رغم الظروف القاهرة التي تمر بها بعض العائلات القاطنة بالحي الذاتي 36 المحاذي لحي الضاية، إلا أنهم ما زالوا ينتظرون رحمة الله في الخروج من هذا الضيق والنكد والكدر (الضنك)، وأنهم ما زالوا يتنشقون الهواء الفاسد بين جدران شاحبة وباردة، هؤلاء هم بعض عائلات الحي الذاتي 36 الذين ينتظرون تنفيذ وعود المسؤولين بعد أن استنفذوا طرق الحصول على سكن اجتماعي. وفي زيارة لهم وعلى مقربة من شكواهم التي تضمنت الكثير من الألم النفسي جراء الأجواء المشحونة بالعنف التي تحيط بهم، قال لنا أحدهم" نحن بعض العائلات التي لم تستفد مؤخرا من السكنات الاجتماعية رغم وعود السلطة بتوفيرها في أقرب الآجال، نعاني كثيرا من الظروف القاسية بسبب ظهور طبقة من "المكول" والتي ابتنت لنفسها أماكن لشرب الخمر وبيعها وحتى الاعتداء على بعض عائلات هذه المنطقة." هذا وقد بدا لنا أن أغلب المنطقة مجرد بنايات فوضوية بنيت عقب هدمها من طرف الدولة مما يوحي بعدم متابعة المسؤولين لعملية الهدم وعدم اهتمام شرطة البناء بكل هذا الزخم "العمراني" الذي نبت في جنح الليل. وقال لنا آخر ممن يقطنون هذه الأماكن الشاحبة" إن الكثير من البيوت هنا أعيد بناؤها سواء من طرف ساكنيها الأصليين الذين تحصلوا على شقق أو ممن بيعت لهم هذه الأماكن حتى يتاجروا فيها مع الوافدين من مناطق أخرى" وأضاف "إننا لا نستطيع العيش في كرامة في ظل هذه الظروف وتحت وطأة هؤلاء السكارى، عائلاتنا في خطر حقيقي... إننا نبيت يوما ويوما عند الأقارب ويوما آخر نعود وبطوننا ممتلئة بالخوف.. إن الشتاء وقسوته مع هطول الأمطار تكاد تكون لا شيء أمام الخوف من خطر الغرباء، فبيوتنا لا تتحمل صيحة قوية حتى تسقط فوق رؤوسنا ". وحين توغلنا في وسط هذا الحي وجدنا فعلا أن الكثير من هذه الأبواب غير آهلة، والأخرى محكمة أبوابها يرمقنا قاطنيها عند العتبات بنظرات فيها خوف وتردد وتهرب. وفي ظل أزمة بعض العائلات هناك- لأن الأمر يحتاج إلى تحقيق كبير- تضرر البعض دون البعض الآخر حسب شهادة من التقينا بهم، وقالوا "هناك البعض يستغل ثغرة البناء الذاتي وما أكثرهم كي يعيدوا الاستفادة أو يتاجروا بأماكنهم الأولى وعلى السلطة أن تأخذ المكان كليا وتستأصل هذا الداء مخافة تراكم منابت الجريمة المتنوعة، لأننا نرى بأم أعيننا شبابا يتوغلون شيئا فشيئا في هذا الميدان دون رادع، وعلى السلطة حين هدم البيوت أن تضع حراسا على مثل هذه المناطق، لأن الكثير يستغلها حتى في الدعارة وبيع الخمور، والأهل المتضررين حقا والكثير منهم لم يستفيدوا، بل الكثير ممن استفاد ممن لا يحتاجونها ويمكن للمسؤولين فقط زيارة الشقق الممنوحة وسيتأكدون من هذا الكلام" كما قال متحدث عنهم "نحن عائلات لا يهمنا الآخرين وظروفهم، البيوت أمامكم وعلى المسؤولين زيارة المكان على حين غرة، بل على الدرك الوطني زيارة المكان وتفتيشه وسيرى العجب". صورة من داخل بيت إحدى الأسر وفيها دعاء إلى الله للخروج من هذا الضنك صورة لطريق محاذية للبناء الذاتي 36 ومصلحة البريد بحي الضاية-منذ زمن طويل في حالة رديئة-