كشفت الحادثة المرورية التي وقعت مؤخرا والتي أودت بحياة 8 أشخاص (*) وجرح خمسة إلى الحالة الكارثية للاستعجالات الجراحية بالبيرين بفرعيه وذلك من خلال نقص التأهيل والإمكانيات الضرورية لمثل هذه الحالات زيادة على عدم وجود أطباء جراحين ، وهي وإن كانت حالة دائمة في مثل هذه المؤسسات إلا أن الحادثة أظهرت الكثير من العيوب وتساءل المواطن البسيط عن الجدوى من وجود هذه المؤسسات "الخدماتية" ومدى تكفلها بحالات أخطر من هذه خصوصا وأن هذه المؤسسات ترزح تحت وصاية تتجاهل الكثير من المطالب الملحة والمستعجلة للمواطن ، فالقطاع الصحي بعين وسارة هو الأخر يعرف تذبذبا كبيرا في أعماله مما انعكس على الفروع التابعة له ومن بينها مصلحة الاستعجالات الجراحية بالبيرين . وفي وقفة احتجاجية يوم أمس الأربعاء 14 أوت 2013 قام بها مواطنو البلدية مدعومين بممثلي المجتمع المدني من جمعيات وأحياء مطالبين فيها بتفعيل دور هذه المؤسسات وعصرنتها، حيث قام هؤلاء بغلق مصلحة الاستعجالات الطبية في وفقة سلمية وكونوا تنسيقية تدرس كل هذه الحالات على حدى يوصلون من خلالها أصواتهم للسلطات الوصية على هذا القطاع بما فيها وزارة الصحة ، فالوعود الكثيرة لم تجسد على أرض الواقع وبقيت ( دار لقمان على حالها) بل زادت تعفنا لدرجة أنه تم بث شريط فيديو في وقت سابق يظهر قاعة العمليات الجراحية وهي تغرق في مياه الأمطار نظرا لتسربات عدة، وتعرضها للتلف زيادة على خلو هذه المؤسسات من أي شكل تنظيمي أو توجيهي يعبر عن حرص القائمين عليها على سلامة وأمن المرضى ، وتعليلهم لهذا الإهمال بنقص المختصين حتى من الممرضين وانعدام الإمكانيات البسيطة وهو (الحق الذي أريد به باطل)، وحسب تصريحات بعض العاملين فإن هذا الوضع يثقل كاهلهم في كيفية إقناع المواطن بواقع الحال... وهنا نطرح تساءلا مُهمّا كيف يكون الحال لو أن كارثة أكبر حجما وقعت في هذه البلدة ( لا قدر الله)؟.. كيف سيكون مصير الجرحى وعامل الوقت في هذه الحالات حاسم في نجاة هؤلاء ؟ وهل نملك إستراتيجية إستعجالية في حالات كهذه وكيف غاب عن أولي الأمر أمر كهذا وهل نسير بسياسة (البريكولاج) إلى الحد الذي نبحث فيه عن حقنة فلا نجدها في هيكل بني بالملايير ويستهلك موظفوه وإداراته الملايير وخدماته أبخص من (الدورو)... (*) مقتل 08 أشخاص في الحادث بعد وفاة زوجة المرحوم بإذن الله تعالى "جابري طلبة" اليوم الخميس رحمة الله عليهم جميعا