شهدت ولاية الجلفة نهاية الأسبوع تقلبات جوية شديدة مصحوبة بثلوج على المرتفعات وأمطار ورياح قوية بباقي المناطق الجنوبية كما عرفت أحياء الولاية هلعا وخاصة شعوة , الزريعة , بوتريفيس , عين أسرار وباقي التجمعات السكنية الهشة التي غمرتها المياه وغطت أسقفها الثلوج... شهدت ولاية الجلفة نهاية الأسبوع تقلبات جوية شديدة مصحوبة بثلوج على المرتفعات وأمطار ورياح قوية بباقي المناطق الجنوبية كما عرفت أحياء الولاية هلعا وخاصة شعوة , الزريعة , بوتريفيس , عين أسرار وباقي التجمعات السكنية الهشة التي غمرتها المياه وغطت أسقفها الثلوج... هذا وقد عرف الطريق الوطني رقم 1 في شطره الرابط بين ولايتي الجلفة والأغواط وخاصة في النقطة الكيلو مترية رقم 25 أو المسماة رأس الريح على امتداد حتى واد الصدر شللا في الحركة من السادسة صباحا إلى غاية الواحدة من نهار الخميس المنصرم نتيجة الثلوج التي غطت الطريق هذا وتدخلت السلطات المدنية والعسكرية لمنع عبور أصحاب المركبات وإنقاذ العالقين عبر الممر حيث وصل سمك الثلج إلى 20 سم ولم تستطع العربات المرور مما جعلها تبقي مركونة على حافة ووسط الثلوج هذا فيما سارعت السلطات لحمل المسافرين على جناح السرعة إلى مدارس ومؤسسات وحتى المنازل الخاصة بعين الإبل أين قضي أكثر من 400 شخص الليلة هناك فيما اتجه البعض إلى مدينة مسعد والأخر فضل الرجوع إلى عاصمة الولاية وللذكر أن والي الولاية قد تنقل إلى ذات المنطقة ليلا فيما كانت مصالح الدرك والحماية وسلطات بلدية عين الإبل تقوم بإجلاء ونقل المسافرين هذا وقدرت مصادرنا عدد المركبات والعربات العالقة والتي بقت لأزيد من 20 ساعة بأكثر من 700 وسيلة سواء الخاصة أو العمومية فيما أفادت مصادرنا أن والي ولاية المدية كان من بين المسافرين العالقين إلا أن الجهات المختصة فسحت له الطريق وتم إيصاله إلى عاصمة الولاية ومن ثم تابع طريقه إلى المدية أين شوهد بمنطقة الشفة يعاين الوضع مع سلطات بلدية الشفة لإزاحة الثلوج... تجمع المركبات لساعات طويلة بالمنطقة الصناعية لانقطاع الطريق الوطني رقم 1 هذا فيما أضافت مصادرنا أن امرأة حاملا وضعت جنينها بمنطقة واد الصدر أين تعذر عليها قطع الطريق والوصول إلى اقرب عيادة فيما قضت أزيد من 20 عائلة الليلة بمنطقة عين زيان بين منطقة فيض البطمة والجلفة فيما فضل آخرون الالتحاق بالثكنة العسكرية القريبة وقضاء الليلة هناك في حين شهدت مدينة عمورة ثلوجا كثيفة غطت سلسلة جبل بوكحيل وقطعت طريقي فيض البطمة ودوار عبد المجيد هذا على غرار طريق الفيض وعين الريش. مفترق الطرق بالمنطقة الصناعية بالجلفة أما بلدية دار الشيوخ فعرفت شللا في الحركة وخاصة عبر طريق سيدي بايزيد وتوقف النقل المدرسي ومكث الأطفال في ديارهم وشهدت عدة محاولات لإزاحة الثلوج لا أن التهاطل المستمر صعب من مأمورية هؤلاء إلى غاية مساء نهار الخميس في حين شهد طريق الشارف الادريسية بالجهة الغربية وخاصة بمنطقة اللواي ازدحاما في حركة المرور بسبب الثلوج التي غطت الطريق ولم يعد يظهر للعيان نفسه الشأن بالادريسية وعين الشهداء حتى محور آفلو. أما المناطق الجنوبية والتي بقيت تصارع الأمطار والعواصف الهوجاء فقد أدت الأودية إلى عزل العديد من المسافرين خاصة بواد زبوج بين رويس الميعاد وأم العظام أين قضى أزيد من سبعة مسافرين الليلة هناك هذا ولولا تدخل مصالح الجيش الوطني التي أنقذت بعض الركاب ومنعت السيارات من المجازفة لكانت الحصيلة ثقيلة نفسه الشأن لواد صنيديق الذي ابقي المنطقة في عزلة إلى غاية تدخل سلطات بلدية أم العظام والتي استدعي رئيسها نجدة بعض المقاولين واخرجوا بعض العالقين بين بلديتي أم العظام وبسكرة فيما شهد التيار الكهربائي انقطاعا إلا انه سرعان ما تم إصلاحه. أما بلدية قطارة الجنوبية فقد عرفت انهيار مباني وهروب أزيد من 30 عائلة إلى المستشفي والمدارس القريبة وحتى إلى الجيران والأهالي وبقت السلطات إلى وقت متأخر وهي تنقذ العائلات التي غمرت المياه مساكنها هذا وكانت بلدية قطارة قد شهدت شهر ماي الماضي خسائر مادية معتبرة فاقت الملايير خاصة ما تعلق بالثروة الغابية التي أتلفت عن آخرها إضافة إلى انهيارات المباني وتشقق أسقف البعض منها هذا وفي وقت تباشر السلطات المحلية وإحصاء العائلات المتضررة أفادت مصادر للنهار أن أزيد من 300 رأس من الثروة الحيوانية بالجنوب تاهت فيما ذكر آخرون أنها ضاعت بسبب الوديان التي تكون قد التهمتها يبقي أن نشير أن جل المناطق الجنوبية وخاصة بلدية سلمانة عرفت ندرة في التزود بقارورات الغاز والمواد الغذائية بسبب الانقطاعات التي سببتها الثلوج . بالإضافة إلى كل هذا فقد شهدت المناطق المتبقية من ولاية الجلفة خاصة الشمالية منها نهاية الأسبوع الماضي تساقط أمطار غزيرة أدت إلى خسائر مادية معتبرة و هلاك مئات رؤوس المواشي التي جرفتها السيول وكذا خسائر فلاحيه كبيرة إثر إتلاف عشرات الهكتارات من المنتجات الفلاحية بكل من دار الشيوخ , الشارف ومنطقة سرسو بعين وسارة ، وكذا بكل من حاسي فدول وسيدي لعجال ولعل المنطقة الأكثر تضررا هي بلدية دار الشيوخ إثر فيضان وادي جديلة الذي يتوسط المدينة مما أدى إلى عزل الكثير من الأحياء و المناطق الآهلة بالسكان . توقف المركبات بوسط المدينة لانقطاع الطريق لأزيد من 24 ساعة من جهة ثانية عرفت مدينة الزعفران التي تعرضت هي أيضا إلى فيضان وادي كريرش الذي عزلها على الطريق الوطني رقم واحد المؤدي إلى عاصمة الولاية في حين أنه أحدث خسائر مادية في المناطق الفلاحية التي عبرتها مياه السيول التي تمر على نفس المنطقة . الأمطار الغزيرة التي صاحبتها الثلوج والرياح القوية والتي دامت أكثر من يومين تسببت حسب مصادرنا كذلك في العديد من حوادث المرور مخلفة العديد من الجرحى جراء إنحراف ما لا يقل عن عشرين مركبة نتيجة الإنزلاقات التي سببتها الثلوج . هذا من جهة ومن جهة أخرى كشفت الأمطار المتساقطة عيوب التهيئة بجل بلديات الولاية أين أعطى تساقط الأمطار على صور حية تترجم المعاناة والمآسي التي يعيشها المواطنون حيث وجدنا خلال جولتنا بالعديد من أحياء بعض المدن خاصة الكبرى منها مثل عين وسارة , حاسي بحبح , حد الصحاري , مسعد وعاصمة الولاية أوحال كثيرة منتشرة عبر الطرق والشوارع إضافة إلى كثرة البرك المائية والتي تعرقل من سير المركبات والراجلين على حد سواء والسبب طبعا يعود إما إلى عدم تهيئة هذه الأحياء أو أن أشغال التهيئة لم تعمر طويلا . الشيء الذي بات يحتم على السلطات الولائية وعلى رأسها والي ولاية الجلفة إعادة النظر في الطرق التي تسير بها المشاريع خاصة تلك المتعلقة بالتهيئة والتحسين الحضري بعدما أظهر المنتخبون المحليون عجزهم وربما تواطئهم مع أصحاب المقاولات التي يسند إليها مثل هذه المشاريع .