تصوير الجلفة إنفو يجتهد الكثير في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في العبادة و التقرب إلى الله للظفر بليلة القدر التي قال عنها القرآن الكريم " لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" إذ تفتح فيها أبواب الخير و العتق من النار، ورغم أن هناك من الأحاديث النبوية الشريفة التي شرحت أن ليلة القدر ليلة مخفية ليست محددة في ليلة معينة إلا أن العادات و التقاليد المحلية بولاية الجلفة تجعل من ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان هي ليلة القدر أو ليلة القرآن كما يذكرها بعض كبار السن . وتعيش مساجد ولايات الجلفة كغيرها من ولايات الوطن أجواء روحانية منذ دخول سيد الشهور حيث تقام التراويح في المساجد و تعلو أصواتها في جو تعبدي مهيب، و مع دخول العشر الأواخر يرتفع عدّاد التعبد من صلاة، و قراءة للقرآن، و الصدقات، و صلة للأرحام لإصابة خيرات ليلة القدر، و لكن مع اقتراب ليلة 27 من رمضان فإن التحضيرات لهاته الليلة تكون على غير عادة باقي الأيام العشر إذ يستعد لها المواطن كمناسبة عظيمة لختان الأولاد، أو فرصة لتجمع العائلات على الإفطار، و تحضير بعض المأكولات ك"المسفوف " و أخذه للمسجد لتقديمه كوجبة للسحور للمتهجدين في المساجد، كنوع من "المعروف " و تحضير زينة "الحناء" للفتيات الصغار تفاؤلا و أملا أن تلقى زوجا صالحا عندما تكبر... كما يستغلها بعض الشباب للإعلان عن حفل الخطوبة تبركا بالليلة و أمل العيش في حياة زوجية سعيدة، فيما يهتم الأولياء بأن يصوم صغارهم أيضا في هذا اليوم، كما أن حركة أسواق المواد الغذائية تزداد بشكل كبير من أجل إعداد ولائم تليق بالمناسبة و غيرها من التحضيرات التي تهب لإحياء ليلة السابع و العشرين ، حتى أن بعض الجدات تجدها فرصة للأطفال لتروي لهم بعض الحكايات عن الليلة أشبه ما يقال عنها أنها أساطير أو تقص عن تلك الكرامات و الهدايا التي ستسقط من السماء عليهم إن هم كانوا صالحين . و إن كان هناك من يرى أن هذه العادات و التقاليد هي أمور دخيلة على الإسلام ، إلا أنها قد اختفت عن بيوت بعض الجلفاويين، في نفس الوقت مازالت العديد من الأسر تحتفل بها و تزعم أن ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر لا غيرها ، كما أنها ترى فيها عادات جميلة تعبر عن ثقافة الجلفة و الجزائر التي لا تختلف فيها كثيرا هاته الاحتفالات، و تُذكّر الكثيرين بالزمن الجميل حيث كانت الطيبة و " النية " التي كانت الأسر الجلفاوية تعيشها قديما ، خاصة و أن هذه العادات و التقاليد لا تضر في شيء بقدر ما هي بالإضافة الى التعبد تعطي جوا من الفرح وسط العائلات . و في حديثنا مع الشيخ "لخضر بن شريط" حول الموضوع، فقد أكد أن أرجح الأقوال تقول أن ليلة السابع والعشرين من رمضان هي ليلة القدر لذلك يحتفي الجلفاويون بهاته الليلة على طريقتهم و هي لا تخالف الشرع و لا يمكننا أن نعتبرها دخيلة على الإسلام خاصة أنها تُدخل البهجة و السرور على العائلات و تؤكد على تمسكهم بالدين، في مقابل ذلك على المؤمن أن يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، لأنه ثبت في "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان " .