بسم الله الرحمن الرحيم (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب، الآية 23 للبطولة والتضحيات رجال، وعنهم كل كلمات المجد تقال، رجال لا بل هم أبطال، فقد شقوا طريقهم دون كلل ولا ملل ولا عناء، قدموا النفس والنفيس من أجل تحرير البلاد والعباد من براثن المستدمر الفرنسي فكان لهم ما أرادوا بفضل الله ثم بفضل الصبر والجهاد الطويل، منهم المجاهد البطل الحاج خليل بوجلال، فمن هو هذا البطل ؟ المجاهد البطل بوجلال الحاج خليل ... المولد والنشأة ولد بوجلال خليل سنة 1929 بقرية سيدي خليل بالمغير التابعة لبسكرة آنذاك، ابن جموعي وابن بوجلال سعدة، ولكون ابيه يحب قريته سمي باسمها، وسجل ببلدية الدوسن، نشأ وسط عائلة فقيرة وكان والده معلم قرآن بالقرية، درس الكتابة والقراءة وحفظ القرآن على يدي والده ليكون خلفا له وسندا في اعالة العائلة، توفي أبوه ولم يتجاوز العاشرة من عمره ثم لحقت الأم بعد مدة قصيرة ليصبح يتيم الأبوين، ليس له أحد الا أخيه الأصغر البشير، تكفل به أحد الأقارب يسمى قاسمي الحسين ثم أخذه عمه علي بوجلال بن الأخضر الى أن بلغ سن الرشد فاشتغل بالفلاحة ورعي الغنم. كيف زُرعت الروح الثورية في نفس المجاهد بوجلال ؟ كانت منطقة القنطرة ببلدية بسكرة محج البدو والرحل من أبناء المنطقة وكانت المنطقة تحت أنظار المعمرين، لأنها ممر يربط مابين الشرق والغرب والجنوب، وموقع استرتيجي هام، وكانت معاملة المعمرين للرحل قاسية. أدى به التفكير، وهو في الحادية عشر من عمره، للهجوم على أحد المعمرين وفشّ غليله فيه، وقد كان مترددا حتى عزم الى فعل شيئ لم يخطر على بال أهله، ففي احد الأيام اذ كانت سيارة أحد المعمرين تمر بجانبهم رفقة زوجته فرمى بحجارة على زجاج السيارة مما احدث الرعب في نفوسهما ونفوس المارة، وفر الى الخيمة وابنة عمه تصرخ من شدة الخوف: خليل .. خليل، فسمع المعمر ذلك الاسم ولحق بها وسأل عنه، جمع المعمّر كافة أفراد العائلة وأخذهم الى رجال الدرك للتحقيق في القضية مما أجبرهم لدفع غرامة لصاحب السيارة، ومرت السنين و"بوجلال" يحمل الحقد لكل فرنسي حتى أنه كره اللغة الفرنسية، و لاسيما بعدما روي له عن أحداث مقاومة البوازيد سنة 1867 والتي راح ضحيتها 400 شهيد وقد تم حينها نفي وتشتيت عرشه، وعند بلوغه 25 سنة سمع بقيام الثورة ففكر في كيفية الالتحاق بصفوف جيش التحرير. حينما كان "بوجلال" يتأهب للإلتحاق بصفوف جيش التحرير، ظهر شاب يسمى طالب أحمد ببلدية الغروس، وقد كوّن مجموعة ثورية ضمت إلى جانب "بوجلال خليل" كل من حاجي عمار، حسن دحمان، صديق قيداد، هياق قويدر، مزغيش محمد، زوال العابد، قاسمي عمر، مزغيش صالح، كربع أحمد، تم تكوينها تكوينا عسكريا، وتم الاتصال بجيش سي الحواس بجبل الزيبان ببسكرة، وكان نشاطهم بجبال لقسوم والدخان وشعبة النمر وكحيلة، حيث كُلفت المجموعة في البداية بتموين الجيش والقبض على الخونة وتسليمهم للقيادة، كما كلفوا بأعمال فدائية أخرى... وفي الشهر العاشر من سنة 1956 قامت هذه المجموعة بقطع