احتضنت كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الجلفة يوم الأربعاء الفارط ندوة فكرية تضمنت محورين ، الأول يتعلق بالجوانب الإنسانية واستعمال الأسلحة الممنوعة من إلقاء البروفيسور خياطي مصطفى رئيس هيئة الصحة والبحث ، أما المحور الثاني تضمن الجوانب السيكولوجية والاجتماعية للعدوان على غزة قدمها الدكتور ممدوح جبر سفير السلطة الفلسطينية السابق بالولايات المتحدةالأمريكية وشقيق الشهيد اللواء توفيق جبر قائد الشرطة الفلسطينيةبغزة . فبحضور الأستاذ شكري علي وأساتذة وطلبة الجامعة انطلقت أعمال الندوة برئاسة الأستاذ فشار عطاء الله الذي حاول ربط مناسبة عيد النصر بموضوع الندوة مشيرا إلى أن أول سفارة فلسطينية كانت بالجزائر . البداية كانت بمحاضرة البروفيسور خياطي مصطفى حيث قدم بالأرقام الوضع الفلسطيني خصوصا منطقة غزة التي يبلغ عدد سكانها مليون ونصف منهم 4500مواطن تحت الخيام و 4500 كانوا لاجئين بمساحة تقدر ب 6000 كلم مربع , أما آثار العدوان الإسرائيلي على غزة فقد وضعها الدكتور خياطي أمام المتابع موثقا إياها بالصور وتقارير المخابر الطبية الأوربية بالإضافة إلى ما نشرته الصحافة الإسرائيلية . فحسب هذه الأخيرة أنجزت القوات الإسرائيلية 4000 هدف قامت خلالها القوات الجوية ب 2700طلعة رمت بمليون قذيفة في منطقة لا تزيد عن 45 كلم مربع على 15 كلم مربع , أما الأسلحة المستخدمة في العدوان أشار البروفيسور أنها تجاوزت 100نوع أبرزها قذائف اليورانيوم المخصب الذي تبلغ تكلفة كل قذيفة ب 90000دولار وهي من صنع أمريكي , وسلاح dime الذي يستهدف مساحة لا تزيد عن 09 أمتار لكن يخلف آثار كارثية على السكان هاته الآثار المحددة في عدة أنواع من السرطان اكتشفتها المخابر الايطالية يضيف الدكتور خياطي بأن نتائج تحليل عينات مأخوذة من المناطق المستهدفة أقرت بوجود شظايا من الكربون والنحاس في العينات . أخر نوع أشار إليه المحاضر هو السلاح الكيماوي أعراضه تمثلت حسبه في خروج الدم من الفم أو المؤخرة , ليكتشف الأطباء بعد إجراء عمليات جراحية للمصابين به أن أمعاءهم مقطعة بسبب تأثيرات هذا السلاح . في الأخير أكد البروفيسور خياطي مصطفى رئيس هيئة الصحة والبحث بالجزائر بأن كل سلاح مستخدم أثناء العدوان يمكن أن يتضمن أطروحة لا تقل عن 200 صفحة . الدبلوماسي السابق د. ممدوح جبر يصرح سياسيا لا عتاب على مصر !!! المحور الثاني من الندوة تعلق بالجوانب السيكولوجية والاجتماعية للعدوان على غزة قدمه الدبلوماسي الفلسطيني السابق الدكتور ممدوح جبر الذي حيا نضال الشعب الجزائري في كفاحه من اجل الحرية والاستقلال ومبرزا للدور الريادي للجزائر في دعم الفلسطينيين مستشهدا بمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة . وأمام مشهد مؤثر تخللته آهات ودموع المحاضر وهو يسرد تفاصيل استشهاد شقيقه اللواء توفيق جبر قائد الشرطة الفلسطينية في حكومة إسماعيل هنية في أول هدف إسرائيلي خلال العدوان على غزة , ألقى الضوء على معاناة الغزاويين مشيرا إلى 1500شهيد ثلثهم أطفال وأكثر من 5000جريح منهم 2200 طفل مضيفا ان آثار نفسية تبقى راسخة في ذهن الأجيال القادمة عقدتها أكثر محاولة أطراف عربية تسوية خلافاتها على الساحة الفلسطينية . في السياق ذاته ابرز الدكتور ممدوح هواجسه من الأزمة التي يعيشها الفلسطينيين فأشار إلى انتشار ظاهرة الإدمان على المخدرات وسط الشباب الفلسطيني . وفي ختام محاضرته ناشد طرفي السلطة فتح وحماس بإنجاح المصالحة الفلسطينية . وقبل إسدال الستار على فعاليات الندوة فسح المجال أمام تساؤلات الحضور التي عبر في مجملها عن استيائهم من الدور المصري خصوصا أثناء العدوان , هذا الإحراج الذي وقع فيه د.ممدوح جبر وبالرغم من مقص الرقابة الذي مارسه رئيس الجلسة تخلص منه بدبلوماسية أثارت استغراب البعض بقوله سياسيا لا عتاب على مصر .