خلا الطريق الوطني رقم 01 صبيحة أمس السبت و لبضع ساعات من السيارات و كمبادرة جديدة بمدينة الجلفة وبإشراف السلطات المحلية و جمعية "المواطنة و حقوق الإنسان" و هو ما رصدته "الجلفة إنفو" عبر الشارع الرئيسي والقلب النابض لمدينة الجلفة، على أمل أن تكون هذه المبادرة سنة حميدة للجلفة و تعمم عبر البلديات الكبرى لتترسخ ويتعود عليها المواطن كمساهمة رمزية للتذكير بضرورة الحفاظ على البيئة. بداية جولتنا كانت بلقاء مع إحدى المواطنات، و هي جدة أرملة، حيث صرحت لنا أنها لم تر هذا المنظر في مدينة الجلفة منذ وقت طويل، معتبرة في نفس الوقت أن سير المواطن على الأقدام مسافة طويلة أحسن رغم أن النقل العمومي – حسب قولها- قد خفف من الضغوطات على مصالح المواطن إلا أنه قد يترك له أثرا سيئا على حياته وصحته و يجعله منه مواطنا إتكاليا لا سيما في حالة فقدان النقل أن انقطاع الطريق لسبب ما. و أضافت محدّثتنا أنها تفضل أن تتنقل مشيا من أجل قضاء حوائجها حفاظاً على صحتها داعية الشباب إلى العمل بذلك. تركنا محدثتنا و عملنا بالنصيحة و سرنا مشيا نحو وسط المدينة و إذا بمنظر الأطفال يستغلون الطريق للتسابق بدراجات وسط الطريق في لوحة فنية، قلما تتكرّر، صنعتها دراجات الأطفال في طرقات لطالما نهبتها السيارات و الحافلات خلال باقي أيام السنة. أما المنظر الآخر الذي أعطى لليوم خصوصيته، فقد كان بمبادرة من دار الشباب نعامة على في "حي قناني" و تنقل الشباب هناك بطاولاتهم و نشاطاتهم و كأن الطريق أصبح ملكهم، و كان بالمثل لفرق رياضية من "كاراتي" و"ملاكمة" و حتى "كرة قدم" و نشاطات أخرى. إن هذين القوسين من حياة مدينة الجلفة أعطياها حلة جميلة أتاحت للمواطن فسحة لأن يستنشق هواء نقيا و لو قليلاً ويستشعر متعة التجول في مدينته كما كان في عقود ليست بالبعيدة.