الخط الهاتفي وتكسير الأعمدة الرابطة بين قيادة المستعمر من فوغالة الى الدوسن، بعد هذه الأعمال الفدائية طوقت قوات المستعمر بلدية الغروس، وقامت بعملية تمشيط واسعة النطاق للبحث عن عناصر المجموعة، وفي تاريخ 21 جانفي 1957، كان التمشيط بقيادة "جيري ميني" من المكتب الثاني بطولقة، كانت المجموعة مختبئة بقرية العامري بمنزل محمد اللافي وألقي القبض على كل من خليل بوجلال (الذي كان مسجلا عند السلطات الفرنسية باسم قاسمي خليل)، وحسن دحمان وقاسمي عمر وهياق قويدر، سُجنوا لمدة شهرين وتمكن "بوجلال" من الفرار بعد التخلص من حارس السجن بضربة قاضية. في 24 أفريل 1957 قام المجاهد مزغيش الصالح بعملية فدائية ناجحة، وإثر هذه العملية قامت السلطات الفرنسية بعملية تمشيط للبحث عن المجموعة سالفة الذكر وكان المجاهد خليل برفقة المجاهد عمر بن الطاهر في ساحة السوق بالغروس وأبلغهم مزغيش سالم بنجاح العملية، فباغتتهم قوات العدو وحاصرت قرية العامري فتوجه المجاهد خليل نحو "توميات النخلات" بجنان أحمد كربع للإختباء حتى مجيئ الليل، مما دفعهم بالالتحاق بجيش التحرير بجبل الدخان ب"أم دوكال" ببلدية أولاد سليمان بالمسيلة، وهو الإلتحاق الرسمي تحت قيادة المجاهد عمر صخري، فقامت القوات الفرنسية بتفتيش الغروس والعامري وفوغالة واعتقال عدد كبير من المواطنين وتهديم منازلهم ومصادرة كل أملاك أعضاء المجموعة التي لم تتمكن من القبض عليهم، كما قامت باعدام اربعة أشخاص عن كل عضو من أعضاء المجموعة: عائلات شروف، معمر بن عبدالله، محمد بن عاشور، عيسى بن عاشور، بن أحمد صادق، مهمر بن العربي، طيب بن بوزيد، مزغيش شلالي، مزغيش محاد الصغير، مزغيش محمد بن سعد، مزغيش طيب بن بلقاسم، مداني ساسي بن موسى . دورية نحو تونس...مشيا على الأقدام! في اكتوبر 1957، شارك المجاهد خليل في دورية الى تونس تتكون من 130 مجاهد، منهم مزغيش صالح وحسن دحمان وكريت عمر، كانت الدورية بقيادة قلوم ونائبه العربي الجيلالي حيث تلقوا الأمر من سي الحواس لجب السلاح من تونس، وكان عليهم اجتياز خطي شارل وموريس انطلاقا من جبل الدخان ومرورا بمتايلي والقنطرة ومدينة بني فرح وجبل الأزرق وجبل أحمر خدو وأريس وقيس وبلدية خنشلة حيث استقبلوا من طرف المجاهد "محمد العسكري"، كلف المجاهد خليل بوجلال رفقة مجاهد آخر بالاتصال بأحد المسبلين وفي طريقهما وقع لهما كمين من طرف القومية فأطلق عليهما الرصاص بدون اصابتهما، وسمع جيش التحرير صوت الرصاص فغير الجيش اتجاهه. وفي بلدية أريس في غابة التوابة وقع لهم كمين من طرف المشوشين، تم القاء القبض على المجاهد سي عبد العزيز والمجاهد سي عبد القادر واستشهد المدعو سلامي، وبعد ذلك رجعوا الى جبل أحمر خدو ليتصلا بالمجاهد حسين عبد القادر المدعو بولحية مسؤول الولاية الأولى على منطقة الصحراء ليقضيا ليلتهما عنده، و في تلك الليلة اتصلت بهما دورية عسكرية لإبلاغهم عن حالة الجريح الذي تركوه، كلف المجاهد خليل باحضاره وقاما باتصال آخر بدورية عسكرية من الولاية الثانية