في الوقت الذي يُنقب الآخر، ويتحدث عن بطولة و خصال عظمائنا، تُخصص المقررات المدرسية، فقرات لا تتعدى أسطر، لهؤلاء، وتُقدمه للأجيال أثناء مشوارهم الدراسي، حيث تُختزل المراجع والكتب ، في كلمات أو إشارات ، غير مبالية لما سينتج عنه ، من تذمر وكره ، واللامبالاة بسبب أن من يشرف على هذه البرامج الدراسية ، لم يف من سبقوه من شخصيات حقهم، هاهو الآخر، والمقصود به ، الذي ليس من بني جلدتنا ، يبحث ، وينقب، ويبادر لإبراز الجوانب الخفية لأبطالنا الذين لم نرحمهم ، حتى وهم أموات، فضمن برنامج يسمى : عبدالقادر ، البرنامج التربوي، The Abdelkader Education Project وتحت شعار الماضي يخدم الحاضر، وكذلك شعار: تواصل الثقافات.... كيف لمسلم بطل، أن يكسب قلوب وعقول العالم ! هو برنامج فريد من نوعه في العالم،إذ، يعرف انتشارا كبيرا عبر مدارس، وكليات، وجامعات الولاياتالمتحدةالأمريكية ، حيث كانت الانطلاقة في سنة 2009، من مدينة القادر بمقاطعة أيوا ، وهي التي بها مدينة القادر، المدينة التي سُميّت باسم الأمير عبدالقادر الجزائري. وللحديث عن البرنامج، فهو شبكة من المنظمات والأفراد ، تطوعوا لإحياء ذاكرة الأمير عبدالقادر ومآثره، ولكي يبحث البرنامج في تاريخ الأمير، وترقيته، لتعميمه عبر الثقافات، من خلال فهم تحديات اليوم بشكل أشمل. ومن بين الخصال التي يبرزها البرنامج حول شخصية الأمير، والتي جعلت منه اليوم شخصية عالمية ، هو أنه يعطي الصورة الحقيقة للجهاد، والمفهوم الحقيقي للمسلم من خلال إيمانه ، مُحترم بأخلاقه ، وثقافته، وأن الأمير كان مُوحدا ،وليس مساهما في الانشقاقات، فهو الشخصية الوطنية ، وفي نفس الوقت الشخصية العالمية. وبالنسبة لمن يستطيع الاستفادة من هذا البرنامج، فهو يخص فئات كثيرة وعى رأسهم ، المعلمين والأساتذة، والطلبة في المستويين المتوسط والعالي، المنتمين إلى الفروع التالية: علم الاجتماع، تاريخ العالم، العلوم الإنسانية، مقارنة الأديان والثقافات، التربية المدنية الشاملة، دروس الزعامة الأخلاقية ، وفروع أخرى عديدة منها : التاريخ السياسي والعسكري، الدراسات الإسلامية ، التصوف، دراسات الشرق الأوسط، المدارس والجمعيات الإسلامية( مجموعة المصدر الإسلامي في منطقة مينيابوليس. كما يمكن للكثير الاستفادة من هذا البرنامج في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، مثل الزعماء السياسيين ، والزعماء المهتمين بنشر ثقافة القرآن ، لمحاربة التفسير الخاطئ والتأويلات. إلى جانب الجمعيات التي تعنى بالسياسات الخارجية، ومراكز صنع السلام، وفك الصراعات ، ووسائل الإعلام. ومن بين ما حققه البرنامج حتى اليوم، تعميم البرنامج على مستوى بلدية القادر سنة 2009، والمدارس العليا لمقاطعة أيوا في سنة 2010 ،وفي المدارس العليا بمقاطعة ماساسوتش في سنة 2012، وفي المدارس العليا منطقة، ميترو واشنطن دي سي، ومع نهاية 2012 وعلى امتداد سنة، 2013، تنظيم مسابقة وطنية لطلبة المدارس العليا والثانوي في كل تراب الولاياتالمتحدةالأمريكية، تتعلق بكتابة موضوع عن شخصية الأمير عبدالقادر. ومتابعة لنشاط البرنامج، تم في سنة 2009 ، إنشاء منتدى القادر ، كما أصدرت هيئة البرنامج نشرية نصف شهرية ، وهي تصدر منذ سنة 2010، وفي سنة 2011 ، تم إطلاق موقع على الشبكة العنكبوتية وهو بعنوان: www.abdelkaderproject.org وكذلك على شبكتي فيسبوك ، وتويتر. وسيتواصل الجهد لبناء علاقات صداقة عبر العالم . إن هذا البرنامج قد نشأ من السيرة التي كتبها المؤلف : جون .كايزر، في كتابه : قائد الإيمان ( حياة وزمن عبدالقادر) ، وهي قصة الجهاد الحقيقي (1808 1883) ، الموجودة في الموقع: www.truejihad.com الباحثة كاثي قرامس مع كاتب المقال إن هذه المبادرة المتمثلة في برنامج كبير ، وفق إستراتيجية مدروسة ، جاء لإبراز الجوانب المتعددة للأمير عبدالقادر(رحمه الله)، هي بإشراف الباحثة : كاثي قارمس، والتي التقيت بها مرتين ، حيث كانت مسرورة ، عندما عرضت عليها ، التطرق للبرنامج، وترجمة الخطوط العريضة، وهو البرنامج الذي لم يسمع به أحد، في الموطن الأصلي للقائد الأمير عبدالقادر. وقد تناقشنا في إمكانية ترجمة كتاب المؤلف : جون كايزر ، قصد تعميم الفائدة ، ونشر حياة الأمير بعيون أمريكية، لتمكين الأجيال في الجزائر من الاطلاع على ما يكتبه الغرب عن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، كيف لا ، وهو من صنع العلم الجزائري، ووضع النظام القضائي ، والإداري، والصحي، والعسكري، وصك العملة الوطنية ، وغيرها من مقومات الدولة.