أجمع المشاركون في الملتقى الدولي حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل بغزة: التوثيق المادي والتكييف القانوني من أجل دعوى جزائية دولية، على ضرورة تجنيد الرأي العام الدولي من أجل كسر الفيتو الذي يجعل من مجلس الأمن أداة في يد إسرائيل لممارسة جرائمها ضد الفلسطينيين، وكذا إيجاد الآليات المناسبة لمحاكمة إسرائيل على هذه الجرائم. احتضن فندق الهيلتون أمس ملتقى دوليا حول، جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل بغزة: التوثيق المادي والتكييف القانوني من أجل دعوى جزائية دولية، وقد شارك في هذا الملتقى الذي نظمته اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، بمبادرة من تنسيقية المجتمع المدني الجزائري للعمل والتضامن مع غزة، حقوقيون ومؤرخون ومحامون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، إلى جانب برلمانيين وصحفيين. وفي كلمة ألقاها نائب رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان حسين خلدون نيابة عن مصطفى فاروق قسنطيني خلال الجلسة الصباحية للملتقى أعرب المتحدث عن أمله في توحيد الجهود الدولية من أجل تخطي التنديد إلى تجسيد المتابعات القضائية ضد إسرائيل، ولم يخف حسين خلدون وجود بعض الصعوبات التي تفرضها تعقيدات قانونية من أجل القيام بإجراءات محاكمة إسرائيل، معتبرا أن هذا المشاركين في هذا الملتقى سيساهمون في البحث عن إيجاد الآليات الملائمة لمحاكمة إسرائيل خاصة وأن هذه الخطوة جاءت استجابة لنداءات فرضتها منظمات دولية، ولم يغفل حسين خلدون التنويه بموقف الجزائر الرسمي تجاه العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة معتبرا أن هذا الموقف يشرف كل الجزائريين والأحرار في العالم. أما بوجمعة صويلح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الأمة فقد دعا خلال تدخل له إلى جمع الأدلة من الواقع والميدان من خلال الشهادات التي تقدم خلال هذا الملتقى من أجل إدانة إسرائيل خاصة وأن هذا العدوان لا يعد الأول من نوعه فتاريخ الصهاينة مليء بمثل هذه الاعتداءات والجرائم. وأعرب المتحدث من جهة أخرى عن أمله في أن يتم إدخال إصلاحات كبيرة على مستوى هيئة الأممالمتحدة والتي تهدف أساسا إلى القضاء على الحق في الفيتو داعيا المنظمات الدولية إلى بلورة الرأي العام من أجل القيام بهذه الخطوة. ومن جهتها، أكدت سعيدة بن حبيلس ممثلة تنسيقية المجتمع المدني الجزائري للعمل والتضامن مع غزة أن الجزائر لم تتخل يوما عن القضية الفلسطينية التي ناصرتها منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، معتبرة أن الأزمة في فلسطين ليست أزمة ديانة أو ثقافة، وإنما هي أزمة شعب تعرض للعدوان الوحشي من طرف إسرائيل التي تحدت العالم بمواصلتها انتهاك حقوق الإنسان رغم ارتفاع كل الأصوات التي تدعوها إلى التوقف عن ذلك، وشبهت بن حبيلس ما قامت به إسرائيل بالمجازر التي ارتكبها هتلر ضد اليهود مشيرة إلى أن إسرائيل حورت مفهوم الإرهاب وخلطت بينه وبين المقاومة ، كما اعتبرت بن حبيلس أن الإرهاب الحقيقي هو ذاك الذي مارسته تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. أما بيير لا فرونس السفير الفرنسي السابق بالجزائر، فقد أوضح خلال كلمته أن الآليات القانونية المتوفرة حاليا على الصعيد الدولي لا يمكنها أن تكون صالحة لإدانة ومحاكمة إسرائيل داعيا إلى بذل مزيد من الجهود من أجل إيجاد آليات أكثر ملائمة لذلك. وتضمنت الجلسة الصباحية التي ترأسها الدكتور محند برقوق أستاذ بجامعة الجزائر ورئيس مركز" الشعب" للدراسات الاستراتيجية شهادات حية قدمها كل من ممدوح جبر الذي تحدث عن مقتل أخيه اللواء جبر الذي كان ضمن أول 150 جنديا استشهدوا في أول يوم للعدوان الإسرائيلي على غزة، وقد أوضح الأستاذ محند بوقوق في تصريح ل " صوت الأحرار" أن هذا الملتقى يبحث عن أنجع السب القضائية وغير القضائية لفرض جزاء دولي على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، كما تضمنت ذات الجلسة مداخلة لريشارد لابيفار ولوك بيار دوريك وشكلا جوزيف، وكذا شهادتين لكل من لمونيك سوغيزيي وزياد مدوخ، أما الجلسة المسائية التي ترأسها بوجمعة صويلح أيضا مداخلة لكل من خياطي مصطفى رئيس فورام وحول استعمال الأسلحة المحظورة دوليا، وآن ماري ليزين حول استهداف المواطنين العزل، وكذا ساحلي مايا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى سيدوم يومين كاملين حيث يتطرق إلى ثلاثة محاور أساسية هي التوثيق المادي وحصر خروقات القانون الدولي من قبل الجيش الإسرائيلي في غزة، والتكييف القانوني لهذه الخروقات بالنظر للمقاييس الدولية لحماية حقوق الإنسان في الحقبة التي دار فيها النزاع أما المحور الثالث فيتمثل في التفكير في إنشاء دفتر مذكرات واعتماد إعلان برنامج عمل قصد تجسيد أهداف لقاء الجزائر.