متجهة كذلك الى تونس بنواحي المازوزية قصد الإلتحاق بدوريتهم الرسمية وأثناء مرورهم بمركز مرصد قصفتهم القوات الفرنسية بالمدفعية، مما أدى الى تشتيت كامل الدورية ومن ثم بقي "بوجلال" مع رفيقه حيث تحصلا على رخصة سفر من عند المجاهد محمد العسكري، ليلتقيا بعدها بدورية من جيش التحرير من بينهم الشيخ نعيم النعيمي بنواحي مسكانة بأم البواقي، حيث واصلا معه المسيرة رفقة مجموعته الى غرب مدينة تبسة وهنا القى الشيخ نعيم النعيمي خطابا بحضور سكان مدينة تبسة، حدثهم فيه على بطولات جيش التحرير ونوه بالعالم الجليل العربي التبسي، ليواصلوا بعدها السير مرورا بقرية تسمى "بحيرة الأرنب" ثم جبل بوجلال ثم قرية أم علي فقرية فريانة بحدود تونس حيث التقوا بدوريتهم الأصلية بمركز فريانة. بقي الشيخ نعيم النعيمي بالقرية من أجل ارساله الى القاهرة... أكملت المجموعة طريقها الى مدينة تالة بتونس، حيث دامت هذه الدورية 42 يوما مشيا على الأقدام، و كانت مؤونتهم أكل النباتات والحشائش، التقوا بمسؤول المنطقة الثالثة الأولى (أوراس نمامشة) المسمى صالح بن علي، أين قام بتوزيع السلاح عليهم، فكانت حصة المجاهد خليل بوجلال خماسي المان و200 كرطوش وكذا اللباس، أجروا تدريبات عسكرية على السلاح وخاصة الرشاش 30، حيث لقب ب"خليل ترونت" وبقوا مدة شهرين بتونس وفي العودة كانت الدورية بقيادة العربي الجيلالي والسعيد بزي انطلاقا من ارديف الى مداس الى جبل لقرون الكبش قرب بئر العاتر، جبل الزرقة ثم واد ملال وواد ببار ببلدية خنشلة ثم البيض... لقد نجحت هذه الدورية رغم الظروف الصعبة التي واجهتها عبر الطريق ذهابا وايابا وعبورها الحدود باسلاكها الشائكة وأرضها الملغمة في جلب كمية هائلة من السلاح والذخيرة الحربية، أثناء العودة وقعت لهم معركة مع القوات الفرنسية في جبل علي الناس دامت نصف يوم، شهر جانفي من سنة 1958، استعملت فيها القوات الفرنسية الطائرات والمدافع حيث قامت بقنبلة الجبل كاملا، اسفرت المعركة على استشهاد ثلاث مجاهدين وجرح ثمانية آخرين منهم نائب قائد الدورية السعيد بزي، ثم ليواصلوا طريقهم الى جبل أريس، بسكرة، جبل قسوم، أحمر خدو، جبل الأزرق، بني فرح، برج روز، والضاية نواحي سبع مقاطع وجبل مضيان شال ببسكرة وجبل قسوم بالشعيبة والتقوا هنا بالقائد سي الحواس فقام باختبارهم ليعرف مدى صبرهم وشجاعتهم وايمانهم بالثورة والوطن، فأمرهم بترك السلاح ودفعه للقوات التابعة له والإنصراف حيثما يريدون، وفي جبل لقسوم بالذات قامت القوات الفرنسية بقنبلة الجبل بالطائرات الصفراء وB26 واسفر هذا الهجوم على قتل المواطنين العزل. المعارك التي شارك فيها المجاهد خليل بوجلال معركة بوزكرة - جانفي 1958 وقعت هذه المعركة قرب أم دوكال بقيادة علي بن المسعود وبمشاركة مخلوف بن قسيم وزيدان وسعيد بن علي وسعيد طنار واسفرت هذه المعركة عن استشهاد مجاهدين وجرح خمسة آخرين وخسائر كبيرة في صفوف العدو واسقاط طائرة. معركة الزعفرانية فيفري 1958 وقعت هذه المعركة قرب بلدية بن سرور