ما يزال المقهى الأدبي خلال مهرجان "القراءة في احتفال" الذي تحتضنه مكتبة المطالعة العمومية "جمال الدين بن سعد" يستضيف داخل قاعته أسماء ثقافية متنوعة مثريا موضوع القراءة بما يخدم المهتم بالشأن الثقافي المعرفي، فقد استقبل بعد محاضرة الأستاذ حمام محمد زهير الدكتور عبد الحليم بوهلال في محاضرة كان عنوانها "العولمة وأثرها على المقروئية" فأسهب المحاضر في تحليل "فعل القراءة" من عدة جوانب نظرية وعملية موجها استفهاماته إلى مدى استيعاب المجتمع الجزائري لأهمية القراءة في صناعة بعد حضاري يمكّنه من تجاوز عقبات كثيرة تحول دون إدراك هذه الحقائق التي تخدم هذا المجتمع وترقى به علميا وعمليا. كما استضاف المقهى الأدبي وفي مجال الشعر الشعبي مجموعة من الشعراء كان على رأسهم الشاعر بلخيري محفوظ، حيث تحوّلت الأجواء إلى رحلات ممتعة على هودج الموروث مشكلة حلقات مهمة في تاريخ المدينة التي تحمل عمق الأصالة وما تزرعه من انتماء ثقافي متنوع. وفي السياق نفسه وداخل أثواب قصصية حمل أريج المقهى الأدبي نفحات الحكي في "أمسية قصصية" نشطها كل من القاص خليل حشلاف والقاص عبد القادر برغوث حيث تحدثا خلال متعة القص عن تجاربهما الإبداعية وعن تشكيلات الممارسة النظرية لهذا اللون الأدبي. ومن جهة أخرى وخلال محاضرة للدكتور أحمد قنشوبة استمتع الحضور بباقة فكرية جالت في أجواء "أهمية القراءة من منظور حتمي" فقد قدم الدكتور محاضرته التي حاول فيها كشف هذا التخاذل الذي يكتنف المنظومة الفكرية الجزائرية وخص خطابه في إبراز أهم الخطوات التي يمكن اتباعها لحل مأزق "التخلف الفكري" الذي تسلل شيئا فشيئا داخل المجتمع بمختلف مؤسساته، وقال إن دولة مثل انجلترا في حقب مضت وحينما دقت ناقوس خطر التخلف في مجال القراءة قررت من خلال وزارتها "وزارة التربية والصحة والرّفاه" جعل عقد كامل باسم القراءة لمعالجة كل ما يخص هذا الملف واستعادة روح الوعي بأهميتها.