لقد صدق من قال إن المعلم لا يتقاعد، فالمطلع على مسيرة الأستاذ الجابري سالت يتأكد من هذا القول فالرجل كل حياته تعليم وتربية وتقديم للدروس من المدرسة إلى الشارع إلى المساجد والزوايا ،وكان التعليم ولد معه، اوانه الهواء الذي يتنفسه ن ولا يستطيع العيش دونه . ولد رجل التربية والأستاذ الناجح والمدير القدير ”الجابري سالت” عام 1943 بالبيرين ، وهومن عرش ”أولاد لغويني”، تتلمذ في المدارس الفرنسية في المرحلة الابتدائية بمدرسة غوستاف مارتن ”الأمير عبد القادر ” حاليا وسط مدينة الجلفة، التحق بالكتاتيب عند الشيخ ”عيسى عايدي” بحي البرج ،ثم درس لدى شيخه ” الإمام سي عطية مسعودي” بين أعوام 59-63 حتى أجازه. التحق بالتعليم في مسعد عام 1963 كمعلم، ثم تحصل على الأهلية عام 1965، ثم الكفاءة التعليمية عام 1967، درّس بمتوسطة مسعد عام 1969 وتولى إدارتها ، ليلتحق بعدها بمعهد ”بوزريعة ” لتكوين الأساتذة ليتخرج الأول في الدفعة تخصص رياضيات عام 1973، لتمنح له مواصلة تعليمه الجامعي بالمدرسة العليا للأساتذة بالقبة تخصص رياضيات ، لكنه لم يكمل الدراسة لظروف عائلية، والتحق كأستاذ تعليم متوسط رياضيات بمتوسطة ”بن عياد” ما بين 1973 و1979، وتولى إدارتها مابين 1979 و1984، فمديرا لمتوسطة ”حاشي بلقاسم” بحي ”الإمام بربيح” من 1984 إلى غاية سنة 2004 تاريخ إحالته على التقاعد. وبعد التقاعد لم يرض الجابري سالت ان يمنكث في البيوت ويودع عالم التعليم، لذلك التحق بمدرسة ”الإخلاص” سنة 2004، وهي وريث ”جمعية العلماء المسلمين” لتدريس اللغة العربية وتحفيظ كتاب الله وعلوم الفقه، وهوإلى اليوم يساهم رفقة ”ثلة من الخيرين” من اجل إعادة إحياء الدور الروحي لمدرسة ”الإخلاص” بمدينة الجلفة. يذكر في الأخير، أن جمعية منابع الإبداع بولاية الجلفة قامت مؤخرا بتكريم المربي ”سالت الجابري” في احتفالية بثانوية الشيخ ”النعيم النعيمي” ،فقد أشار بعض الدكاترة في مداخلاتهم على أن الشيخ الجابري مؤسس لفكر تربوي جديد ميز فيه بين المتغير والثابت بشكل جيد، كما اعتبره البعض مجددا في منهاج التعليم القرآني بشكل احدث انقلابا وتحولا ايجابيا في هذا المجال.