رغم أن حي الإطارات بمدينة الجلفة هو تجزئة عقارية عمومية إلا أنه يمكن الاتفاق على أنه ضحية بامتياز للدولة. هذه الأخيرة حاولت استدراك فارط أمرها بربط الحي بالكهرباء والغاز ... ولكن مازال الحي عنوانا لانعدام الحياة الكريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ... "الجلفة إنفو" عادت مرة أخرى إلى الحي المنكوب الذي أنجزته الوكالة العقارية كتجزئة وتخلت عنه فيما بعد!! تجزئة الإطارات هي حي يقارب اليوم ربع قرن من الزمان لا يمر عليه مسؤولو البلدية ومديرية التعمير والوكالة العقارية والأكيد أنهم لا يسكنون فيه. فمن السهل جدا أن يجد أي مسؤول طرقا اجتنابية تعفيه وسيارته من الحفر والطرق المهترئة والغبار صيفا والأوحال شتاء. هذا هو حال يوميات السكان منذ سنة 1995 الذين يناهز عددهم 500 عائلة. وما زاد من معاناة السكان هو مشكل تمدرس أبنائهم، فأقرب ابتدائية إليهم "زريعة عبد القادر" تبعد بمسافة تناهز 02 كم. ويصبح حلم المدرسة تراجيديا يومية إذا علمنا أن حي الإطارات تتوسطه قطعة أرض مساحتها 4000 م² ، ليبقى السكان يتجرعون مرارة إخلاف الوعود حول مشروع المدرسة الموعودة منذ منتصف التسعينات ... ومعه مرارة بعد المسافة نحو أقرب ابتدائية والاكتظاظ الذي صار معدله 46 تلميذ في القسم!! أما بالنسبة لشبكة الصرف الصحي فهي حكاية أخرى عن أنابيب صغيرة وغير عملية وتعاني من الانسداد على مستوى عدة نقاط. وبالتالي فإن برمجة مشروع لانجازها أو تقويتها صار ضرورة ملحة. ونفس الأمر بالنسبة لمطلب الإنارة العمومية لأن حي الإطارات ببساطة يغرق في الظلام الدامس بمجرد غروب الشمس الى غاية شروقها، وبالنسبة لماء الشرب فقد انتهت أشغال تجديد الشبكة ولكن دون ربط الحي ما جعل المأساة تتعاظم مع فقدان هذا المورد الحيوي. هذا الوضع، يقول أحد السكان، جعل حيّنا يتحول تدريجيا إلى مكب للنفايات الهامدة ومرتعا للمنحرفين و الكلاب الضالة وورشات مفتوحة على الهواء الطلق ومجرد واجهة لمشاريع فاشلة كما هو الحال مع أحد الجيوب العقارية الممنوحة لأحد المستثمرين ولكن دون تجسيد لمشروعه، وهذه قضية أخرى تحتاج إلى مسؤول شجاع ليفتح تحقيقا فيها. ورغم إشادة السكان بما قام به الوالي السابق "عبد القادر جلاوي" حين استفادوا من الكهرباء والغاز، إلا أن الوضع الحالي جعل أحدهم يقول بكل أسى ومرارة "لقد تحوّل حينا إلى مفرغة للنفايات والحفر والبرك والأوحال شتاء والغبار صيفا ... نحن لا نرغب في اللجوء إلى الحرق وقطع الطريق اعتبرونا حيّا فوضويا أو محيطا ريفيا وتكفلوا بنا ..."
صور لأحد الجيوب العقارية الممنوحة لأحد المستثمرين منذ التسعينات صور عند قطعة الأرض المخصصة للمدرسة ساكنة حي الإطارات في حديث مع فريق الجلفة إنفو