جنوببوسعادة المنطقة الثالثة ضد القوات الفرنسية وجيش الخائن بلونيس، حشد لها الأعداء مايزيد عن 12 ألف عسكري مدعمة بالمدفعية والدبابات واسراب من الطائرات، وتصدت للعدو في هذه المعركة وحدات من جيش التحرير من المنطقة الثانية والثالثة قوامها 500 مجاهد تحت قيادة عمر ادريس وسي الحواس، استعمل المجاهدون فيها أسلحة لابأس بها ودامت يوما كاملا من الصباح حتى الليل مخلفة خسائر كبيرة في صفوف العدو واسقاط 4 طائرات، مما اضطر العدو للتراجع والتقهقر، أما في صفوف جيش التحرير جرح مجاهد واحد يسمى طيب برحايل. معركة الشديدة أفريل 1958 جرت أحداث هذه المعركة في 4 أفريل سنة 1958 بقيادة الشهيد عمر زلوف المدعو سليم، انطلقت من التاسعة صباحا واستمرت حتى أن خيم الظلام، تم فيها هجوم مفاجئ على ثكنة بلونيس في جب أولاد سليمان بمشاركة 150 مجاهد من بينهم السعيد بن علي، استعملت فيها قوات العدو المدفعية والدبابات والطائرات وقنابل النبالم، استشهد فيها 17 شهيد منهم احميدة لمهيري وقدور الجيرم ومسعودي عمر متأثرين بالنبالم. هجوم 14 جويلية 1958 قام المجاهد خليل بوجلال رفقة المجاهد زيان صالح في 14 جويلية 1958، تاريخ احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني، بالهجوم على بيت المعمر كتالدو بالعامري بالغروس على الساعة السابعة مساء واطلقوا عليه النار، وكرد فعل قام العدو بهجوم مضاد تم خلاله مقتل الشهيد فكرون مبروك وجرح المجاهد الهامل صالح الذي استشهد فيما بعد في جبل اللبة وواصلا المجاهدان عملهما الثوري بتوزيع ورمي المناشير وتعليق الأعلام الوطنية بالطريق الرئيسي ببلدية فوغالة. معركة الزعفرانية أوت 1958 وقعت قرب بن سرور جنوببوسعادة على إثر اجتماع اطارات الولاية السادسة تحت قيادة العقيد سي الحواس، من أجل ترقية قادة المناطق والنواحي والقسمات وحضرها 500 مجاهد، حلقت أسراب من الطائرات فوق المكان فتصدى لها المجاهدون ودخلوا معها في معركة عنيفة استمرت حتى غروب الشمس، استعمل خلالها العدو قنابل النبالم مما أصاب 3 مجاهدين بجروح وهم مهية بن الواقي وعيسى قيري والمسعود بخوش، واستشهد فيها الطرسي الزاوي ومن بين الحاضرين الذين شملتهم الترقيات الشهيد محمد العربي بعرير رقي الى صاغ أول، محمد شعباني رقي الى مسؤول منطقة، عبد الرحمان عبداوي رقي الى مسؤول منطقة، الشهيد رمضان حسوني رقي الى ضابط أول عسكري، الشهيد مخلوف بن قسيم رقي الى مسؤول ناحية، محمد الروينة قنتار رقي الى مسؤول ناحية، الشهيد طالب أحمد رقي الى مسؤول ناحية، عبد الحميد خباش رقي الى ملازم أول، عمر صخري رقي الى ملازم أول، عبد القادر ذبيح رقي الى ملازم، كما شملت ترقية حسين ساسي، ابراهيم بن يطو، هاشمي جديدي، رابح تينة، خالد جباري، عمار معاليم، لبصير محمد بن العمري. في 17 اكتوبر 1958، هجومات متعددة على مراكز وثكنات العدو في عدة قرى محيطة بجبل مساعد، جنوببوسعادة، قامت بها أفواج من كمندوس جيش التحرير بأمر من قائد الفرقة عبد الجبار بلمداني، اسفرت هذه الهجومات عن