن الوضعية المزرية التي يعيشها الحزب بالجلفة، و إفشال الجمعية العامة الإنتخابية لقسمة بلدية الجلفة مؤخرا، و آخر نشاط التجمهر أمام قاعة المحاضرات بفندق الرياض بالعاصمة و استلم السيد الأمين العام تقريرا مفصلا يؤكد تدهور أوضاع الحزب بمحافظة الجلفة، و اكد المناضلون للامين العام إلتزامهم بالقيادة الحالية و لا علاقة لهم بالتقويميين، و تكرار سحب الثقة من شخص أمين القسمة ممضي من أغلبية أعضاء القسمة و لولا التسويف و الكذب و التهرب من قبل المحافظ في تطبيق القانون الأساسي لما بقي أمينا للقسمة، كلها نشاطات و حركات صنعت زخما إعلاميا هج قضيع المحافظ و أعوانه، و لا داعي لتعداد الصفات كي لا أثير حفيظة من لا صفات لهم . أما الجناح الثاني المختفي وراء "الكاشي و الجلدة" و الذي يسير وراء أمين القسمة الذي لم نسمع يوما انه أصدر بيانا منذ توليه أمانة القسمة، أو عقد اجتماعا لقسمته كي يشرح لنا سياسته أو استراتيجته أو أهداف و غايات الحزب . لكن عدوى الفتية المنتفضة إمتدت لجناح أمين القسمة المنتهية عهدته و أصبح يعطي للجانب الإعلامي حقه، و أصدروا بيانا لم نسمع به لولا أن ترجاني أحد المنتسبين إليهم بأن أقرأ البيان و أقف على المستوى السياسي لهذا الجناح الذي يصفه المحافظ "بالفيترينة" و "الفساد" -عفوا بالصاد و ليس بالسين- الذي تفتخر به الجلفة المسكينة، و قلت لعلي حينما أقرأ البيان أعود أدراجي و أقتنع بالأفكار الإيديولوجية لهذا الجناح ، فما إن قلبت الوريقات الثلاث للبيان حتى زدت قناعة بمجموعتي و خطها و قررت "أن أمد رجلاي"، و حتى لا أوجه ذهن القارئ و أؤثر فيه سأضع بين يديه بعض العبارات الواردة في البيان الذي جسد مستوى هذا الجناح و من معه محليا و مركزيا، و جاء بطلب من أحد القياديين محسوب على الجلفة طالما تورط في إضعاف الحزب و زرع الفتن داخله، كي يتمكن كعادته من تغليط الأمين العام، كما أني قررت أن أساهم إعلاميا في إنجاح هذا البيان بعدما رمت به الجرائد في سلة المهملات و ها هي بعض العبارات : -نجدد ثقتنا في أمين قسمتنا المعروف بشعبيته لأنه ببساطة ما يبيع ما يشري؟؟. -ساهم و يساهم في الإلتزام و الحفاظ على مكانة الحزب و احترامه تعليماته و صون القوانين. - تشتري ذمم البطون الجوعانة بصحن عدس . - من أراد أن يتمدد عليه أن يتجدد أو ليتبدد، و الصحيح يتعدد و ليس يتمدد لأننا لسنا في فندق أو دار للمبيت . و الغريب أن البيان يتساءل عن المنتفضين أين كنتم سنة 2005 و 2006 .. كي نمنحكم البطاقات، ثم يعود و يقول بأن هؤلاء ترشحوا بأحزاب أخرى و عملوا ضد الأفلان؟؟؟ و نتساءل عن الملأ الذي الذي امتلأ به مكتب القسمة عند توزيع بطاقات سنة 2008 و 2009 ، و الكل يشهد بان بطاقات السنتين المذكورتين تم توزيعها يوما واحدا قبل الجمعية العامة التي ألغتها سواعد الفتية و نحن في سنة 2010 . و نسأل أمين القسمة صاحب الشعبية كيف تم انتقاء مندوبي قسمتكم في المؤتمر التاسع و هل كنت على علم بذلك؟؟ أم أذكرك بعد أن أصبح النسيان يتعاهدك بين الحين و الآخر، فالعملية تمت في منزل احد القياديين المحليين بعيدا عن مقر الحزب و بعيدا عن تعليمات الأمين العام، و شاركت أنت في المؤتمر "ببادج مشارك" و ليس مندوب، ما يدل على شعبيتك الكبيرة داخل مناضلي القسمة. كما أن الجمعيات العامة التي لا تعد و لا تحصى و التي أشرفت عليها بالمحافظة حول إثراء و مناقشة مشاريع لوائح المؤتمر التاسع، و كانت بصمتك أكثر من واضحة عليها، و الدليل أن كل توصياتك تم اعتمادها في قوانين الحزب المصادق عليها من قبل المؤتمر التاسع؟؟؟. كما أن شعبيتك الكبيرة جدا قد اكتسبتها في تشريعيات 97 حينما كنت توزع قارورات "الكوكاكولا" لصالح التجمع الوطني الديمقراطي، مما وسع من شعبيتك حينما ترشحت في قائمة حرة في محليات سنة 97 و كنت في المرتبة الثالثة ، ثم ترشحت في قائمة الحزب العتيد سنة 2002 و كنت مرتبا عاشرا، و نظرا لشعبيتك الواسعة جدا تأجل نجاحك الباهر إلى غاية 2007 بعدما تصدر قائمة الحزب "علي براهيمي" . كما اتهموا الجناح المنتفض بأنه انضم للحركة التقويمية دون دليل على ذلك، ليتمكنوا من التودد و التفرد بالأمين العام و يخلوا لهم وجهه، تطبيقا لتوجيهات كبيرهم الذي علمهم الكذب و زرع الفتن . كما يتحدى المنتفضون شلة أمين القسمة بأن يثبتوا بيانا واحد يعلن إنضمام المنتفضين للتقويميين، و يعززون تحديهم بأنهم حينما ينضمون لحركة "التقويم و التأصيل" سيعلنون ذلك في إطار جمعية عامة ولائية تضم جميع المقتنعين بهذه الحركة من إطارات و مناضلين و منتخبين دون حياء أو وجل أو خوف . و نتساءل مجددا عن المكان الذي انعقدت فيه الجمعية العامة التي صدر عنها هذا البيان ذي المستوى الإبتدائي، أم لا تمتلكون شجاعة المواجهة و النشاط داخل مقرات الحزب بدل تجسيد سياسة الخفافيش و التجمع بمقاهي الفرارة و البيوت. إن تجاوز الحقائق و اتباع سياسة البهتان منهجية ولت منذ عقود أمام التطور الرهيب لوسائل الإعلام و الإتصال، التي يستثمرها جناح الفتية بكل أخلاق و مستوى راق حسب مقولة السيد الأمين العام " إن السياسة ليست بالضرورة نفاقا و إنما أخلاقا".