معاناة حي الاطارات بعاصمة ولاية الجلفة يمكن الاصطلاح عليها ب "المأساة" التي تؤرخ لتنصل ولاة الجمهورية من تحمل مسؤولياتهم باعتبار الوالي رئيسا لمجلس ادارة الوكالة العقارية التي وزعت قطع الأراضي سنة 1995 ... وقصة هذا الحي تجتمع فيها تناقضات التزام 508 مواطن استفادوا من قطع أراضي ودفعوا حقوقا مالية تغطي تكاليف التهيئة والشبكات المختلفة ... ولكن الوكالة العقارية تنصلت من مسؤوليتها و09 ولاّة مروا على ولاية الجلفة لم يتحملوا مسؤوليتهم ... بل وأكثر من ذلك يتم تغيير اسم حيّهم من "حي الاطارات" الى اسم الوالي الأسبق "المجاهد زيداني محمد" رغم أن مشاكل الحي مرتبطة بأسماء 09 وُلاة هم "معروف عبد القادر وسعيدي عبد الحفيظ وبا حمد محمد وعدو محمد الكبير وحمو احمد التهامي وأبو بكر الصديق بوستة وجلاوي عبد القادر وساعد أقوجيل وقنفاف حمنة" ... "الجلفة إنفو" رجعت مرة أخرى الى هذا الحي الذي صار يتحول الى حي منكوب كلما هطلت الأمطار ... وآخرها أمطار نهاية أكتوبر الجاري أين صار الحي كالعادة بركا مائية وأوحالا يصبح معها التنقل ضربا من المستحيل والمغامرة خصوصا بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين وصعوبة ولوج المركبات بمختلف أنواعها ... معاناة عمرها ربع قرن ... 1995-2018 ... 23 سنة تمر على توزيع قطع الأراضي البالغ عددها 508 قطعة ومعها 08 مساحات خضراء وقطعة مخصصة لاحتضان ابتدائية و08 قطع مخصصة للاستثمار للخواص لم يتجسد منها سوى مشروع واحد وهو عبارة عن عيادة لم تكتمل أشغالها ... وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول بقية القطع الأخرى التي لم تتجسد مشاريعها ولم تسترجعها الولاية بناء على شهادة المطابقة والشرط الفاسخ لمثل هذه التعاقدات في توزيع العقار الموجه للاستثمار. وبالعودة الى عمر معاناة هذا الحي تنفجر عدة أسئلة حول حرمانه من التهيئة ومختلف الشبكات خصوصا وأنه يقع بمركز الجهة الشرقية لمدينة الجلفة بين أحياء شعباني و05 جويلية والمستقبل والوئام. وتتزامن هذه الأسئلة مع الحركة في ولاة الجمهورية الذين تعاقبوا على الولاية ووصلتهم شكاوى هذا الحي منذ سنة 1995 ... المدرسة ... مشروع عالق رغم تخصيص الأرضية ! ما يزال تلاميذ حي الاطارات يعانون من أجل التمدرس. حيث يضطرون الى التنقل إما الى ابتدائية "حاشي معمر" التي تعاني اكتظاظا وصل الى 1060 تلميذ، أو ابتدائية "زريعة عبد القادر" التي وصل معدل التلاميذ فيها الى 50 تلميذا في القسم. ويبقى الحل لهذا المشكل هو الاسراع ببناء مدرسة حي الاطارات التي تم تخصيص قطعة أرضية لها منذ سنة 1995 مساحتها 5000 م² ولكن دون تجسيدها. حيث يبقى الأمر حبيس الوعود وكان سيتم بناء مدرسة فيها ولكن تم تحويلها في آخر لحظة الى حي بن سعيد. ويطالب السكان من رئيس البلدية أن يخصص أحد مشاريع الابتدائيات لحيهم لإنقاذ ابنائهم من التنقل على مسافات طويلة وكذلك لتقليص الاكتظاظ في مدرستي زريعة وحاشي اللتين تستقبلان تلاميذ أكثر من 05 أحياء. التهيئة ... 04 شوارع رئيسية و10 شوارع فرعية وتصبح قضية هذا الحي المنكوب أكثر اثارة للغرابة حين نعلم أن تكلفة تهيئة ارصفته وتزفيت طرقاته ومد شبكاته المختلفة (صرف صحي، ماء، الهاتف، الانارة) يمكن أن تتقاسمها كل من "بلدية الجلفة" و"مديرية التعمير" و"مديرية الادارة المحلية" عبر برامج غير مكلفة. وهذا لأن حي الاطارات لا يضم سوى 04 شوارع رئيسية و10 شوارع فرعية. كما تُثار أيضا قضية الشوارع الأربعة التي تم غلق بعضها بسبب سور مركز الطفولة المسعفة. ويطالب السكان بفتح هذه الشوارع الموجودة في المخطط الأصلي لأنها تسهل الولوج وحركية المركبات نحو حي 05 جويلية. ويرفع السكان مطلب تهيئة المساحات الخضراء السبعة بحيهم كفضاء للأطفال وواجهة خضراء ومتنفس للسكان. أما بشأن المسجد فإن هذا الأخير ما يزال محل تقاذف بين الوكالة العقارية ومديرية التعمير حول رخصة بنائه ومن له سلطة القرار لتحويل المساحة الخضراء الثامنة الى أرضية لاحتضان المسجد. وفيما يتعلق بشبكة المياه الصالحة للشرب فإن السكان يعانون مع جلب صهاريج المياه سواء من حيث تكلفتها التي لا تقل عن 800 دج ويرتفع سعرها مع صعوبة اقتناء هذه الصهاريج في فصل الصيف. جدير بالذكر أن جمعية الحي قد رفعت العشرات من المراسلات الى كل من البلدية والدائرة ومديرية التعمير والولاية والوكالة العقارية ومؤسسة سونلغاز ومديرية الري ومؤسسة الجزائرية للمياه ومديرية التربية ومديرية الشؤون الدينية ومصالح الأمن واتصالات الجزائر ...