مدرسة صغار المكفوفين حققت مدرسة "صغار المكفوفين بالجلفة" تجربة تأطير متميّزة رغم أنها تتكفل ب 112 متمدرس من ذوي الاحتياجات الخاصة ل 36 بلدية من ولاية الجلفة. اذ تتكفل هذه الهيأة، التابعة لوصاية مديرية النشاط الاجتماعي، التضامن و الأسرة، بفئتي"الصم البكم" وفئة "المكفوفين" وفقا للنظام الداخلي."الجلفة إنفو" زارت المدرسة واطلعت على أوضاع تلاميذها وحاورت مؤطريها ومسؤوليها. تضمن مدرسة "صغار المكفوفين بالجلفة" التمدرس لفئة "الصم البكم". هذه الفئة يتميز أفرادها بأن لهم قدرات وميولات تجاه ممارسة الأعمال اليدوية. ومن هذا الباب تستثمر المدرسة تلك الميول عن طريق فتح ورشات خاصة ينشط بها المتمدرسون مثل ورشات ( ماكرامي، عجينة السيراميك، التزيين بالورود، اللوحات الرملية). كما يتلقون بالتوازي مع ذلك تكوينا تربوياعلى غرار أقرانهم في المدارس العادية و إلى السنة رابعة متوسط. وحسب القائمين على هذه النشاطات، فان الهدف منها هو إعطاء التلميذ مهارة يدوية تكون له سنداً في المستقبل وتسمح بتنمية قدراته الذهنية. وكذا التربية النفس-حركية خاصة بالنسبة لفئة المكفوفين بالإضافة الى تنمية القدرات الاجتماعية حتى يتمكن من التواصل مع غيره. من جهتها، صرّحت الأخصائية الأرطفونية "س. مروان"، التي تشرف على الورشة مع المربية "م. كيدار"، أنه من خلال هذه الورشات يُفتح المجال للتواصل والعمل المثمر مع هذه الفئة التي هي في حاجة لرعاية خاصة وفي حاجة لتطوير قدراتها والكشف عن المهارات. ولمدرسة صغار المكفوفين بالجلفة تجربة متميزة في التأطير البيداغوجي بقسم المكفوفين. حيث يدرّس بها، في اطار عقود ما قبل التشغيل، أستاذان كانا فيما سبق تلميذين بالمدرسة وواصلا دراستهم الثانوية و الجامعية. فالأستاذ"بختي شاوي"، 25 سنة مكفوف، درس في ثانوية حد الصحاري وواصل دراسته بجامعة الجلفة "زيان عاشور" أين تخرج منها بشهادة ليسانس أدب عربي. و هو الآن يُدرّس بقسم المكفوفين. كما أن له مجموعة شعرية وكتابات مسرحية وآخرها "حوار العقل والعلم" والتي هي قيد الإخراج بالمدرسة. كما أن الأستاذ "بختي" يشرف على تحفيظ القران الكريم للتلاميذ ويقدم لهم دروسا في التجويد لتعويد التلميذ على الحفظ السليم. ونفس الأمر بالنسبة للأستاذ "ميلوقة عادل"إبن مدينة دار الشيوخ الذي درس هو كذلك بالمدرسة لينتقل الى ثانوية "النور" بدار الشيوخ أين تحصل على شهادة الباكالوريا ثم شهادة الليسانس في الأدب العربي مع زميله الأستاذ"بختي شاوي". علما أنهما يشرفان أيضا على ورشة الإنشاد والمسرح. فضلا عن تواجد تقنيات أخرى محل استغلال بيداغوجي كالألعاب ( لعبة سباق الأحرف، سؤال و إجابة سريعة ). و في خضم حوارنا مع مدير المدرسة السيد "براهيمي"، فقد أشار محدثنا الى أن الطاقم البيداغوجي للمدرسة يعتبر مكسباً مهماً وهو محور عمل المدرسة التي هي عبارة عن عائلة متكاملة تسعى لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. حيث ذكر ذات المتحدث أن هناك مِن التلاميذ مَن صاروا الآن موظفين و من يمارسون التجارة ومهنا مختلفة تكفلهم و تكفل عائلاتهم. مضيفا أنه ورغم مغادرتهم مقاعد المدرسة، الا أنهم في تواصل دائم مع طاقمها الذي يهتم بحالهم و يعينهم عند المقدرة، باعتبار دور المدرسة لا يتوقف بمغادرة التلميذ مقاعدها، يضيف ذات المسؤول. مدرسة "صغار المكفوفين بالجلفة" تتوفر على المؤهلات لأن تقدم الأفضل والأحسن لهذه الفئة وفي حاجة فقط أن تدعم من طرف السلطات المحلية لتعطي دفعاً جديداً لها و تشجيع القائمين عليها.