سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوفد الوزاري يتجاهل رفع التجميد عن مشروع مركز علاج السرطان ... هل تقلّص المشروع من 140 سرير الى مجرّد مصالح متفرقة!! جمعية "شعاع الأمل" لوحدها سجلت 1531 مريض سرطان بمعدّل حالة جديدة كل 05 أيام
سنة 2014 أمام وزارة الصحة لم يكن أكثر المتشائمين يتوقّع أن يتجاهل "نور الدين بدوي" قضية رفع التجميد عن مشروع مركز علاج السرطان "140 سرير" بالجلفة لأن الأمر يتعلق بجانب انساني وآلام ومرارة تتجرعها العديد من العائلات الجلفاوية ... بل وصار الأمر رديفا لأرقام مخيفة حول السرطان وصلت الى تسجيل حالة سرطان جديدة بولاية الجلفة كل 05 أيام خلال السنة المنصرمة!! وبالعودة الى مجريات اليوم الثاني لزيارة وزير الداخلية ومن معه الى عاصمة السهوب وبحضور المفتش العام لوزارة الصحة والسكان، السيد بورجوان عمر. هذا الأخير صرّح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن ولاية الجلفة قد حظيت بمشروع وحدة للعلاج بالأشعة لفائدة مرضى السرطان خصص له غلاف مالي بقيمة 2.04 مليار دج وستُنجز بالمستشفى المختلط (المدني والعسكري 240 سرير) بعاصمة الولاية. ويتضمن هذا المشروع الذي يجري حاليا إتمام الإجراءات القانونية الخاصة به- استنادا لذات المسؤول - انجاز هيكل الوحدة بقيمة 01.7 مليار دج فيما خصص مبلغ 350 مليون دج من قيمة المشروع لاقتناء مسرّعين اثنين في الطب الإشعاعي. وأبرز مدير الصحة بالولاية، محمد فلاح، أهمية هذا المكسب الذي يضاف لمكسبين هامين حظيت بهما الولاية من قبل ويتعلق الأمر بمصلحة للتدخل الجراحي ووحدة للعلاج الكيماوي لمرضى السرطان، استنادا الى وكالة الأنباء الجزائرية. ماذا حدث لمبلغ 593 مليون دج المخصص لمركز علاج السرطان "140 سرير" بالجلفة في 2019 ؟ يستمد هذا السؤال مشروعيته من كون مركز علاج السرطان بالجلفة هو مستشفى متخصص وله هيكل مستقل ماليا واداريا وقد أعلن عنه الوزير الأول عبد المالك سلال في 19 ديسمبر 2013 وانتهت مرحلة الدراسات المعمارية به ليبقى مجمدا لغياب الغلاف المالي بداعي التقشف كما قيل. وقد سبق ل "الجلفة إنفو"، في أوت 2014، أن تطرقت بالتفصيل الى دفتر الشروط الخاص بمركز علاج السرطان بالجلفة الحائز على تأشيرة لجنة الصفقات الوزارية تحت رقم 156/2014 بتاريخ 13 جويلية 2014. ويتضمن المشروع عدة هياكل و07 مصالح ووحدات وأجنحة من بينها مصلحة العلاج الاشعاعي المتشكلة من وحدة استشفائية (16 سرير من المستوى الأول، 04 أسرّة من المستوى الثاني) وتضم أيضا 03 غرف للمسرّعات. ويُضاف الى ذلك مصلحة علم الأورام الطبي ومصلحة الجراحة ومصلحة الانعاش والتخدير والعلاج المكثف ومصلحة الطب النووي ومصلحة التصوير الطبي ومصلحة التشريح المرضي والمخبر والصيدلية ومركز حقن الدم. وهكذا فإن اعلان المفتش العام للوزارة ومدير الصحة عن وجود مصلحة التدخل الجراحي ووحدة العلاج الكيماوي ومشروع وحدة العلاج الاشعاعي بالمستشفى المختلط، صار باعثا على الحيرة والغموض وحتى الشكوك في جرّ الخيبة الى ولاية الجلفة في مشروع مركز علاج السرطان 140 سرير ... خصوصا وأن الوفد الوزاري لم يقل شيئا حول هذا الشأن!! وبالعودة الى "المخطط الوطني للسرطان 2015-2019"، الذي يشرف عليه البروفيسور مسعود زيتوني، فإنه قد أشار الى أنه سيتم تخصيص مبلغ 593 مليون دج لإنجاز مركز علاج السرطان بالجلفة في سنته الأولى ... فهل سيتم صب هذا المبلغ لولاية الجلفة التي استهلكت مبلغ الدراسات المعمارية لمركزها المزمع انجازه في حي بحرارة على مساحة تفوق 06 هكتارات؟ ويجدر بالذكر أيضا أنه سيتم تخصيص أغلفة مالية لمشاريع مراكز علاج السرطان في كل من ولايات البيّض وبجاية وجيجل خلال سنة 2019 بينما سيتم تخصيص أغلفة مالية لمركزي علاج السرطان بولايتي تيارت والشلف خلال سنتي 2018 و2019. والغريب هو أن ولايات تلمسان وتيزي وزو وسيدي بلعباس والمدية وعنابة والواد وبشار وأدرار والأغواط وقسنطينة والمدية وتيارت والشلف وبجاية أقل سكّانا بكثير من ولاية الجلفة الا أنها نالت ميزانية أضخم من ولاية الجلفة فيما يتعلق بمراكزها لعلاج السرطان. بينما نجد جيجل والبيّض بنفس الغلاف المالي لولاية الجلفة وهُما أيضا أقل سكانا من ولاية الجلفة. جمعية شعاع الأمل ... تتحمّل عبئا تخاذلت عنه الدولة تعتبر جمعية شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان بالجلفة التي يعود تاريخ نشأتها إلى عام 2006، نموذجا رائدا للعمل التطوعي بفضل جهودها الحثيثة ومساعيها الدائمة لمرافقة المرضى من وإلى المرافق الصحية التي يعالجون بها لا سيما باتجاه مركز مكافحة السرطان بولاية البليدة في انتظار رفع التجميد عن مشروع انجاز مركز لمكافحة السرطان بالولاية الذي يبقى مطلبا ملحا للساكنة. وفي تصريح لوأج كشفت الأمينة العامة للجمعية، كسال زبيدة، بأن نشاط الجمعية يرتكز على التكفل بمرضى السرطان من حيث ضمان التنقل وترتيب المواعيد الطبية وكذا ضمان الإيواء بالدار التي استحدثتها الجمعية على مستوى ولاية البليدة عام 2013 بفضل عطاء المحسنين وإعانات الخيّرين في بادرة هي الأولى من نوعها على المستوى الوطن (من حيث إنجاز دار تضامنية خارج إقليم الولاية). وكان مستهل نشاط الجمعية، حسب السيدة كسال، مساعدة المرضى من خلال ضمان مواعيد طبية ليرتقي نشاط مرافقة هؤلاء بتوفير النقل حيث كانت البداية بتوفير سيارة واحدة ثم بلوغ 04 سيارات (تضمن حاليا 04 رحلات أسبوعيا) لنقل للمرضى ومرافقيهم إلى مؤسسة مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي "فرانس فانون" بالبليدة لأجل الفحوصات الطبية ومواصلة حصص العلاج الإشعاعي. وفي 2010، ونظرا للعلاج الذي يتطلب مكوث المريض على مستوى البليدة بصفة يومية - تقول الأمينة العامة للجمعية - "تم التفكير في تجسيد مشروع دار للإيواء حيث تم تنفيذ هذا الطموح على أرض الميدان وتم تدشينه في 2015 بحضور وزير قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات آنذاك علما أن هذا المرفق يتسع ل 34 سريرا ومجهز بكل سبل الراحة والسكينة للمريض من ولاية الجلفة ومن غيرها". وأضافت السيدة كسال أنه حاليا يتم التكفل بالعلاج الكمياوي لمرضى الولاية على مستوى المستشفى الجديد المختلط (المدني والعسكري) الذي به مصلحة للأمراض السرطانية والذي فتح بابا واسعا أمام مرضى السرطان إلا أنه يبقى غير كاف في انتظار رفع التجميد على مشروع مركز مكافحة السرطان الذي يعتبر مطلبا ملحا للجميع". رفع التجميد عن مشروع انجاز مركز لمكافحة السرطان مطلب مُلحّ يبقى أمل سكان ولاية الجلفة في رفع التجميد عن انجاز مركز لمكافحة السرطان بالولاية قائما للتكفل بالمصابين بهذا الداء الخبيث في ظل نقص وانعدام الهياكل الصحية المتخصصة لمجابهة الداء التي تتكفل بهم و تغنيهم عناء التنقل للعلاج خارج الولاية. وفي هذا السياق، فقد أحصت جمعية شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان في سجلها التضامني لمرافقة ونقل وكذا ضمان المساعدة في إجراء المواعيد الطبية حتى نهاية ديسمبر الفارط زهاء 1531 حالة منها 81 حالة إصابة جديدة استقبلتها الجمعية وفقا لمسؤوليها. ويبقى عدد المرضى بالولاية ليس بما يضبطه سجلّ الجمعية الذي يكتفي فقط بمن يتوافدون عليه لأجل التكفل ضمن ما تقدمه من خدمات وسبل مرافقة كضمان النقل والإيواء وما يتعلق بالعلاج. وللإشارة، فقد كان للقائمين على هذه الجمعية شهر نوفمبر الفارط لقاء مع والي الجلفة, توفيق ضيف, وعد خلاله بالتكفل ومساعدة الجمعية بما يمكن من ذلك حيث كانت الفرصة سانحة لهؤلاء لابراز نشاطات هذه الجمعية التي لها صيتها محليا ووطنيا بفضل جهودها التي هي في تطور يوم بعد يوم. وفي انتظار تجسيد هذا الحلم الذي يرافع عنه الساكنة في كل الفرص تسعى الجمعية بكل ما أوتيت من جهود و مساعدة من أجل التخفيف من وطأة و معاناة هؤلاء المرضى من خلال - علاوة على ضمانها للنقل و الإيواء- تنظيم خرجات ترفيهية واستجمامية للمرضى لا سيما منهم الأطفال لأجل الترويح عنهم ومقاسمتهم الآلام واستبدالها ببسمات وفرحة تفك عنهم شحوب المرض والخوف الذي ينتابهم من مرارة الخبيث الذي يسكن أجسادهم. وما كانت مبادرة الجمعية الأخيرة التي اصطحبت فيها المرضى لفضاء الغابة للاستجمام إلا واحدة من العديد من المبادرات التي تلقى في كل مرة ترحيبا واسعا وسطهم و كذا التفافا من كل فئات المجتمع.