تم ترقية السيد حفصي تيجاني، مدير ملحقة متحف المجاهد بالجلفة، إلى منصب مدير المتحف الجهوي للمجاهد بولاية خنشلة ليبقى متحف عاصمة السهوب بلا مدير وفي ظل غموض حول خليفة السيد تيجاني. وقد بعث المدير المغادر برسالة إلى الرأي العام الجلفاوي أشاد فيها بفترة عمله بعاصمة السهوب وبسكانها. وكان السيد حفصي صاحب بصمة نوعية خلال فترة عمله التي قاربت خمس أعوام. ويُعتبر متحف المجاهد بالجلفة مؤسسة عريقة باعتبارها قد فاقت عشرين "20" عاما من الوجود والنشاط في ميادين التأريخ والتدوين والتوثيق وجمع المقتنيات والصور والمؤلفات التاريخية. فضلا عن النشاطات الأكاديمية التي دأب المتحف على تنظيمها فصار فيها متحف المجاهد بالجلفة صاحب السبق مقارنة بالجامعة أو المتحف البلدي أو الجمعيات أو الهيآت ذات الصلة. وقد سبق ل "الجلفة إنفو" أن كتبت عن ذلك في استطلاع منشور بتاريخ 23 فيفري 2012. وفي هذا الصدد يبرز الأستاذ "مسعود بن قيدة" بخبرته المهنية المقدرة بإثنين وعشرين عاما إذا التحق بالمتحف في 31 ديسمبر 2001 أي مباشرة بعد تدشينه سنة 2000 حيث عمل كإطار في رتبة ملحق للتراث التاريخي والثقافي ثم رُقّي إلى رتبة محافظ التراث التاريخي والثقافي وشغل أثناء ذلك منصب مدير المتحف من 2010 إلى جويلية 2017. وأثناء هذا المدة استطاع السيد بن قيدة رفقة إطارات المتحف أن يصنعوا تقاليد في العمل التاريخي بولاية الجلفة فحوّلوا المتحف إلى ملتقى لجميع أطياف المجتمع الجلفاوي من الأسرة الثورية والباحثين وأفواج الكشافة وتلاميذ الثانوي والمتوسط والإبتدائي وكذا استقطاب طلبة جامعات الجلفةوالجزائر والأغواط والمدية وغيرها. والسيد بن قيدة المسعود في رصيده شهادة الليسانس كلاسيكي من جامعة الجزائر سنة 1997 وخبرة كأستاذ للتاريخ في قطاع التربية لمدة أربع "04" أعوام وهو يُحضّر حاليا لشهادة الماستر بجامعة الشهيد زيان عاشور بالجلفة. كما أنه مكلّف بتحرير كتاب تاريخ الحركة الكشفية بمنطقة الجلفة من طرف "اللجنة الولائية لكتابة تاريخ الكشافة بالجلفة". وقد أسس السيد بن قيدة فعالية "المنتدى التاريخي لولاية الجلفة" الذي تميّز بنشاطات نوعية منها عقد أول ندوة تاريخية حول شخصية المقاوم التلي بلكحل 1790-1854 وأول ندوة حول المقاوم الشيخ عبد الرحمان بن الطاهر طاهيري الذي أعدم سنة 1931 بسجن سركاجي. وكذلك أول ندوة تاريخية تناولت مظاهرات 01 و02 نوفمبر 1961 بمدينة الجلفة وأول ندوة تاريخية حول موضوع جهاد المرأة بمنطقة الجلفة في جانفي 2014 بحضور مجاهدات بالمتحف. وفيما يتعلق بحرب التحرير فقد جمع متحف المجاهد بولاية الجلفة شهادات حية من أفواه المجاهدين حيث قاربت التسجيلات 300 ساعة فضلا عن الرصيد الضخم لمكتبة المتحف والذي يتشكل من مؤلفات تاريخية ما بين كتب ومجلات ومذكرات وأطروحات. وبالنسبة للنشاطات الأسبوعية فقد أحرز المتحف السبق في احتضان الأطفال من خلال مبادرة "إحك عن شهيد" والتي يتم فيها ربط الأطفال بشخصيات مجاهدين وشهداء وفقا لمقاربة بيداغوجية تراعي التلقين والفهم. كما صنع المتحف تقليدا بالعمل الميداني والخروج من البناية إلى معاقل الثورة والمعالم التاريخية إذ ساهم المتحف في إحصاء المعارك عبر تراب الولاية وإعداد البطاقات التقنية لمقابر الشهداء عبر ولاية الجلفة وكذلك إحصاء المعتقلات مثل معتقل بولكازيل (عين وسارة) ومعتقل روس العيون بالجلفة ومعتقل قلتة السطل ببلدية بويرة الأحداب. هذا الأخير خصصت له وزارة المجاهدين ميزانية 52 مليون دينار لترميمه ودشّنه وزير القطاع في 04 جانفي 2015 بفضل العمل التقني والتاريخي الذي أنجزه متحف المجاهد في عهد مديره السابق "بن قيدة المسعود". السيد بن قيدة مسعود، أقصى يمين الصورة، بمناسبة زيارة وزير المجاهدين وتدشين المعلم التاريخي لمعتقل قلتة السطل (جانفي 2015) رسالة السيد حفصي تيجاني بمناسبة مغادرته ولاية الجلفة للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو