ورد في نافذة التغيير إرادة وإدارة تحليل تفضل به الدكتور عسالي بولرباح تحت عنوان المدير "تا" ايطير.. والقابلية للتغيير ؟! تحدث فيه عن التداول الشعبي لحركة المسؤولين وكيف أن المخيال العامي يربط بين هذه الحركة وبين التغيير المرتقب والمنشود بعد ما يمل الناس من تصرفات هذا المدير أو ذاك المسؤول ويعتقدون أنهم اكتشفوا فساده وسوء تسييره، والحقيقة أن نتائج أفعال المسؤول ما هي في النهاية إلا انعكاس لتواطؤ أهل البيت لتحصيل مصالحهم وبالطبع لا يمكن التوقي من تلصص صاحب الدار "خاين البيت". لقد أثار انتباهي تحليل الأستاذ للظاهرة ورأيت في طيران مدير التربية حالة تطبيقية مكتملة الأركان لما يحدث في مختلف المؤسسات ومع عديد المسؤولين، ولا يمكن بحال تبرئة المسؤولين ولا اتهامهم دائما ولكن ينبغي التأكيد على أن المسؤول مهما كان خبثه لا يستطيع أن يفسد دون أعوان، مدير التربية لما وصل أغلقت في وجهه أبواب مديرية التربية بدعوى قلة خبرته وإقباله على التقاعد وأن الوصاية لا تعين ذوي الكفاءات في هذا المنصب بولاياتنا، وثار زعماء النقابات وتزعموا الحدث - ولم يلدوا فأرا- لأن المدير عين من طرف الوصاية. وبدأ العمل، والحقيقة أن المدير بذل ما في وسعه وبدأ حال المديرية يتغير ولو ببطء ولا أدل على ذلك من مسابقات التوظيف وتقلص التعيينات الإدارية وحالات الوضع تحت التصرف إلى حدودها الدنيا، فلم يجد النقابيون -بلا نضال- ولا المنتخبون -بلا انتخاب- ضالتهم كما كانوا يفعلون مع غيره حين يمارسون هوايتهم في الابتزاز، اليوم وقد وفد إلينا مدير على أبواب التقاعد سينتهي مساره المهني بعد أقل من عام، هل سيجد هؤلاء النقابيون والمنتخبون الشجاعة كي يغلقوا أبواب مديرية التربية في وجه هذا العجوز -ولا نقصد شخصه بالطبع- ويوصلوا رسالتهم إلى الوصاية، أم أنهم سيبحثون عن مسالك توصلهم إلى بابه وتقربهم منه حتى يحافظوا على نفوذهم ومصالحهم المرتبطة بنضالهم، الخلاصة أن الفساد والصلاح داخل البيت وليس خارجه في ردهات ومكاتب مديرية التربية وفي رؤساء مصالحها وفي رؤساء مكاتبها وأعوانها فعلا أو تواطؤا وسكوتا وما عدا ذلك فمجرد ادعاء وكلام مقاهي لملء الفراغ والتفكه لا يقدم ولا يؤخر ولا يبنى عليه عمل جاد يفضي إلى التغيير.