خسائر معتبرة في صفوف رجال القومية والحركى وانزلت الرعب في قلوبهم كما نصبت كمائن لقوافل العدو الخارجية والقادمة من والى هذه المراكز . قام المجاهد خليل رفقة المجاهد عبد الجبار بلمداني بالهجوم على مركز واد الشعير. معركة قلب الحلفة اكتوبر 1958 وقعت هذه المعركة بجبل الميمونة جنوببوسعادة بقيادة مخلوف بن قسيم ومساعديه طيباوي علي لمهيري وابراهيم بن يطو وحمة زيان، بدأت المعركة على الساعة العاشرة صباحا حتى بعد الزوال، خسر فيها العدو 25 جندي ومن بين المشاركين المساعد بلمداني عبد الجبار مسؤول عن المجاهد خليل بوجلال، وحسيني محمد وبن فرحات سعد . هجوم على ثكنة بوسعادة في 1 نوفمبر 1958 بمناسبة الإحتفال بالذكرى الرابعة لإندلاع الثورة المجيدة كمين بلدية بوسعادة نوفمبر 1958 بقيادة رابح تينة وبرفقة كاسة لغويني معركة الدبيديبة 16 اوت 1959 وقعت هذه المعركة جنوببوسعادة، بمشاركة أحمد كربع ومستوي بلقاسم وابراهيم بن يطو، أين وضع لها المجاهد أحمد كربع قنبلة، أصيب فيها بحروق في وجهه ويده اليمنى واليسرى ونزعت أذنه وأصيب خليل بوجلال في رجله أين أخذا الى مستشفى الحملات بنواحي مسيف تحت اشراف الطبيب الشريف خير الدين والممرض أحمد بن رمضان اقبايلي والدراجي غزال. قام المجاهد خليل بوجلال صائفة اوت 1959 بزيارة عائلته بالغروس برفقة الشهيد العيد المدعو كوباي، مما عرض عائلته (أخوه البشير وزوجته بوداو فطيمة) إلى التفتيش والتعذيب من طرف القوات الفرنسية. كما كان له شرف المشاركة في معركتي الشبكة 1960 والنسافة في 22 نوفمبر 1960. معركة محارقة 1961 بقيادة العقيد محمد شعباني، بجيش قوامه 150 جندي، باستدعاء من طرف محمد شعباني قبل المعركة ببضع ساعات، لشجاعته واستعماله الجيد لسلاح 30 وطلب منه أن يبرهن له في هذه المعركة، بدأت المعركة من الساعة الثانية زوالا حتى منتصف الليل، استشهد فيها 3 مجاهدين من بينهم الشهيد بلخيري معمر، بعدها توجهوا الى جبل مساعد، وفي اليوم الموالي وعلى الساعة السابعة صباحا تلقى المجاهد خليل من العقيد محمد شعباني رسالة شكر وعرفان وترقية الى عريف أول عسكري ونقل الى قسمة 57 ببوكحيل بمسعد. كما شارك المجاهد "خليل بوجلال" في كل من معارك بودرين 1961، الكرمة 17 سبتمبر 1961، جريبيع 18 سبتمبر 1961، محارقة 5 جانفي 1962 . و كان يوم 25 مارس 1962 هو أول نزول له إلى قرية القاهرة لمشاركة سكان سلمانة والقاهرة ودمد ومسعد الإحتفال بوقف القتال تحت اشراف القادة : سي علي شريف وعمار معلم وعمار رانبة وقرمة بوجمعة. عمل المجاهد خليل بوجلال بعد الاستقلال في سلك الشرطة البلدية بمسعد من سنة 1963 إلى غاية سنة 1979، فمنسقا لقسمة المجاهدين في الفترة ما بين 1980 و 1988، و بتاريخ 6 أفريل 1999 عين عضو مجلس منطقة، ثم ليتجه بعدها إلى الفلاحة. وافته المنية -رحمه الله- بتاريخ 21 ماي 2018 ببلدية الغروس دائرة فوغالة ولاية البسكرة ودفن بمقبرة العامري. المجاهد "خليل بوجلال" على اليمين، رفقة "معلم عمار" بمسعد احتفالا بعيد الاستقلال